القادة الأوروبيون يدينون انتخابات بيلاروسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مينسك، واشنطن: دان مسؤولون أوروبيون اليوم الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا ووصفوها بأنها غير شرعية وهددوا بفرض مزيد من العقوبات بعد ساعات من اعلان رئيس البلاد الكسندر لوكاشنكو فوزه في الانتخابات لولاية ثالثة. كذلك دان المراقبون الدوليون الانتخابات التي جرت الأحد وقالوا أنها لم تكن حرة أو نزيهة. وقال آلسي هاستينغز المنسق الذي أشرف على اكثر من 400 مراقب من منظمة الامن والتعاون في اوروبا في مؤتمر صحافي ان "الانتخابات الرئاسية التي جرت في 19 من الجاري لم تكن مطابقة للمعايير الدولية المطلوبة لانتخابات حرة وعادلة". واضاف "من الواضح ان الرئيس الحالي سمح باستخدام اجهزة الدولة بطريقة تحول دون اجراء انتخابات حرة وعادلة في بيلاروسيا".
ودان مسؤولون في انحاء اوروبا المضايقات التي تعرض لها مرشحو المعارضة والمحوا الى ان نتائج الانتخابات تعرضت للتزوير. وقال وزير خارجية تشيكيا سيريل سوبودا للصحافيين لدى وصوله الى بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الاوروبية "لم تكن الانتخابات نزيهة او ديموقراطية".
من جهتها اعتبرت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر اليوم ان فرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا امر "محتمل جدا" بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في هذا البلد. وقالت فيريرو-فالدنر في مؤتمر صحافي "نظرا لما شاهدناه حتى الساعة، رايي هو التالي: ان التحرك (باتجاه فرض عقوبات) الآن محتمل جدا".
ومن بين العقوبات المحتملة توسيع القائمة التي تضم اسماء مسؤولين في بيلاروسيا يحظر عليهم دخول اوروبا. ويسري الحظر الحالي على ستة من كبار القادة في بيلاروسيا. ورأى اكثر من وزير اوروبي ان الاساليب التي يستخدمها لوكاشنكو واحتمال تزوير نتائج الانتخابات تعيق من تطلعات بيلاروسيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وانتقد نائب رئيس المفوضية الاوروبية غونتر فيرهويغن الانتخابات، وقال في حديث للاذاعة الالمانية "لا يمكن لاحد ان ينخدع بنتائج هذه الانتخابات او بالانتخابات بشكل عام". واضاف ان بيلاروسيا "هي اخر دكتاتورية حقيقية في اوروبا وطالما بقيت كذلك لا يمكنها ان تكون شريكا في الاتحاد الاوروبي".
من جهته قال المتحدث باسم الحكومة الالمانية توماس ستيغ ان الانتخابات جرت "في جو من الانتقام والتخويف" وبالتالي "لا يمكن اعتبارها حرة ونزيهة". وقال اندريس هيركيل رئيس مجموعة بيلاروسيا في برلمان استونيا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من مينسك "لم تكن انتخابات حرة". واضاف "ان معارضي لوكاشنكو عوملوا بطريقة تحمل الكثير من التمييز"، مؤكدا ان "عملية فرز الاصوات لم تكن شفافة اطلاقا".
وتناقضت الادانات في اوروبا بشكل كبير مع رد الفعل الرسمي في موسكو التي اتهمت الغرب بالتدخل في سياسة بيلاروسيا ومحاولة التأثير على نتائج الانتخابات. واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الانتخابات الرئاسية التي جرت في بيلاروسيا احترمت جميع "المعايير المعترف بها"، معتبرة انه "لا يوجد ادنى شك في شرعيتها".
وجاء في بيان الوزارة "كل شيء يشير الى ان الانتخابات جرت وفقا للمعايير المعترف بها، ولا شك ابدا في شرعية هذه النتائج". وقال فلاديمير روشايلو الذي ترأس اللجنة الروسية لمراقبة الانتخابات التابعة لمجموعة الدول المستقلة (الجمهوريات السوفياتية السابقة) "لقد جرت الانتخابات على خلفية ضغوط خارجية غير مسبوقة". وقال في حديث الى التلفزيون الوطني البيلاروسي "ان مراقبي الانتخابات من مجموعة الدول المستقلة يرون ان التحذيرات التي اطلقتها العديد من الدول (...) بشأن اجراءات سياسية او اقتصادية محتملة هي محاولة للتأثير على الانتخابات" مضيفا ان اللجنة تعتبر الانتخابات نزيهة.
وتجد بيلاروسيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي والواقعة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا واكرانيا، نفسها موضع صراع نفوذ بين الغرب وموسكو. وتعتبر بيلاروسيا من الدول القليلة التي لا تزال موالية لروسيا. ووصف مجلس اوروبا، الذي يمثل لجنة مراقبة الحقوق في اوروبا، اعادة انتخاب لوكاشنكو ب"المهزلة". وصرح تيري ديفيس الامين العام لمجلس اوروبا الذي مقره ستراسبورغ في بيان "ان الانتخابات في بلد تقمع فيه حرية التعبير والانتماء بهذا الشكل القاسي، ليست تعبيرا عن الديمقراطية، انها مهزلة".
من ناحيتها دانت وزيرة خارجية النمسا ارسولا بلاسنيك، التي تتولى بلادها الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي "جو المضايقات" الذي اعاق الحملة الانتخابية للمعارضة، ووعدت "بتقييم دقيق" للانتخابات بعد مراجعة تقييم منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
ويتوقع ان لا يقل رد فعل الولايات المتحدة قوة عن رد الاتحاد الاوروبي. وتعتبر واشنطن بيلاروسيا "اخر دكتاتورية" في اوروبا.
كذلك دان رئيس حلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شافير الانتخابات في بيلاروسيا، وقال "نيابة عن حلف شمال الاطلسي، ادين الطريقة التي جرت فيها الانتخابات في بيلاروسيا". واضاف "كما شهد المراقبون الدوليون بمن فيهم مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا، فان العملية الانتخابية لم تطابق المعايير الديمقراطية".
وسعت المعارضة في بيلاروسيا الى احداث ثورة شعبية مثل تلك التي اطاحت بانظمة في جمهوريات جورجيا وقيرغيزستان واوكرانيا. وقد اعتقل العديد من الناشطين قبيل الانتخابات ويتوقع بعض المحللين مزيدا من الاعتقالات بعد تحول انظار العالم عن بيلاروسيا.
الولايات المتحدة ترفض نتائج الانتخابات
من جهتها رفضت الولايات المتحدة اليوم نتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا والتي حقق فيها الرئيس الكسندر لوكاشنكو فوزا ساحقا، وايدت دعوات المعارضة لاجراء انتخابات جديدة. وجاء في بيان تلاه المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك "ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تقبل بشرعية نتائج الانتخابات التي اعلنتها امس اللجنة الانتخابية المركزية في بيلاروسيا". واشاد ماكورماك بزعماء المعارضة في بيلاروسيا لتحديهم العنف والاعتقال والمضايقات وقرارهم تحدي مساعي لوكاشنكو للحصول على فترة رئاسة ثالثة، وقال "نحن ندعم الدعوة لاجراء انتخابات جديدة".