إنتهى الدور الأوروبي في الملف النووي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
علي أوحيدة من بروكسل: يسعى الديبلوماسيون الأوروبيون بعد أربع وعشرين ساعة فقط من انهيار آخر جولة من المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي الى احتواء تداعيات هذا التطور الدبلوماسي الخطير، وذلك في موازاة انتقال العلاقات الأوروبية الإيرانية من خانة الترغيب الى خانة التهديد الفعلي هذه المرة.
وجاء انهيار اتصالات الترويكا الأوروبية في فيينا ممثلة في وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومنسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا مع المفاوض الإيراني علي لاريجاني قبل ثلاثة ايام فقط من عودة الملف النووي الإيراني مجددا أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويأتي اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطالب رسمي صادر عن الأمم المتحدة بتاريخ الرابع من شهر فبراير/ شباط الماضي وضمن آالية محددة تقضي في نهاية المطاف بنقل الملف رسميا إلى مجلس الأمن الدولي.
ويخرج الملف النووي الإيراني بذلك من فترة تقلبات مثقلة استمرت اكثر من ثلاثة أعوام داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليدخل حقبة غير واضحة داخل مجلس الأمن الدولي، ويتوقع المراقبون ان تمتد الفترة المقبلة اشهراً عدة وتتسم بتوتر فعلي وتشهد العديد من المناورات والمواجهات الديبلوماسية وربما الاقتصادية.
وتسربت إلى عدد من السفارات الاوروبية قبل 48 ساعة من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفاصيل الوثيقة الرسمية التي سيعرضها رئيس الوكالة محمد البرادعي الاثنين أمام المجلس في فيينا.
ويقول البرادعي في هذه الوثيقة وتحديدا في مقدمتها التي اتسمت بالشدة والصلابة تجاه ايران إن " من المؤسف، ومن المثير للقلق بعد ثلاث سنوات من عمليات التفتيش الكثيفة التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طبيعة الأنشطة النووية الإيرانية لا تزال غامضة وغير واضحة".
ويؤكد تقرير البرادعي الذي سيعرض امام محافظي الوكالة والذي سيعتمد عليه لنقل الملف النووي الإيراني أمام مجلس الأمن ان تعاون إيران يظل غير كاف وان الوكالة الدولية تبدو عاجزة عن معرفة حيثيات البرنامج النووي الإيراني والتأكد من مختلف جوانبه.
ويتهم تقرير البرادعي إيران بأنها أخلت بالتزامها المعلن الشهر الماضي امام الوكالة الدولية بالتخلي الطوعي عن أنشطة التخصيب المثيرة للجدل واستأنفتها في مفاعل ناتنز. كما يتحدث عن امتلاك إيران وثيقة محددة تتضمن عناصر علمية شائكة بشان تصنيع مكونات السلاح النووي.
ويقول الديبلوماسيون في بروكسل ان طبيعة تقييم محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستحدد في نهاية المطاف مسألة نقل الملف امام مجلس الأمن. وتواجه الديبلوماسية الأوروبية مأزقا فعليا أمام هذا التطور الدراماتيكي في علاقتها مع ايران.
وراهن الديبلوماسيون الأوروبيون بشكل مستمر على افاق التوصل الى حل وسط وإغراء إيران بحوافز ديبلوماسية وسياسية وتجارية وعلمية. ويقول الأوروبيون انهم وضعوا شرطا واحدا لايران هو تعليق عمليات التخصيب في شكل فعلي وملموس لكن طهران رفضته .
ويواجه الأوربيون إضافة إلى ذلك تشابك وتعقد الاتصالات الروسية الإيرانية . وهناك اتهامات غير معلنة من أوروبا للروس بأنهم مكنوا إيران من الاستمرار في دبلوماسية المراوغة حتى الآن. ويبدو ان طهرن وحتى اللحظة الأخيرة ناورت ليس فقط على الانقسامات الأوروبية الأوروبية والأوروبية الأميركية، ولكن أيضا على الخلافات داخل موسكو نفسها حول التعامل مع طهران.
وفيما يبدو ان وزارة الخارجية الروسية بقيادة وزير الخارجية سيرغي لافروف السفير السابق في بروكسل والمقرب من الأوروبيين ترفض أية مهادنة أوروبية مع إيران فان اطرفاً اخرى ولوبي الصناعات القوي في موسكو والكرملين نفسه يريدون تطوير التعاون مع إيران.
وقال يوري فولكوف رئيس الدوما الروسية واحد المقربين من الرئيس بوتين ان إيران تعتبر أي تراجع روسي عن التعاون معها بمثابة خيانة لمصالحها . ويبدو أن روسيا التي باتت تقف بوضوح على متاعب أوروبا في الشرق الأوسط ومصاعب تحرك بروكسل الخارجي تسعى لاستعادة مواقعها في المنطقة وتركز على مسألتي إيران والتعامل مع "حماس" لتحقيق هذا الغرض وعلى حساب الأوروبيين.