أخبار

إتهام طارق عزيز بالمشاركة في مذبحة التجار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الاسلامي العراقي يحذر من تجدد العنف الطائفي
إتهام طارق عزيز بالمشاركة في مذبحة التجار

اسامة مهدي من لندن : أكد مصدر عراقي قريب من التحقيقات التي تجري لعدد من أركان النظام العراقي السابق ان تهمة المشاركة في اعدام 42 تاجرا عراقيا صيف عام 1992 قد وجهت رسميا الى نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز باعتباره عضوا في مجلس قيادة الثورة المنحل الذي اصدر قرار الاعدام .. بينما حذر الحزب الاسلامي العراقي من تجدد الصدامات الطائفية نتيجة تدخل مليشيات مدعومة من الخارج في وقت دعا ائمة المساجد السنية والشيعية في العراق في خطب اليوم الجمعة الى الاسراع بتشكيل الحكومة من اجل اخراج العراق من اوضاعه المتدهورة .

وابلغ المصدر "إيلاف" ان عزيز عرض على التحقيق من جديد خلال اليومين الماضيين وسمعت اقواله حول جريمة اعدام التجار في الرابع والعشرين من تموز (يوليو) عام 1992 التي عرفت انذاك بمذبحة التجار فأكد انه لاعلاقة له بالقضية غير ان تهمة المشاركة في قرار الاعدام وجهت له وذلك بعد ثلاث سنوات من الاعتقال . واشار الى ان التحقيق الاخير مع عزيز هو واحد من سلسلة تحقيقات اخرى جرت معه منذ عام 2004 وتم خلالها الاستماع الى اقواله ازاء التهم الموجهة اليه وهي القتل العمد للعراقيين عام 1979 وعام 1991 لكنه رد بانه مثقف سياسي ويستطيع ان يدافع عن نفسه وطلب ان يكون محاميه لبنانيا او أميركيا او فرنسيا مشيرا الى انه يعرف الكثير من المحامين ولديه منهم اصدقاء كثيرون لكنه تساءل في الجلسة عن طبيعة التهم الموجهة اليه قائلا: هل هي جنائية وهل قتلت شخصا او اعدمت احدا مؤكدا انه بريء ولم يرتكب اي جريمة والتهم الموجهة اليه باطلة .. وتوقع المصدر ان تجري محاكمة عزيز بعد انتهاء المحكمة الجنائية العليا من محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من مساعديه السابقين في قضية اعدام 148 مواطنا من ابناء بلدة الدجيل شمال بغداد اثر تعرض صدام لمحاولة اغتيال فيها عام 1982 .

واضاف المصدر ان مجلس قيادة الثورة السابق نفذ حكم الاعدام باثنين واربعين تاجرا كبيرا في الرابع والعشرين من تموز (يوليو) عام 1992 وحمل قرار الاعدام الذي وقعه صدام حسين تهمة رفع الاسعار وعدم التبرع بالمجهود الحربي والمضاربة في السلع في وقت كان العراق فيه تحت حصار اقتصادي .. واوضح ان هذه التهم كانت غطاء لاتهامات وجهت للتجار بحشد المواطنين ضد السلطة من خلال اقامة مآدب طعام يومية لفقراء الناس والتبرع للمساجد مما اعتبر توجها معاديا لها .. بالاضافة الى عدم دفع عمولات لعدي صدام حسين الذي كان يهيمن على الحياة التجارية في العراق عن تعاملاتهم التجارية حيث كان يتقاضى نسبة من ارباح الشركات والتجار . ومعروف ان عزيز يعاني مرضا في القلب وقد تدهورت صحته في المعتقل وسط تقارير صحافية لم تؤكد عنامكانية اطلاق سراحه .

واشار المصدر الى ان السلطات قامت قبل صدور قرار الاعدام باقتياد التجار من بيوتهم ومحالهم واخذهم الى جهة مجهولة بعد ان ابلغوهم ان اجتماعاً ينتظرهم مع شخصيات مسؤولة في الحكومة وبعد يومين اعادوهم الى عائلاتهم معدومين دون ذكر أي اسباب وابلغوا العائلات بعدم اقامة مجالس للفاتحة على ارواحهم لأنهم متهمون بالخيانة العظمى كونهم من التجار الجشعين . وقد تم اعدام عدد منهم وتعليقهم على اعمدة الكهرباء في بعض مناطق بغداد . وقال ان من بين المعدومين تاجران كبيران هما الحاج رعد طبرة والحاج لطيف السامرائي اللذان عرفا بتوزيعهما مرتبات على عدد كبير من العائلات الفقيرة اضافة الى مساهمتهما في تأمين مصاريف حج بيت الله الحرام لعدد كبير من الناس .
واكد المصدر ان الاسعار التي كان يتعامل بها التجار المعدومون كانت طبيعية ولم ترتفع الا بعد تنفيذ الاعدام بهم وهرب العشرات من التجار الاخرين الى خارج العراق خوفا من مصير مماثل .

