الائتلاف : رفضهم للجعفري يقودنا لرفض طالباني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اتفاق مبدئي على انعقاد أول جلسة للبرلمان 15 الحالي
الائتلاف : رفضهم للجعفري يقودنا لرفض طالباني
أسامة مهدي من لندن : أكد مسؤول في الائتلاف العراقي الشيعي ان رفض التحالف الكردستاني وقوى اخرى فائزة في الانتخابات النيابية الاخيرة على مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة ابراهيم الجعفري سيقود الى رفض الائتلاف ترشيح الرئيس العراقي جلال طالباني لرئاسة ثانية امدها اربع سنوات مقبلة وقال ان رئاسة الهيئات الرئاسية الثلاث للحكومة والجمهورية ومجلس النواب تتم في صفقة واحدة يتفق عليها الجميع واشار الى ان اتفاقا مبدئيا بين جميع القوائم الفائزة قد تم على انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد الذي يضم 275 عضوا في الخامس عشر من الشهر الحالي فيما طبق اليوم حظر لتجوال المركبات في العاصمة ودعا رئيس الحكومة خطباء الجمعة بالابتعاد عن الخطب التي تحرض على العنف محذرا بعدم التساهل مع مثيري الفتنة الطائفية .
وابلغ المسؤول في الائتلاف والمقرب من الجعفري في اتصال هاتفي مع "ايلاف" اليوم ان قادة الائتلاف اكدوا خلال اجتماع لهم الليلة الماضية تمسكهم بترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة وانه " لاتغيير لهذا الترشيح والا فأن الاتلاف الى تفتت" مشيرا الى ان حزب الدعوة الاسلامية الذي يترأسه الجعفري والتيار الصدري لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر اضافة الى المستقلين اصروا خلال الاجتماع على الاستمرار بالترشيح فيما لم يعترض المجلس الاسلامي الاعلى الذي خسر مرشحه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي السابق على الترشيح امام الجعفري بفارق صوت واحد .
وحول مايتردد من ان رئيس المجلس الاعلى السيد عبد العزيز الحكيم يدفع وفق اتفاق غير مكتوب مع طالباني نحو التوجه الى مجلس النواب للتصويت على الجعفري لاسقاطه حتى يرشح الائتلاف بديل للجعفري هو عبد المهدي وليبدو الحكيم بعيد عن هذا الامر اوضح المسؤول في الائتلاف ان العملية ليست بهذا الشكل لان الاتفاق على رئاسة الحكومة والجمهورية والبرلمان تتم وفق صفقة واحدة واذا لم يوافق التحالف على الجعفري فان ذلك سيعني رفض الائتلاف لترشيح التحالف الكردستاني لطالباني لولاية رئاسية ثانية لكنه توقع ان يتراجع طالباني عن موقفه في النهاية . وقد اكد الحكيم خلال هذا الاجتماع تمسكه بالجعفرى كمرشح للائتلاف لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة.
وشدد المسؤول على ان الائتلاف متماسك الان اكثر من أي وقت مضى مشيرا الى ان ما يتردد من تقارير صحافية وتصريحات سياسية حول رفض ترشيح الجعفري مبالغ بها .
واوضح انه بعد انتهاء اجتماع الائتلاف انعقد اجتماع ثان في منزل الجعفري وبدعوة منه لقادة وممثلي القوى السياسية حيث اكد القادة السياسيين على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وترسيخ العملية السياسية وقال ان اتفاقا مبدئيا قد تم التوصل اليه بعقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد الذي افرزته الانتخابات الاخيرة التي جرت منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي في الخامس عشر من الشهر الحالي .
وعقب الاعلان عن تمسك الائتلاف بالجعفري وصف القيادي في التحالف الكردستاني عضو مجلس النواب محمود عثمان هذا القرار بالمتسرع وقال انه كان على الائتلاف ان يدرس الامر بتعمق اكثر لانها قضية مهمة واشار الى ان القوى السياسية الاخرى ستعقد اجتماعا في وقت لاحق لدراسة رفض الائتلاف لاعتراضاتها على ترشيح الجعفري . وقال ان السنة والاكراد يرون ان الجعفري كان رئيس وزراء غير ناجح في فترته الماضية ويعتقد الطرفان ان التجربة معه لم تكن جيدة مضيفا انهم يخشون مواجهة المشاكل ذاتها في الفترة المقبلة .
من ناحيته قال علاء مكي احد قياديي الحزب الاسلامي السني "ليس لدينا اي شيء ضد شخصه لكن اداءه كان دون المستوى وكان هناك نوع من عدم السيطرة على الوضع الامني".
واضاف "منذ البداية كانت هذه سياسيتنا ، طالبنا باستقالة الوزارة وما حصل هو اكبر دليل ان الحكومة عاجزة عن تادية دورها" في اشارة الى اعمال العنف التي عصفت بالبلاد مؤخرا.
