تشاد تصاب بعدوى النزاع في دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ابيشي (تشاد): تدل الهجمات الكثيفة الاخيرة التي شنها مسلحون على مدنيين على الحدود بين تشاد ودارفور على ان عدوى النزاع الذي تشهده منطقة دارفور منذ ثلاث سنوات، انتقلت الى تشاد. واكد دبلوماسي في نجامينا ان "العدوى بدأت منذ فترة"، مذكرة بأن المخاوف من انتقال النزاع قديمة.
ونجم هذا التخوف عن وجود مجموعات متقاتلة على جانبي الحدود من قبائل افريقية (المساليت والزغاوة والفور) من جهة وقبائل عربية في الجهة الاخرى. وهذا ما ولد خوفا في تشاد من "تصدير" الخلافات التي يزيد النزاع الذي يمزق دارفور منذ شباط/فبراير 2003، من حدتها.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" حذرت في منتصف 2004 من ان "النزاع في دارفور اثار توترا بين مجموعات تشادية تتقاسم الاصول العرقية نفسها لسكان دارفور وكانت متعايشة في تشاد من قبل".
ومنذ ذلك الحين شهدت المناطق الحدودية تسخينا بهجمات عنيفة مستمرة لمسلحين قادمين من السودان هاجموا ونهبوا عددا من القرى التشادية التي يسكنها افارقة. لكن منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي اتسع نطاق هذه الهجمات بشكل لا سابق له بينما يتوغل المتمردون في عمق الاراضي التشادية اكثر فاكثر.
والى جانب الغزوات الحدودية التي يؤكد مراقبون انها ليست امرا جديدا، ظهرت مؤخرا اعمال عنف عرقية ليست بدافع سرقة الماشية او النهب. ومنذ بداية السنة تستقبل مستشفى ادريه التي يتولى ادارتها الفرع الفرنسي لمنظمة اطباء بلا حدود عددا كبيرا من الجرحى بالرصاص وبينهم كثير من الاطفال الذين اصيبوا لانهم ابتعدوا عن قريتهم بحثا عن المياه او الحطب. وقالت ماريز بونيل مسؤولة المنظمة في المستشفى "نستقبل مصابين بجروح بليغة وخصوصا في الساقين او الرجلين ويصبحون اشخاصا مصابين بعاهات دائمة".
والظاهرة الثانية المثيرة للقلق هي انه للمرة الاولى منذ 2003 لجأ عرب تشاديون لم تطلهم اعمال العنف من قبل، الى السودان خوفا من اعمال انتقامية من مواطنيهم الافارقة. وما زال من الصعب تحديد هوية المهاجمين. ويتحدث ضحايا التقتهم وكالة فرانس برس انهم الجنجويد، لكن هذه العبارة تعني ابعد من الميليشيا العربية التي تلقى تأييد السودان لتشمل اي فارس مسلح.
على كل حال، جميع الضحايا يتهمون العرب بدون ذكر جنسية محددة. وقال احد وجهاء غوز بيدا ان "المشكلة الحالية اتنية"، معتبرا ان المهاجمين هم خصوصا من العرب التشاديين البدو الذين يعملون تقليديا في تربية الماشية ويهاجمون المزارعين الحضر غير العرب. واضاف "انها مشكلة بين مربي الماشية والمزارعين. انها مشكلة قائمة منذ فترة طويلة لكنها لم تكن يوما على هذه الدرجة من العنف".
وتساءل المصدر نفسه "من يقدم لهم الاسلحة؟"، مشيرا ضمنا الى السودان. وكانت "هيومن رايتس ووتش" اتهمت في شباط/فبراير الحكومة السودانية بتصدير "ازمة دارفور فعليا الى جارتها عبر دعم ميليشيات" عربية وسودانية وتشادية. وقال بيتر تاكيرامبودي مدير المنظمة لافريقيا ان "سياسة السودان المستمرة في تسليح الميليشيات واطلاق العنان لها بدأت تؤثر على الجانب الآخر من الحدود".
وحذر الدبلوماسي في نجامينا من تدهور الوضع مشددا على انه "يجب ان نوقف بسرعة العدوى قبل ان تتحول الى مرض قاتل".