الاسلامي يحذر من تجدد العنف الطائفي
قال عبد الكريم السامرائي عضو مجلس النواب الجديد عضو المكتب السياسي في الحزب الاسلامي العراقي السني ان العنف الطائفي الذي يشهده العراق سببه الصراع بين الولايات المتحدة وايران حول ملف ايران النووي ومحاولة واشنطن منع ايران من امتلاك السلاح النووي لانه كلما تفاقمت هذة الازمة تقوم الاصابع الايرانية بخلط الاوراق في الساحة العراقية لايصال رسالة الى واشنطن بان طهران تستطيع ان تحرجها وتعرقل مشروعها في العراق وخاصة في الشرق الاوسط بصورة عامة وتبلغها ايضا بانها تستطيع نقل ساحة صراعهما الى الخارج ولن تسمح طهران لاميركا بنقل الصراع الى اراضيها.
واضاف السامرائي في تصريحات وزعتها جبهة التوافق العراقية التي يشكل الحزب الاسلامي احد مكوناتها الثلاثة اضافة الى مؤتمر اهل العراق وجبهة الحوار الوطني ان الواقع السياسي العراقي شهد قبل هذه الاحداث تغيرات كبيرة ومهمة اولها مشاركة قطاعات واسعة من اهل السنة في العملية السياسية وتحقيقهم نتائج حسب تقديرنا جيدة رغم ما رافق الانتخابات من ملابسات وتزوير بعد ان غيبوا قسرا خلال الفترة الماضية واوضح ان هذه المشاركة اثرت طبعا على التوازن السياسي جراء تقدم قيادات وطنية واسلامية لتولي زمام الامور في هذ البلد مما هز كثيرا من الذين يساومون على حساب العراق والاسلام .
واضاف ان المتغير الاخر هو تفكك او حدوث التصدع في الكيانات السياسية التي تصطف بمواجهة جبهة التوافق العراقية التي ظهرت كلاعب رئيس في الخريطة السياسية العراقية الجديدة .. اضافة الى ان القوات المحتلة تكبدت خسائر جسيمة اصبحت معها تتخبط في معالجة الوضع الامني فظهر للعالم اجمع فشل مشروعها السياسي في العراق .

واكد ان ما حدث في العراق في الايام الاخيرة من تفجير ضريحي الامامين العسكريين في سامراء وما اعقب ذلك من اعمال غوغائية استهدفت المساجد ومقرات الحزب الاسلامي وأعضاءه اضافة الى مسلسل قتل شيوخ المساجد انما هو جزء من المخطط المعد سلفا من خارج الحدود تنفذه مليشيات وعصابات داخل العراق لكي يصل المخطط الى اهدافه .

وعن الاسباب التي تقف وراء استهداف الحزب الاسلامي قال ان الحزب هو طرف فاعل في جبهة التوافق العراقية وعلى هذا الاساس فمن المؤمل ان يلعب الحزب دورا مهما في اعادة التوازن بعد الخلل الذي حصل في الساحة السياسية وانه سيكون فاعلا في السلطة وفي اتخاذ القرار على اعلى المستويات ولمدة اربع سنوات مقبلة .. واضاف انه كما ان دور الحزب على ساحة اهل السنة أصبح واضحا جليا خصوصا بعد التظاهرة المليونية التي اعلنت تأييدها لجبهة التوافق العراقية عقب اعلان نتائج الانتخابات اضافة الى الخطاب الوطني الذي تبناه الحزب بصورة خاصة وجبهة التوافق بصورة عامة والذي يتمسك بثوابت رئيسة كالمحافظة على وحدة العراق ووجوب إعادة كتابة الدستور وخروج المحتل والتوزيع العادل للثروات والاعتراف بالمقاومة والتفريق بينها وبين الإرهاب كل ذلك لم يرق لاطراف كثيرة فاستهدفت مقرات الحزب الاسلامي واعضاءه .