اما الدكتور عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية فقد قال ان اجتماع الأمس بينهم وبين قائمة التحالف الكردستاني والقائمة العراقية أسفر عن إرسال رسائل متفرقة من كل كيان إلى لائحة الائتلاف العراقي تطالب بتغيير مرشحها الجعفري لرئاسة الوزراء واستبداله بمرشح آخر. وقال ان الجعفري فشل في ادارته للحكومة خلال الاشهر الماضية وفشل في حفظ الامن وفشل في تحقيق سلامة البلاد .
واوضحت مصادر سياسية ان سبب رغبة القوائم الاربع تغيير الجعفري يعود الى مخاوفها من استمراره باتخاذ القرارات الفردية حيث عززت هذه المخاوف زيارته الأخيرة الى تركيا بينما قال عضو فى التحالف الكردستاني فضل عدم ذكر إسمه" ان قائمة التحالف هددت قائمة الائتلاف بأنها لن تشترك بالحكومة المقبلة في حال استمرار الجعفري رئيسا لها." واكد ان هذا الموقف لا يمثل موقف التحالف فحسب بل هو موقف القوائم الثلاث الاخرى وهي قائمة جبهة التوافق العراقية وقائمة جبهة الحوار الوطنية والعراقية الوطنية موضحا ان كل قائمة من القوائم الاربع ستتقدم بطلب الى الائتلاف لتغيير الجعفرى. وعما اذا كانت هذه القوائم الاربع ستشكل كتلة كبيرة ترشح منها شخصية اخرى لمنصب رئاسة الوزراء في حال رفض الائتلاف تغير الجعفري قال "لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار بعد وعلى ضوء رد الائتلاف سنتصرف ".
ومن جانب اخر نفى الدكتور حسين الشهرستاني عضو مجلس النواب الدائم عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد إستلام قائمته اي طلب رسمي من أي قائمة لتغيير مرشح الائتلاف
وقال إن مثل هذه الطلبات يجب ان تكون رسمية وتقدم الى الهيئة السياسية داخل الائتلاف لتتولى مناقشتها.
واظهرت نتيجة فرز الاصوات التي جرت من قبل اعضاء الائتلاف الفائز في الانتخابات وعددهم 130 والتي جرت في الثاني عشر من الشهر الماضي حصول الجعفري على 64 صوتا مقابل 63 لعادل عبد المهدي . وبحسب الدستور العراقي فان الكتلة التي تفوز باكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب هي التي ترشح رئيسا للوزراء من قائمتها.
وابراهيم الجعفري (57 عاما) رئيس حزب الدعوة الاسلامية من اوائل السياسيين الذين عادوا من المنفى اثر الاطاحة بنظام صدام حسين في نيسان(ابريل) عام 2003 واول رئيس لمجلس الحكم الذي انشأه الاميركيون لحكم العراق . ووجه العرب السنة انتقادات للجعفري كان اخرها اتهامهم له بعدم تمكن القوات الحكومية من حماية المساجد السنية بعد الاعتداء استهدف مرقد الامام علي الهادي والحسن العسكري الاسبوع الماضي. وكان طالباني واجه عددا من المشاكل مع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري خلال فترة حكمهما منذ ايار(مايو) الماضي حيث اتهم طالباني مرارا الجعفري بـ"الانفراد" باتخاذ القرارات.
وتوقعت المصادر السياسية ان يسقط مجلس النواب الجديد ترشيح الجعفري اذا استمرت الخلافات الحالية حوله واشارت الى ان ذلك سيعني تقديم الائتلاف الفائز في الانتخابات والحاصل على 128 مقعدا في مجلس النواب لمرشح بديل وفي حال تكرار الرفض فأن القوى الاخرى التي تمتلك 140 مقعدا سترشح عضوا منها لرئاسة الحكومة المقبلة . لكن المصادر تتوقع صعوبة في حصول أي مرشح على ثلثي مقاعد النواب البالغ عددهم 275 وحينها يتتجه البلاد نحو اجراء انتخابات جديدة .
وعلى الصعيد الامني دعا الجعفري اليوم خطباء صلاة الجمعة الى الابتعاد عن الخطب المثيرة وحثهم على توجيه خطب تدعو الى الوحدة وعدم اثارة الفتنة الطائفية وحذر من السلطات ستتخذ اجراءات حازمة ضد المحرضين على العنف .
وقد بدت شوارع بغداد خالية من المركبات صباح اليوم بعد ان اعلنت الحكومة تمديد حظر سير الركبات حتى الساعة الرابعة عصراليوم.
وقد انتشرت نقاط السيطرة العسكرية التابعة الى الشرطة والحرس الوطنى عند مفارق الطرق والساحات العامة لتأمين تطبيق قرار الحظر الامر الذي اضطر معه المئات من المواطنين الى عبور الجسور التى تربط جانبي الكرخ والرصافة سيرا على الاقدام في حين اغلقت المحال التجارية ابوابها ولزم معظم المواطنين بيوتهم.