تكتيكات إيران التفاوضية قد ترتد عليها في النزاع النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: كان ينظر اليها الغرب في الماضي باعجاب على مضض لمهاراتها التفاوضية الا أن محللين ودبلوماسيين يرون أن ايران قد تكون أساءت التقدير في تكتيكها التصادمي الاخير في الازمة النووية . ويقول دبلوماسيون ومحللون إن اساءة ايران التقدير لكل من قوتها التفاوضية ومدى عزم العالم بشأن قضيتها النووية قد أضعف قدرة طهران المعتادة على المزج بين دفع الامور الى حافة الهاوية والارتداد الى نغمة المصالحة.ويضيفون أنه رغم موقفها الرافض للحلول الوسط الا أن ايران لن تخاطر ومن المحتمل أن تضاعف جهودها لنزع فتيل الازمة خلال الاسابيع القادمة.
وقال دبلوماسي بارز من الاتحاد الاوروبي في طهران "النظام حذر في نهاية المطاف ويميل الى تفضيل أزمة تحت السيطرة بدلا من مواجهة شاملة."واضاف "المشكلة هي أنهم كانوا واضحين للغاية بخصوص خطوطهم الحمراء وما لن يتنازلوا عنه لدرجة صعبت عليهم كثيرا التوصل الى حلول وسط. وبهذا المعنى ربما يكونون قد أساءوا التعامل مع الامور مؤخرا."ويقول دبلوماسيون مخضرمون انه في الوقت الذي تغيرت فيه قليلا التكتيكات التي يستخدمها المفاوضون النوويون في ايران الا ان اسلوبهم قد تغير بالمقارنة مع الفريق الذي كان موجودا قبل تولي الرئيس الايراني المتشدد محمود أحمدي نجاد السلطة في أغسطس آب.
وقال دبلوماسي غربي آخر "مع (كبير المفاوضين السابق حسن) روحاني كان هناك مزيد من الحوار. كان حريصا للغاية على معرفة الكيفية التي سنرد بها اذا فعلت ايران هذا الامر أو ذاك."وأضاف "أما مع الفريق الجديد الامر تحول الى حوار الطرشان. اننا فقط نزعق بتصريحات معدة سلفا في وجه بعضنا البعض ثم نغادر."وقال محللون إن التهديدات الصريحة التي أطلقتها ايران يوم الاربعاء الماضي بالتسبب في "الاذى والالم" لواشنطن وباحتمال تخفيض صادرات النفط تضر أكثر مما تنفع.وقال محلل سياسي ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه "الجميع يعلم أن ايران يمكنها الاضرار بالمصالح الغربية اذا اختارت ذلك.. ولكن قول مثل هذه الاشياء يدفع الاميركيين الى موقف أشد صرامة."
وتسببت تصريحات الرئيس الايراني عن ضرورة "محو اسرائيل من على الخريطة" وتعليقات أخرى له تشكك في حجم المحارق النازية في جعل المواقف الغربية أشد تصلبا وأغلقت باب خلافات كانت ايران استغلتها في وقت سابق . وصرح دبلوماسيون بانه بعد فشل محاولات التوصل الى اتفاق في اللحظات الاخيرة مع روسيا حول تخصيب اليورانيوم اصبحت حتى الدول المتعاطفة متشككة في أساليب ايران.
وقال الدبلوماسي الاوروبي "أصبح الناس يسخرون أكثر من تكتيكات ايران لاننا لاحظنا أنهم يستخدمون نفس الوسائل مرة بعد مرة."وأضاف أنه في الوقت الذي كان من الممكن ان تنجح فيه جهود ايران للتوصل الى اتفاق جديد مع الاتحاد الاوروبي وروسيا في الماضي "نلاحظ الان أنهم يحاولون فقط الخروج بتسوية شكلية لتجنب مجلس الامن دون أن يتخلوا عن أي شيء في واقع الامر".