وعما اذا كان العراق مرشحا لحرب طائفية اكد السامرائي انه كان يراد فعلا للعراق ان ينجر الى حرب طائفية اهلية فخرجت هذه العصابات تخرب المساجد وتحرقها وتعتقل الابرياء والشيوخ والعلماء وتقتلهم ولكن اهل السنة ادركوا هذا المخطط فواجهوا هذه الهجمة بالحكمة والتعقل والحلم وكان باستطاعتهم ان يردوا الصاع صاعين وقال "ولكن الحمد لله التزام اخوتنا واحبائنا برأي قادة جبهة التوافق فوت الفرصة على الاعداء لتنفيذ ما خططوا له فانطفأت نار الفتنة" . ودعا العراقيين جميعا سنة وشيعة ان يتلاحموا وان يعيشوا اخوة متحابين يجمعهم اولا الدين الواحد والوطن الواحد وثم العشيرة الواحدة والدم الواحد وعليهم ان يظهروا للعالم اجمع انهم يد واحدة . واود الاشارة إلى ان الذي حصل لم يكن ابدا من فعل الشيعة ولكن من فعل العصابات والمليشيات الموجهة من خارج العراق .

وحذر من انه لاتزال هناك عدة حلقات من مسلسل المؤامرات التي تحاك على العراق " فنحن نحذر من الهجمة اليهودية الشعوبية وننبه اخواننا العراقيين جميعا الى ان الذي حصل ممكن ان يتكرر مادام الاحتلال موجودا وما دامت الدول المجاورة تصدر خططها وبرامجها الجهنمية الى العراق وما دام التوازن لم يرجع بعد الى مؤسسات الدولة العراقية خصوصا الاجهزة الامنية وما دامت الحدود مفتوحة امام الرياح العاتية الصفراء والسوداء القادمة من كل اتجاه فنحن ننصح اخواننا ان ينتبهوا وان يقولوا للظالم المحتل اخرج" . وشدد على ان جبهة التوافق ستبقى تعمل من اجل انهاء الاحتلال وايقاف تدخل الدول المجاورة والمحافظة على وحدة العراق وايقاف نزيف الدم العراقي الغالي وحث الخطى لإعادة هيكلية المؤسسات على أساس المواطنة والكفاءة .

خطباء الجمعة يدعون للوحدة
دعا ائمة المساجد السنية والشيعية في العراق في خطب اليوم الجمعة قادة البلاد الى الاسراع بتشكيل الحكومة من اجل اخراج العراق من حالة الفوضى.
ففي بغداد قال الشيخ محمود العيساوي امام وخطيب مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني في خطبته امام مئات المصلين "اقول علينا جميعا واخص بالذكر الساسة واولياء الامور والمتصدرين للعملية السياسية ان يجعلوا من ذكرى استشهاد الامام الحسن ثاني الائمة المعصومين لدى الشيعة منطلقا للوئام والوفاق في ما بينهم من اجل اخراج البلد من هذه الفوضى التي يشكو منها". واضاف "اجعلوا الامام الحسن قدوة لكم وتنازلوا عن اهوائكم وارائكم الشخصية من اجل مصلحة الاسلام ومصلحة الوطن لاننا جميعا نربو الى وطن واحد مستقل".
وقال العيساوي الذي يعد احد ابرز ائمة المساجد في العراق "علينا ان نجعل ولاءنا للاسلام والوطن قبل ولائنا للحزبية والقومية والمذهبية، لذلك ادعوكم ان تسارعوا الى تشكيل الحكومة للقضاء على هذه الفوضى التي نعيشها اليوم" كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية .
وحلت ذكرى استشهاد الامام الحسن ثاني الائمة المعصومين لدى الشيعة قبل اسبوع.
ورغم مرور نحو ثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية في العراق لا تزال مسألة تشكيل الحكومة تواجه مصاعب جمة بعد رفض الاكراد والعرب السنة مرشح الائتلاف العراقي الموحد إبراهيم الجعفري لتولي منصب رئيس الوزراء.
وفي مدينة كربلاء الشيعية المقدسة (110 كلم جنوب بغداد) قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني ان "المرجعية الدينية تناشد جميع الكتل السياسية من شيعة وسنة واكراد وجميع الاطراف المعنية بالعملية السياسية تجنيب البلاد المعاناة وعدم الاستقرار والاسراع في تشيكل الحكومة وتجاوز بعض الاشكاليات التي تقتضي مصلحة البلد التغاضي عنها". واضاف "يجب ان تبذلوا كل الجهود للخروج من الازمة الحالية".
وحذر الكربلائي من خطورة الوضع الحالي، وقال انه "بعد فشل دوائر الارهاب والتكفيريين ومن خلفهم جهات اجنبية في اشعال الحرب الطائفية فان هذه الدوائر ستحاول مرة اخرى ضرب بعض الاماكن المقدسة باساليب جديدة مغايرة لسابقتها لادخال البلد في حرب طائفية ودوامة من الفوضى". واوضح ان "تصريحات بعض المسؤولين الاجانب تؤكد انها اعطت الضوء الاخضر لهذه الجماعات للقيام بذلك" داعيا الاجهزة الامنية الى "بذل كل ما في وسعها لسد الطريق امام هؤلاء".ا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف