أخبار

مزارع شبعا العائق الرئيسي في الحوار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: تشكل مزارع شبعا المتنازع عليها بين اسرائيل وسوريا ولبنان والتي لا تتجاوز مساحتها 20 كلم مربعا وتشرف على بحرية طبريا مصدر المياه الرئيسي لاسرائيل، العائق الرئيسي في الحوار بين الاقطاب اللبنانيين.

في ايار/مايو 2000 انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان واعتبرت الامم المتحدة ان القرار 425 الصادر عنها في اذار/مارس 1978 طبق بالكامل، لكن الحكومة اللبنانية وحزب الله الشيعي اكدا ان الانسحاب ليس كاملا لان الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتل مزارع شبعا اللبنانية.

الا ان المزارع بالنسبة الى الامم المتحدة لا تتصل بالقرار 425 بل بالقرار 242 الذي صدر اثر الحرب العربية الاسرائيلية عام 1967 التي احتلت خلالها اسرائيل هضبة الجولان السورية اضافة الى مزارع شبعا، مما يعني ان الامم المتحدة لا تعترف بلبنانية هذه المزارع وتؤكد انها سورية. وعليه، يرى مجلس الامن الدولي ان حزب الله ميليشيا وليس مقاومة ما دام يقوم بعمليات في اراض غير لبنانية.

وجاء القرار 1559 الذي صدر في ايلول/سبتمبر 2004 ليعزز هذا الموقف الدولي، وخصوصا انه نص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية اي حزب الله. واثير الجدل حول مزارع شبعا اخيرا في مؤتمر الحوار اللبناني، في ضوء رفض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المناهض لسوريا واحد قادة الاكثرية النيابية الاعتراف بالهوية اللبنانية للمزارع، ومطالبته دمشق بان تقر رسميا بهذا الامر لدى الامم المتحدة، عبر تقديم الخرائط التي تثبت ذلك.

وفي حال كهذه، تصبح اسرائيل ملزمة الانسحاب من المزارع بموجب القرار 425 ويستعيد حزب الله في نظر المجتمع الدولي صفة المقاومة التي تحارب لتحرير ارض محتلة.

ومعلوم ان الية مماثلة تفترض تنسيقا بين لبنان وسوريا، لكن الامر يبدو بالغ الصعوبة في ظل تدهور العلاقات بين البلدين منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، واتهام الاكثرية النيابية دمشق بالضلوع في الاغتيال.

والواقع ان مزارع شبعا شكلت منطقة متنازعا عليها بين لبنان وسوريا منذ خمسينات القرن الماضي، في مرحلة لم تكن العلاقات بين بيروت ودمشق تشهد استرخاء.

فمنذ 1957، نشرت سوريا عناصر عسكرية في مزارع شبعا، بذريعة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية لافساح المجال امام تنفيذ عمليات ضد اسرائيل في منطقة بحيرة طبريا. واثار هذا الاجراء اعتراض رئيس الوزراء اللبناني انذاك سامي الصلح وتقديم لبنان شكاوى لدى الجامعة العربية.

وعام 1958، اتهمت بيروت دمشق باستخدام مزارع شبعا لتسهيل عبور مقاتلين ومعدات عسكرية دعما لما اصطلح على تسميته "الثورة" ضد الرئيس اللبناني كميل شمعون الذي اتهم بالتحالف مع الغرب ضد الناصرية. لكن الشكاوى سحبت من دون ان يتمكن لبنان من استعادة مزارع شبعا. وعام 1967، احتل الجيش الاسرائيلي المزارع التي لم يكن فيها سوى عسكريين سوريين وشملها تاليا القرار 242. وفيما يؤكد المؤرخ الدكتور عصام خليفة ان مزارع شبعا لبنانية، يشير الى خرائط سورية تشمل تلك المزارع كجزء من الاراضي السورية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف