بوش يدعو الهند وباكستان الى حل خلافهما حول كشمير

نيودلهي: دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يقوم بزيارة للهند قبل توجهه الى باكستان هاتين الدولتين النوويتين المتخاصمتين الى ايجاد حل لتسوية خلافهما حول كشمير. وقال بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ في نيودلهي "امام الهند وباكستان فرصة للعمل من اجل سلام دائم". واضاف بوش الذي سيزور اسلام آباد بعد غد السبت ان "رئيس الوزراء سينغ والرئيس (الباكستاني برويز) اظهرا انهما زعيمان يتمتعان بشجاعة ورؤية وانا اشجعهما على مواصلة تحقيق تقدم في جميع الملفات بما في ذلك حول كشمير".

وقد بدأت الهند وباكستان محادثات السلام في كانون الثاني(يناير) 2004 لانهاء كافة الخلافات التي تعود الى عام 1947 عندما استقل البلدان، خاصة اقليم كشمير الذي تسيطر كل من الهند وباكستان على جزء منه وتزعم كل منهما احقيتها فيه بكامله.

وفي كشمير الهندية التي تشهد انتفاضة انفصالية منذ 1989، اعلن الزعيم الانفصالي المعتدل ياسين مالك ان الرئيس بوش بامكانه ان يساعد على ايجاد حل لهذه المشكلة. وقال "كونه صديق حميم للهند وباكستان، بامكان الرئيس بوش ان يقوم بمساع حميدة من اجل وضع حد للصراع". وقتل عشرات الاف الاشخاص منذ بدء التمرد من قبل مجموعات اسلامية تساندها كما تقول الهند جارتها باكستان التي تنفي هذا الامر.

الهند واميركا تبرمان اتفاقا للتعاون النووي

وكانت اعلنت الهند والولايات المتحدة اليومانهما ابرمتا اتفاقا تاريخيا للتعاون النووي المدني وهو محور الزيارة الاولى التي يقوم بها الرئيس الاميركي جورج بوش للبلاد.وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ "توصلنا لاتفاق تاريخي بشأن الطاقة النووية."وقال "انني أتطلع الى العمل مع كونجرس الولايات المتحدة لتغيير قانون عمره عدة عقود سيمكننا من المضي قدما في هذه المبادرة المهمة."

ويعطي الاتفاق الهند امكانية التعامل مع التكنولوجيا النووية الاميركية. وعارض بعض اعضاء الكونجرس الاميركي هذا الاتفاق لان الهند لم توقع على معاهدة الحد من الانتشار النووي.وبينما اجتمع بوش وسينغ في الهند قتل انفجار سيارة ملغومة خمسة اشخاص خارج القنصلية الاميركية وفندق ماريوت في كراتشي بباكستان المجاورة وهو البلد الذي سيزوره بوش في المرحلة التالية من جولته في جنوب اسيا.

وقال بوش ان مواطنا امريكيا على الاقل يعمل موظفا بالخارجية الاميركية بين الذين قتلوا لكنه قال انه لن يؤجل زيارته الى باكستان الحليف في الحرب على الارهاب.وقال ان "الارهابيين القتلة" لن يمنعوه من زيارة باكستان كما هو مقرر يوم السبت.واصيب 35 شخصا على الاقل في الانفجار الذي وقع في المدينة الساحلية الجنوبية. ومن المقرر ان يجري بوش محادثات في باكستان يوم السبت.

ووصل الرئيس الاميركي الى العاصمة الهندية يوم الاربعاء بعد زيارة مفاجئة لافغانستان حيث مازال الاف الجنود الاميركيين يشاركون في ملاحقة مهندسي هجمات 11 سبتمبر ايلول.وقال مسؤولون ان اتفاق التعاون النووي يمثل محور الزيارة وان مفاوضين عملوا حتى ساعة متأخرة من مساء الاربعاء لتضييق "الفجوات القليلة الاخيرة" بين الجانبين.وبموجب الاتفاق وافقت الهند على الفصل بين برامجها النووية المدنية والعسكرية ووضعت محطاتها النووية تحت التفتيش الدولي.وفي المقابل قدمت الولايات المتحدة التكنولوجيا النووية والوقود. وينهي هذا عقودا من العزلة النووية للهند التي فرض عليها عقوبات دولية بعد اجراء تجارب نووية في عامي 1974 و1998 .وصادف الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه من حيث المبدأ في يوليو تموز الماضي عندما زار سينغ واشنطن مصاعب بسبب الخلافات بشأن خطة الهند لفصل المنشات النووية العسكرية والمدنية.وبينما حظيت الزيارة التي يقوم بها بوش وهي الخامسة التي يقوم بها رئيس امريكي للهند باهتمام كبير في انحاء البلاد التي يبلع تعداد سكانها 1.1 مليار نسمة فقد اثارت المشاعر بين الشيوعيين والمسلمين المعارضين للسياسات الاميركية مثل غزو العراق.

وقبل ساعات من وصول الرئيس الاميركي الى الهند نزل عشرات الوف الاشخاص الى الشوارع في انحاء البلاد واحرقوا دمى لبوش ورددوا هتافات وحملوا لافتات واوقفوا حركة المرور في بعض المدن.