روسيا تدعو الى لقاء حول ايران
الى ذلك دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرت اليوم على موقع وزارته الالكتروني، الى عقد لقاء يضم روسيا والصين والولايات المتحدة والترويكا الاوروبية للتوصل الى "تفاهم جديد" حول الملف النووي الايراني بدون الذهاب الى مجلس الامن الدولي. وقال لافروف "يجب ان نجتمع مجددا لنتفق على استراتيجية موحدة للمرحلة الحالية. نحن جاهزون لذلك، وكذلك الترويكا الاوروبية وايضا الصين".
واضاف "مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مستعد لمساعدتنا. انا مقتنع ان الولايات المتحدة يجب ان تشارك وستشارك في عملية تقريب وجهات نظرنا". وقال لافروف ايضا في هذا الحديث الذي ادلى به في فيينا لشبكة "روسيا" التلفزيونية "الموقف حرج .. لكن ذلك لا يعني ان علينا الذهاب جميعا الى مجلس الامن والبدء في التهديد وفي تنفيذ تهديداتنا".
أميركا تطالب برد قوي
طالب جون بولتون السفير الاميركي لدى الامم المتحدة مجلس الامن الدولي بإصدار "رد قوي" على طموحات ايران النووية والا قد تفكر الولايات المتحدة في خطوات اخرى . لكن الانقسامات استمرت بين الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس حيث طالبت الصين وبدرجة اقل روسيا باستمرار المفاوضات مع إيران وتحفظتا ازاء احالة القضية الى مجلس الامن لاول مرة.
ويجتمع يوم الجمعة سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا مجددا لوضع بيان تأمل الدول الغربية ان يصدق عليه مجلس الامن الذي يضم 15 دولة الاسبوع القادم. لكن بولتون قال انه "توقف منذ وقت طويل عن التكهن بموعد اي شيء في مجلس الامن."وقال بولتون للصحفيين "سنضغط من اجل اصدار رد قوي في المجلس بكل قوتنا ونأمل ان يلفت ذلك انتباه إيران ."واضاف "إذا لم يتراجع الايرانيون عن سعيهم النشط المستمر وراء الاسلحة النووية سيكون علينا ان نتخذ قرارا بشأن الخطوة التالية التي سنتخذها."
وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركية أمام لجنة في الكونغرس يوم الاربعاء انه اذا فشلت الامم المتحدة في التحرك "سيكون ضروريا ان يظهر حلفاؤنا في شتى انحاء العالم والدول المعنية استعدادهم للتحرك."وتريد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حشد الضغوط على ايران اذا لم تذعن لقرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة ومقره في فيينا .لكن تصريحات روسيا والصين تشير حتى الان الى ان رد فعل مجلس الامن الاولي سيكون ضعيفا . وفي بكين قال لي تشاو شينج وزير الخارجية الصيني "مازال هناك مجال للتعاون . نحن نؤيد تعامل الاتحاد الاوروبي وروسيا مع ايران."
لكن مفاوضي الاتحاد الاوروبي الرئيسيين وهم المانيا وروسيا وبريطانيا رفضوا الحوار مع ايران الى ان تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم التي يشتبهون انها تستخدم لاغراض سرية لتصنيع قنابل ذرية. وتصر ايران على ان برنامجها النووي سلمي تماما . واقترح دبلوماسيون بريطانيون ان يطلب بيان مجلس الامن تقريرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال 14 يوما حول ما اذا كانت ايران قد احرزت اي تقدم في الاذعان لمطالب الوكالة.لكن السفير الروسي اندريه دنيسوف قال ان هذه فترة قصيرة وحذر من ضرورة الا يخرج النقاش "عن نطاق سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية." ويوم الاربعاء ارسل محمد البرادعي الامين العام للوكالة الدولية تقريرا صدر يوم 27 فبراير شباط عن انشطة ايران النووية الى اعضاء مجلس الامن ممهدا الطريق امام المجلس ليتولى القضية بنفسه.