أخبار

قضية سعدات أغلقت إسرائيليا وفتحت فلسطينيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سمية درويش من غزة : مع انتهاء المسلسل الإسرائيلي باعتقال احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فتح الباب على مصراعيه أمام الفلسطينيين وسط تساؤلات ومطالب عديدة بفتح تحقيق رسمي في قضية ما أصبح يعرف (سجن أريحا) .
وقد تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلية بالفعل من اعتقال أبو غسان 53 عاما ، ورفاقه الذين تتهمهم إسرائيل بقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي ، إلى جانب المتهم بصفقة أسلحة سفينة كارين إيه العميد فؤاد الشوبكي مسؤول المالية العسكرية سابقا.
وبعد 12 ساعة من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على سجن أريحا وسط حضور إعلامي كبير ، لما تمثله القضية من انتقاص واضح من السيادة الفلسطينية ، ولاسيما أنها وقعت اتفاقا برعاية اميركية بريطانية لضمان سلامته ورفاقه ، لم تتمكن اي من الدول التي تتمتع بعلاقات طيبة مع إسرائيل بوقف عملية سجن أريحا.
حركة حماس بدورها تعالت صرخاتها اليوم مطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية بفتح تحقيق جدي بقضية سجن أريحا ومحاسبة المسؤولين ، خاصة وانه حسب حماس كان الأجدر بقوات الأمن الدفاع عن السجناء السياسيين وأنفسهم.
إلى ذلك تساءلت حماس وعلى لسان احد قادتها في الخارج محمد نزال عن الأسباب التي تقف حائلا أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقطع زيارته التي يقوم بها حاليا لأوروبا .
ورد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح على تصريحات نزال ، قائلا ان إسرائيل أغلقت معبر جسر الكرامة الواصل بين الضفة الغربية والأردن ، هذا إلى جانب أن الرئيس في فيينا وكم من الوقت تستغرق رحلة العودة ، حسب تعبيره.
وكانت حماس قد وصفت قضية اعتقال سعدات بأنها وصمة على جبين النظام السياسي الفلسطيني السابق ، مؤكدة في الوقت ذاته ان حكومتها القادمة لن تسجن أيا من المناضلين والمجاهدين ، ولن تخنق البندقية الفلسطينية في وجه من يريد الدفاع عن النفس.
من جانبه قال نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية ، في تصريح صحافي أرسل لـ(إيلاف) ، ان هذه القرصنة الدموية الإسرائيلية دليل جديد على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في سياسات القتل والتدمير، ورفض الامتثال لقرارات ومواثيق وأعراف الشرعية الدولية، ورفضها لقيام سلام شامل ومتوازن على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وبين حواتمه ، بان المس بحياة القائد الوطني أحمد سعدات ، والعميد فؤاد الشوبكي ، ومناضلي الجبهة الشعبية المعتقلين في سجن أريحا سيفتح على جولة جديدة من الصراع الدموي ، وإسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية نقض الهدنة ومن سيسقط من ضحايا .
وشدد على ان إدارة بوش والحكومة البريطانية تتحملان مسؤولية كبرى في التغطية على هذا العمل الإسرائيلي الدموي والهمجي ، لأن انسحاب الحراس الأميركيين والبريطانيين قبل بدء عملية القرصنة الإسرائيلية، يفضح أن إدارتي بوش وبلير كانتا على علم مسبق بالمخطط الإسرائيلي لمهاجمة سجن أريحا.
وأكد ان بقاء حالة الشرذمة الفلسطينية يفتح شهية قوات الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في سياسة القتل ضد أبناء الشعب ومناضليه، وتسريع عمليات الاستيطان وتهويد القدس ، لذلك يجب الإسراع فورا في تشكيل حكومة ائتلاف وطني للسلطة الفلسطينية على أساس برنامج الإجماع الوطني المشترك ، والدعوة الفورية لاجتماع اللجنة الوطنية العليا المنبثقة من حوار القاهرة للشروع في إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية تعددية وائتلافية.
سعدات (ابو غسان) ، بدوره حمل في ساعات الذروة من داخل سجنه في أريحا السلطة الفلسطينية مسؤولية ما وقع في السجن ، لافتا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان يعتبر الحراسة الاميركية البريطانية كفيلة بحمايته.
وأكد ان الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة من قبل إسرائيل ، وان الشعب الفلسطيني سيواصل المقاومة حتى الموت او النصر.
وكانت قد بدأت الأزمة وقامت إسرائيل بإعداد مخطط عسكري لاعتقال أو اغتيال سعدات ، في الثامن من آذار (مارس) الجاري عقب تصريحات الرئيس عباس وعزمه الإفراج عن سعدات شرط أن تقدم منظمته ضمانات مكتوبة له.
وقد أعلنت حينها إسرائيل بأنها لن تتساهل مع تلك التصريحات وأنها ستغتال سعدات في حال توجهه لباب السجن ، إلا أنها اليوم تمكنت بالفعل من اعتقال احد الزعماء الفلسطينيين.
من جانبه توعد الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الدولة العبرية ، مؤكدا أنها ستدفع غاليا ثمن اعتقالها زعيم الجبهة.
وأسفرت عملية اقتحام سجن أريحا عن مقتل ثلاثة فلسطينيين فيما أصيب أكثر من 35 جريحا بعضهم في حالة الخطر الشديد .
وقد أدت تلك الأوضاع التي تفجرت في الأراضي الفلسطينية ، إلى عودة مسلسل خطف الأجانب المقيمين داخل الأراضي الفلسطينية ، حيث تضاربت الأنباء الفلسطينية حول عدد المختطفين ، والتي ذكرت بأنها بين 5-8 أجانب غربيين ، فيما غادر الطاقم الأوروبي معبر رفح جنوب قطاع غزة ، وذلك خشية من تعرضهم لمحاولات خطف جراء تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية.
هذا وقد انطلقت مسيرات حاشدة في قطاع غزة للتنديد باعتقال أحمد سعدات والعميد الشوبكي ورفاقهم المعتقلين في سجن أريحا مطالبين الفصائل المقاومة الانتقام وتنفيذ العمليات الفدائية.
واعتبر النائب جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة ، ما حدث في سجن أريحا جريمة إسرائيلية واضحة بتواطؤ أميركي وبريطاني ، مطالبا الشباب الفلسطيني إيقاف الحديث عن الاعتراف بإسرائيل أو بالاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف