اتفاق مثير للجدل بين روسيا والهند
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: وصل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف مساء اليوم الى نيودلهي في زيارة تستمر يومين يوقع خلالها مع المسؤولين في العاصمة الهندية اتفاقا مثيرا للجدل تسلم بموجبه روسيا الهند 60 طنا من اليورانيوم. وذكر مصدر رسمي هندي فضل عدم الكشف عن هويته أن الاتفاق سيوقع يوم الجمعة بعد محادثات بين فرادكوف ونظيره الهندي مانموهان سينغ. وعلم أن شحنة اليورانيوم مخصصة لمفاعل تارابور في ولاية ماهاراشترا غرب الهند.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الهندية نافتيج سارنا الثلاثاء الماضي ان روسيا ستزود الهند باليورانيوم وان موسكو ابلغت مجموعة المزودين بالطاقة النووية (انشئت عام 1974 عقب اطلاق التجارب النووية الهندية وتضم كبار الدول المنتجة للطاقة النووية) بذلك.
وتاتي زيارة فرادكوف بعد فترة وجيزة على زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش للهند التي رسخت التقارب بين واشنطن ونيودلهي حليفة الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة. واعربت واشنطن عن معارضتها لحصول الهند على اليورانيوم الروسي قبل ان تنفذ نيودلهي التزاماتها في اطار اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية التي تربطها بالولايات المتحدة منذ الثاني من اذار(مارس).
وصرح مصدر في وزارة الخارجية الاميركية فضل عدم الافصاح عن هويته الثلاثاء ان "على الهند البدء باتخاذ كل الاجراءات التي نص عليها الاتفاق الثنائي (مع الولايات المتحدة) ليكون برنامجها (النووي) متوافقا مع معايير اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية".
ويسمح هذا الاتفاق الذي لم يصدق الكونغرس الاميركي عليه بعد للهند بالحصول على الوقود النووي ومفاعلات تستعمل لغايات مدنية من الولايات المتحدة وبلدان اخرى. وبالمقابل، وافقت العاصمة الهندية على فصل منشآتها النووية المدنية عن منشآتها النووية العسكرية وعلى اخضاع 14 من اصل مفاعلاتها ال22 للرقابة الدولية. ولم توقع الهند على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، الا ان ذلك لم يمنعها من التعاون مع الدول الاعضاء في مجموعة المزودين بالطاقة النووية.
وحاولت وزارة الخارجية الهندية التخفيف من المخاوف التي اثارها اتفاقها مع روسيا فاشارت مساء الاربعاء الى انه لا يخرق القانون الدولي. وقالت الوزارة "ليس هنالك اي خرق لتوجيهات مجموعة المزودين بالطاقة النووية وروسيا ابلغت المجموعة بقرارها الذي وضعته في خانة البند الامني" من التفاهم القائم بين الدول الاعضاء في المجموعة. ويسمح هذا البند بتزويد دول من خارج المجموعة بالوقود اذا ما تبين ان قطعه عن مفاعل نووي يمكن ان يتسبب بخطر نووي. اضافت الوزارة "اضطرت الهند الى التفتيش عن تزويد طارئ ومحدود لليورانيوم لمفاعل تارابور يسمح لها بمتابعة عملياتها بامان".
وبنت شركة جنرال الكتريك مفاعل تارابور النووي في الستينات من القرن الماضي. وتوقفت واشنطن عن تزويد الهند باليورانيوم بعد ان بدات نيودلهي تجاربها النووية عام 1974. ومنذ ذلك الحين يزود مفاعل تارابور بالوقود النووي الفرنسي او الروسي بشكل متقطع. ويسمح الوقود ايضا بتغذية منطقة غرب الهند بطاقة كهربائية ضرورية لتلبية احتياجات النمو القوي الذي تشهده.
وستناقش الهند وروسيا خلال زيارة رئيس الوزراءالروسي مسالة تفعيل علاقاتهما الاقتصادية.
وافتتح فرادكوف زيارته بسلسلة مباحثات مع رؤساء شركات هندية في اطار السعي الى زيادة حجم التبادل التجاري مع الهند خلال السنوات العشر القادمة ليرتفع من 5 مليارات دولار الى الضعف. ورافق رئيس الوزراء الروسي في جولته وفد من 15 شخصا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية ان روسيا تامل باطلاق دينامية جديدة بين البلدين "في اطار التعاون في المواضيع التجارية وقضايا الطيران المدني والعلاقات العسكرية". ولا تزال روسيا الشريك للاول للهند في قضايا التسلح.