كوبنهاجن تعتذر للرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان القحطاني من الرياض: بعد انتظار بلغ اكثرمن شهر، قدمت الحكومة الدانمركية اعتذارا رسمياً للملكة العربية السعودية، حمله السفير الدانمركي في الرياض هانز كلينغنبيرغ ،على خلفية نشر صحيفة دانمركية 12 رسماً تهكمياً بحق النبي محمد، الأمر الذي سيطوي معه ملف الخلاف القائم بين المملكتين حول هذا الموضوع. وكانت السعودية قد استدعت سفيرها لدى الدانمرك محمد الحجيلان في ظل عدم تجاوب فوري من الحكومة الدانمركية آن ذاك إزاء طلب السعوديين تقديم تبرير لهذا التقاعس الحكومي الرسمي عن حل أكبر أزمة تحدث في تاريخ المملكة الدانمركية.
وتبدو الأبواب مُشرعة الان لعودة السفير السعودي لدى الدانمرك محمد الحجيلان إلى كوبنهاغن بعد غياب طويل عن مقر عمله. وذكرت مصادر مطلعة ل "إيلاف" أن "أكبر أزمة في علاقات البلدين منذ ربع قرن قد حُلت ولم يعد من مبرر لاستمرار هذا التوتر".
وأبدى سفير مملكة الدانمرك لدى المملكة هانز كلينغنبيرغ اعتذار حكومة بلاده للمسلمين في العالم بشأن الرسوم المسيئة للرسول محمد التي نشرتها صحيفة دانمركية،خلال استقبال رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد له في مكتبه بالمجلس بالرياض اليوم. وقد أكد السفير الدنمركي أن حكومة وشعب بلاده يستنكرون هذه الإساءة التي لا يرضى بها أحد لشخصية أسهمت في التاريخ الإنساني بشكل مؤثر ومهم، مؤكداً أن بلاده اهتمت ببيان الاستنكار بخصوص هذا الموضوع والذي صدر من مجلس الشورى وتسلم البرلمان الدنمركي نسخة منه.
وقال: إن حكومة الدانمرك أصدرت بيانا لتوضيح موقفها وانزعاجها من الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم المسيئة، ولقي البيان ترحيباً وتأييداً من وزير خارجية الاتحاد الأوربي، مشيراً إلى أن بلاده تتمتع بحرية في التعبير وطرح الآراء لكنها يجب أن تكون مدخلاً للحوار الإيجابي والبناء بين الشعوب وليست وسيلة للإساءة إلى الرسل والمعتقدات الدينية أو ثقافات المجتمعات .
وطبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية فقد جدد الشيخ صالح بن حميد استغراب واستنكار المسلمين لما صدر من الصحيفة الدنمركية وقيامها بنشر رسوم "تسيء للرسول عليه الصلاة والسلام وتمس مشاعر عموم المسلمين"،مؤكداً أن هذا التصرف "يرفضه كل حكماء وعقلاء العالم لأن هذه الإساءات تؤجج الفتن وتزيد من التنافر بين الشعوب" .
وأكد أن حرية الرأي يقر بها الجميع وأن "الإسلام أول من نادى بها وليس من حرية التعبير الاستهزاء بالناس والسخرية منهم فكيف إذا كان الاستهزاء بالنبي الكريم ".
وطالب رئيس مجلس الشورى من الجانب الدنمركي احتواء الأزمة وتوضيح صيغة الاعتذار الذي قدمته الصحيفة ونشرته في موقعها على الإنترنت، مشدداً على رفض العنف من أي طرف أو الاستفزاز في التعبير عن المشاعر , وضرورة العمل على إيجاد قنوات للحوار والتواصل والبعد عن الصراع الحضاري الذي لا يصب في مصلحة كل الأطراف.
وجدد التأكيد على حرص المملكة في مواقفها الدولية على التمسك بالحوار والتفاهم , وسياستها الواضحة في نزع فتيل الأزمات بين الشقاء والأصدقاء بما يحقق المصالح المشتركة. وبعد ذلك تسلم رئيس مجلس الشورى من السفير الدنمركي نسخاً من بيان الحكومة الدنمركية وبيان وزير الخارجية الدنمركي وتصريحات لمفوض السياسية الأوربي خافيير سولانا بشأن الاعتذار عما صدر من الصحيفة بحق الرسول عليه الصلاة والسلام .
وكانت صحيفة "جيلاندز بوستن" ،وهي أكبر صحيفة بالدانمرك، قد نشرت في سبتمبر(ايلول) الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد.ويصور أحد هذه الرسوم الرسول وهو يحمل فيما يبدو قنبلة داخل عمامته.وتدافع الصحيفة الدنمركية التي كانت أول من نشر هذه الرسوم عن ذلك بقولها إن عملها يقع ضمن حرية التعبير، إلا أن ذلك دفع إلى قيام مظاهرات واحتجاجات في دول العالم الإسلامي تخلل بعضها أعمال عنف في الوقت الذي يعمل فيه الإتحاد الأوروبي جاهدا لاحتواء التبعات الدبلوماسية لهذه القضية.
وأعادت صحيفة "مغازينات" النرويجية في 10 كانون الثاني/يناير نشر هذه الرسوم تحت عنوان "حرية التعبير"،إلا أن الغضب ينصب على الدنمرك، لان النرويج طلبت رسميا من بعثاتها الدبلوماسية التعبير عن "أسفها" للإساءة إلى مشاعر المسلمين.
وهذا هو الاستدعاء الثاني خلال أشهر لسفير سعودي من دولة أجنبية على خلفية إساءات ذات بعد ديني،بعد أن كان الاستدعاء السعودي الأول لسفيرها لدى المجر على خلفية "دعابة سياسية" من رئيس الوزراء لمجري لم تكن في محلها وأغضبت الساسة السعوديين بعد أن وصف لاعبي المنتخب السعودي لكرة لقدم بأنهم إرهابيون.