أخبار

أحمد سعدات : إسم في الأخبار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



أسامة العيسة من القدس : عرف احمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كناشط صلب في الحركة الوطنية الفلسطينية، غير محب للإعلام، وبرز اسمه على مستوى واسع، عندما أقدمت المروحيات الإسرائيلية يوم 27 آب (أغسطس) 2001، باغتيال أبو علي مصطفى، الأمين العام السابق للجبهة الشعبية، الذي كان أرفع مسؤول سياسي فلسطيني، تغتاله إسرائيل، في موجة الاغتيالات التي بدأتها في انتفاضة الأقصى التي اندلعت في 28 أيلول (سبتمبر) 2000.

ودفع اغتيال مصطفى، سعدات إلى واجهة الأحداث، باعتباره ممثل النواة الصلبة في الجبهة، وفي يوم الأربعاء 3/10/2001م، أصدرت الجبهة بيانا كان ينتظره الكثيرون من المتابعين لشان الجبهة الشعبية وللشان الفلسطيني أعلنت فيه بأنه تم انتخاب احمد سعدات أمينا عاما للجبهة ومنافسه عبد الرحيم ملوح نائبا للامين العام. واشار البيان إلى انه جرت انتخابات داخلية حصل فيها أحمد سعدات على ثلثي الناخبين وعددهم 165 عضوا في مواجهة منافسه عبد الرحيم ملوح، الذي فاز بمنصب الأمين العام المساعد للأمين العام الجديد. وكان الوصف الأولى الذي أطلقه الصحافيون على سعدات الذي كان مطلوبا لإسرائيل بأنه شخصية "متشددة وراديكالية"، وهو وصف يناسب مناضل اعتقل سبع مرات من قبل إسرائيل بتهمة مشاركته في أنشطة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.

واصبح سعدات، الأمين العام الثالث للجبهة، التي أسسها جورج حبش امينها الأول، وهو من مواليد عام 1953 في مدينة البيرة، لعائلة لاجئة من قرية دير طريف - قضاء الرملة، وهو خريج معهد المعلمين في رام الله عام 1975، تخصص رياضيات، متزوج وأب لأربعة أبناء.
والتحق سعدات، في صفوف العمل الوطن الفلسطيني في إطار العمل الطلابي منذ نعومة أظفاره، بعد هزيمة عام 67، وانضم إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1969، واعتقل للمرة الأولى في سجون الاحتلال في شباط (فبراير) عام 69 لمدة ثلاثة شهور، واعتقل مرة ثانية في نيسان (إبريل) عام 70، ليمضى 28 شهرا في سجون الاحتلال، واعتقل مرة ثالثة في آذار (مارس) عام 1973 ليمضي 10 أشهر في السجون الإسرائيلية، واعتقل مرة رابعة في أيار (مايو) عام 75 لمدة 45 يوما، واعتقل مرة خامسة في أيار (مايو) عام 76 لمدة 4 سنوات، واعتقل مرة سادسة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 85 لمدة عامين ونصف، واعتقل مرة سابعة في آب (أغسطس) عام 89 اعتقالا إداريا لمدة 9 أشهر، واعتقل مرة ثامنة في آب (أغسطس) عام 92 اعتقالا إداريا لمدة 13 شهرا.

ومنذ عام 1993، ادرج على قائمة المطلوبين لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذه المرحلة، بدا مرحلة جديدة مع السجون الفلسطينية، حيث اعتقل من قبل السلطة الفلسطينية ثلاث مرات في كانون أول (ديسمبر) عام 95 وفي كانون ثاني (يناير) 96 وفي آذار (مارس) 1996م.
وتقلد سعدات مسؤوليات متعددة ومتنوعة خارج السجون وداخلها، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للجبهة وهو في السجون، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني الخامس عام 93 أثناء وجوده في المعتقل الإداري.
ونشط كعضو في لجنة فرع الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة، وأصبح مسؤولا لفرع الضفة الغربية عام 1994، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي في المؤتمر السادس عام 2000 م، حتى انتخب أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بداية تشرين أول (أكتوبر) عام 2001 بعد اغتيال أبو علي مصطفى.

وتزامن انتخاب سعدات، مع استعدادات الجبهة الشعبية لإحياء ذكرى الأربعين لاغتيال أبو علي مصطفى في كل المدن الفلسطينية وفي الشتات، وفي مدينة رام الله نظمت الجبهة مع القوى الوطنية الأخرى احتفالا مركزيا ظهر فيه احمد سعدات ليشعل شعلة الاحتفال، الذي نظم في ملاعب سرية رام الله الأولى، واستمع الحضور لكلمة الدكتور جورج حبش المؤسس للجبهة، ووقف سعدات قائلا بان الجبهة ارتأت أن تكون كلمة المؤسس حبش هي الكلمة الرئيسية في المهرجان المركزي وفاءا للمؤسس وللشهيد أبو علي مصطفى. وتحدث سعدات بكلمات مؤثرة قائلا "عهدا لك يا أبا علي، يا قائدنا، معلمنا، أن لا يكون الرد على اغتيالك، إلا رأسا براس".

كان ذلك يوم السبت 13 /10/2001 ولم يكن أحد ليتخيل أن سعدات، الرجل الهادئ البسيط شديد التواضع، الذي وصل للمنصب الأول للجبهة سيكون صاحب قرار تاريخي بالانتقام لسلفه أبو علي بعد أربعة أيام من آخر ظهور علني له مؤبنا سلفه أبو علي ومعاهده على الانتقام والاستمرار على نهجه.
وفي صباح الأربعاء 17/10/2001، كانت خلية من الجبهة الشعبية ترصد وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي، في فندق حياة، بالقدس الشرقية، لتغتاله، تنفيذا لوعد سعدات بان يكون الانتقام لأبي علي مصطفى "رأسا براس".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف