اخوان سوريا : لا وساطات مع النظام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: كشف علي صدر الدين البيانوني المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية عن لقاءات قادمة مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق، واعلن انه لا وجود لوساطات مع النظام السوري حاليا ، وان الجماعة اتفقت مع خدام على الأمور الأساسية وأولها ضرورة أن يكون التغيير بأيد سورية بعيداً عن أي تدخل خارجي ، موضحا انه" لن يتم اقصاء اية فئة ولن نقابل القانون رقم 49 الذي يحكم على كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين في سورية بالإعدام بقانون اجتثاث البعث".
وقال سنلتقي مع خدام في وقت قريب لنقيم نتائج عملنا واتصالاتنا، مشيرا الى ايمانه بضرورة الحركة ، واستغرب أن توصف الجماعة إذا ما التقت مع خدام بالخيانة فيما لا يتم الإشارة لا من قريب أو بعيد إلى ما يقوم به النظام السوري.
وبيّن في تصريحات صحافية للحقيقة الدولية "لقد سمعنا هذه الاتهامات من قبل النظام السوري منذ سنوات طويلة واعتدنا على أن يصف النظام السوري كل من يعارضه بالخيانة وهو أمر غير جديد علينا ن محاولة إلصاق الأوصاف النضالية بنظام عرف مسبقاً مستوى قمعه وظلمه بأنه نظام ممانعة ومقاومة أمر غير مقبول بل نؤكد انه نظام مستسلم إلى أبعد الحدود، وكما خدع الجميع بمقولة الصمود والتصدي فإنه يخدعهم أيضا بمقولة دولة الممانعة تلك" .
وشدد البيانوني انه لا وجود لوساطات مع النظام السوري تقوم بها أية جهة حاليا ، لافتا الى انه في السابق كانت هناك محاولة وساطة تم إجهاضها قبل أن تتشكل أو تنضج عندما سمع بعض الإسلاميين والقوميين الذين كانوا يقومون بزيارات إلى الرئيس بشار الأسد كلاما فهموا منه أن المصالحة ممكنة ، وعندما عادوا قلنا لهؤلاء الإخوة نحن لم نرفض في يوم من الأيام الحوار وان أيدينا كانت وما زالت ممدودة ، ولكن الذي يريد الحوار لا يستمر بسياسة البطش والقتل والتغول على حقوقنا ومنها القانون الجائر رقم ( 49) ، وسألناهم كيف يمكن أن يحاورنا وهو ينظر لنا كأعداء له وكيف يحاورنا وما زال إخواننا في السجون وقرابة 17 - 18 مفقوداً في السجون وكيف يحاورنا وهناك آلاف المهجرين الممنوعين من زيارة وطنهم وإذا ما قاموا بزيارته فإنهم يوضعون في السجون.
واضاف لقد سمعنا من الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حديثاً عن الحوار، وسمعنا من قبل من الشيخ الشهيد أحمد ياسين ، كما سمعنا من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الأخ خالد مشعل وسمعنا كذلك من حزب جبهة العمل الإسلامي في العام 1997 .. ولكن كل ذلك دون جدوى . إن هذا النظام يقول لزواره كلاما معسولا ولكنه في المقابل يستمر في سياسة القمع والاستئصال والقتل.
وحول تفاصيل لقاءه مع خدام اجاب لقد تحدثنا عن اللقاء بكل شفافية وقد نقلت وسائل الإعلام تصريحات على لسان خدام وعلى لساننا نحن وجاءت هذه التصريحات متطابقة ، وتابع إننا ننظر إلى اللقاء الأول مع نائب رئيس الجمهورية السابق بكثير من الأهمية، ونسعى إلى تدعيمه وتطويره.
واوضح المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين استعرضنا في اللقاء الأوضاع السورية الداخلية والإقليمية والدولية وبحثنا السبل والآليات الكفيلة للوصول إلى موقف وطني جماعي نستطيع من خلاله أن نخرج سورية من عزلتها ومحنتها والكابوس الذي استمر يقض مضاجع مواطنيها أكثر من أربعة عقود ، لقد سمعنا من الرجل - وهو الذي يمثل التيار المغلوب على أمره في حزب البعث- كلاماً مطمئناً وأبدينا وجهة نظرنا في المواضيع التي طرحها في اللقاء، وكانت هناك أمور كثيرة موضع اتفاق، رغم أننا لا نعتبر الاتفاق بيننا وبين خدام كافيا، بل هو خطوة في سياق الخطوات السابقة واللاحقة التي يجب العمل عليها بالاشتراك مع الأطراف السورية المعارضة الأخرى.
واكد البيانوني يجب أن يشترك الجميع في الحوار وأن ننجح في وضع برنامج وطني للتغيير من خلال تواصل الفئات السياسية الأخرى وهو ما يتم حاليا، حيث تجري اتصالات بين خدام وبعض فئات المعارضة كما أن لنا اتصالاتنا وعلاقاتنا ، ونوه الى الاتفاق خلال اللقاء على متابعة اللقاءات وتوسيعها لتكون الدائرة أوسع ويتعاون الجميع على وضع برنامج وآليات لهذا التغيير ، كما اشار الى انه تم الاتفاق على الأمور الأساسية وأولها ضرورة أن يكون التغيير بأيد سورية بعيداً عن أي تدخل خارجي، وأن هذه الأيدي السورية ستكون منبثقة من كل الفئات والأطياف والانتماءات والمعتقدات.
وحول مستقبل حزب البعث السوري اجاب ليس هناك فئة في سورية سوف يتم إقصاؤها سواء كانت حزباً أو طائفة أو غيرها، والخطوات القادمة ينبغي أن تركز على المشاركة . نحن لن نقابل القانون رقم (49) الذي يحكم علينا بالإعدام بقانون اجتثاث البعث لأننا نعتبر أن من حق أي حزب ممارسة الحياة السياسية ، ولكن شأنه في ذلك شأن باقي الأحزاب دون سيطرة على الدولة أو احتكار للثروة والسلطة ، وتغطية الفساد تحت مقولة بائدة بأن الحزب هو قائد الدولة والمجتمع ، فهذه المقولة أصبحت من مخلفات القرن الماضي، وتراجعت عنها كافة الدول الاستبدادية السابقة