أخبار

الجزر والنووي أعاقا زيارة نجاد للإمارات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أبو ظبي (إيلاف): أكدت مصادر اماراتية على صلة بصناع القرار في الدولة أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قد أبلغ أبو ظبي رغبته في زيارة الامارات عقب زيارته الكويت الأسبوع الماضي لكن الرد كان اعتذارا بأن الوقت غير مناسب للقيام بها. واشارت المصادر الى ان القادة الاماراتيين كانت لهم اسبابهم في عدم الدخول مع ايران في مباحثات سياسية تتطلب مواقف او تنازلات عن عدد من القضايا التي تعتبرها على علاقة بامن الامارات ومكانتها العربية والدولية بالاضافة إلى عدم رضاها من مواقف ايرانية تجاه الامارات خاصة في ما يتعلق بجزرها الثلاث التي تحتلها ايران منذ عام 1971 اضافة الى المخاطر التي يشكلها المفاعل النووي الايراني على امن الخليج والامارات خاصة التي لاترتبط بعلاقات طيبة مع ايران .

فالامارات مستاءة من عدم تجاوب ايران مع رغباتها في الدخول بمفاوضات حول مصير الجزر اضافة الى انها دأبت على رفض جميع الاعلانات الصادرة عن قمم مجلس التعاون الخليجي حول هذا النزاع الاقليمي بين طهران وابو ظبي .. فعقب كل مؤتمر قمة او اجتماع وزاري للدول الخليجية تطلق دعوة لاعادة الجزر تؤكد طهران "ان هذه المطالب غير مقبولة على الاطلاق وان الجزر الثلاث جزء لا يمكن التنازع عليه ولا يتجزأ من الاراضي الايرانية " .

وتسيطر ايران على الجزر الثلاث وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى الواقعة في مضيق هرمز الاستراتيجي منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة في عام 1971 . وعادة ما تؤكد دول مجلس التعاون الست التي تضم السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات اعلان الامارات سيادتها على هذه الجزر .

وحتى عندما حاول الاتحاد الاوروبي اثارة قضية الجزر العام الماضي طلبت ايران منه ان يبقى بعيدا عن ما تسميه " سوء التفاهم " بينها وبين دولة الامارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث في الخليج على ما أشار بيان لوزارة الخارجية الايرانية . ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حامد رضا اصفي " كما حدث من قبل لقد اخطرنا الجانب الاوروبي ان هذه المشكلة لاتخصه في شيء وان سوء التفاهم بين ايران والامارات قابل للحل من خلال الحوار". فقد صرح اصفي بذلك ردا على البيان المشترك الصادر عن الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي عقب جلسة مشتركة واجتماع وزاري بين الجانبين في بروكسل . وفي البيان اعرب الجانبان عن " قلقهما ازاء عدم تحقيق تقدم تجاه حل نزاع الاراضي بين الامارات وايران بشأن جزر ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى". وقال البيان ان الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي اكدا مجددا تأييدهما للحل السلمي للنزاع طبقا للقانون الدولي سواء من خلال المفاوضات المباشرة او احالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.

وترفض ايران احالة القضية إلى محكمة العدل الدولية مؤكدة انها قضية منتهية سبق عرضها على هيئة التحكيم المذكورة وانتهت بتوقيع البلدين مذكرة تفاهم بشأنها عام 1971 وهو امر يثير ازعاج الامارات التي ترى في ذلك موقفا ايرانيا معاديا لها .

وتضيف المصادر الاماراتية ان مفاعل ابو شهر النووي الايراني سبب اخر وراء عدم رغبة الامارات في زيارة نجاد بهدف ايصال رسالة الى ايران مفادها ان الخطر الذي يمثله المفاعل هو "من النوع الذي لا يمكن التنبؤ به" او الوقاية منه مشيرة الى ان الامارات تعمل على الاستعانة بخبرات دول لها تجارب في هذا المجال . ولم تستبعد المصادر ان تكون وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد عبرت للامارات خلال زيارتها لها اواخر الشهر الماضي عن رغبة واشنطن في عدم استقبال نجاد وذلك خلال زيارة قامت بها الى مصر والسعودية والامارات وحيث كان الملف النووي اضافة الى العراق وفلسطين في مقدمة الموضوعات التي بحثتها الوزيرة مع قادة هذه الدول .

وقالت رايس امام الكونغرس الاميركي قبل جولاتها هذه انها ستزورالخليج للبحث في سبل التصدي لنفوذ ايران في المنطقة. واضافت "يجب ان يكون هدفنا اقامة حوار مشترك ومحادثات مع دول اخرى في المنطقة حول سبل مواجهة تصرفات ايران".

ويثير البرنامج النووي الايراني وهو موضوع خلاف بين ايران والدول الغربية مخاوف في دول الخليج العربية التي تخشى ايضا نفوذ ايران الشيعية في العراق ولبنان. وفي كانون الاول (ديسمبر) الماضي اعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها من وجود محطة بوشهر الايرانية النووية التي تبنيها روسيا بالتعاون مع ايران على بعد كيلومترات قليلة من سواحلها.

وتوضح المصادر ان الامارات لا تريد في هذا الوقت ان تدخل طرفا في النزاع الدولي مع ايران حول ملفها النووي حيث من المؤكدمحاولة طهران استغلال زيارة نجاد الى ابو ظبي لحلحلة الحصار الدولي الذي تعاني منه والضغوط الدولية التي تحيط بها فالامارات لا تريد مد يد العون لجار لايحترم خياراتها ويغتصب اراضي مهمة منها ولايريد حتى التفاهم او ايجاد حل لقضيتها .
وفي وقت سابق اشار مسؤول اماراتي إلى ان "الاستشعار عن بعد بكافة انواعه لا يساعد على الوقاية من اي نوع من التسرب يمكن ان يحصل من المفاعل الايراني لاي سبب كان نظرا للسرعة الهائلة التي يمكن ان تتحرك بها السحابة النووية المشعة والتي تقاس بالثواني . غير انه اكد ان بلاده تعمل باستمرار على الاستعانة بخبرات الدول التي مرت بتجارب مماثلة مثل دول حلف شمال الاطلسي والتي اضطرت الى مواجهة كارثة انفجار المفاعل النووي الروسي تشيرنوبيل" في 1986.

ولم تعد دول الخليج العربية تخفي مخاوفها من المخاطر التي قد تنجم عن المنشآت النووية الايرانية وطالب وزير الخارجية الاماراتي السابق عبدالله راشد النعيمي في تصريحات عقب اختتام القمة الخليجية الاخيرة في ابوظبي اواخر العام الماضي "بضمانات" لدول الخليج في ما يتعلق بمفاعل بوشهر النووي الايراني. وقال النعيمي "نحن في منطقة قريبة من المفاعل النووي بوشهر وليس لدينا ضمانات ولا وقاية ولا حماية اذا تسرب شيء من هذا المفاعل وهو على مياه الخليج".

وكان مجلس التعاون الخليجي جدد في البيان الختامي لقمته السادسة عشرة "مطالبته بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف