أخبار

انشقاقات في البوليساريو عشية إعلان الحكم الذاتي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد تاريخ نزاع دام 30 سنة
انشقاقات في البوليساريو عشية إعلان "الحكم الذاتي"

أحمد نجيم من الدار البيضاء: قبيل أيام من إعلان المغرب لمشروع الحكم الذاتي الموسع في المحافظات الصحراوية الجنوبية، تشهد جمهورية البوليساريو المعلنة من جانب واحد والمدعومة من قبل الجزائر، انشقاقات، إذ أعلن بداية شهر آذار (مارس) عن ميلاد تيار جديد أطلق عليه "خط الشهيد"، ويقود هذا التيار السالك المحجوبي، قيادي شاب، كان يوصف بأنه مقرب إلى رئيس البوليساريو محمد بنعبد العزيز. وأعلن "خط الشهيد" أنه يطمح إلى نشر أفكاره بين العشرة آلاف صحراوي الذين يعيشون خارج مخيمات تندوف. ومن المتوقع ان يشهد ملف النزاع حول المحافظات الصحراوية في شهر نيسان (أبريل) المقبل منعطفا جديدا حيث سيعلن عن مشروع لمنح المحافظات الصحراوية المغربية "حكما ذاتيا موسعا" وقد دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس طريقة جديدة في تدبير هذا النزاع باستشارته لجميع الأحزاب السياسية في موضوع الحكم الذاتي الموسع، وستقدم هذه الأحزاب تصوراتها نهاية الشهر الحالي. وكان الأمين العام الأممي قدم في العام 2002 أربعة خيارات لحل مشكلة الصحراء المغربية، الخيار الأول أكد تنظيم استفتاء للسكان دون استشارة الأطراف المعنية، أما الخيار الثاني فيقضي بمنح حكم ذاتي للمحافظات الصحراوية تحت السيادة المغربية، في حين ذهب الخيار الثالث إلى تقسيم المحافظات بين المغرب والبوليساريو، أما الحل الرابع والأخير, فهدد بسحب الأمم المتحدة للمراقبين الدوليين الذين يتواجدون في المحافظات منذ 11 سنة. غير أن كل تلك الخيارات لم تجمع عليها الأطراف المعنية بالصراع.

وعودة الى التيار الجديد حيث أصدر وثيقة أعلن بموجبها أنه يتبنى "مبدأ التصعيد السياسي والعسكري" لحل النزاع في المحافظات الصحراوية المغربية. وقدم نفسه على أنه حركة "تصحيحية جماهيرية تروم "الإصلاح والتغيير".

وأضاف بيان للتيار أن "خط الشهيد" جاء لإنقاذ ما "تبقى من مكاسب شعبنا ولنعيد لقضيتنا الوطنية بريقها ولنسلكمعا أقصر طريق توصلنا إلى الاستقلال الوطني فوق تراب الجمهورية العربية الصحرواية الديمقراطية" حسب المشروع. واتهم قيادة البوليساريو بالعجز عن أداء مهامها المنوط بها. وطالب بحوار وطني ديمقراطي سليم وجاد، وبعقد مؤتمر استثنائي لجبهة البوليساريو من أجل الإصلاح والتغيير، كما حدد ولاية الرئيس في سنتين.

وأكد الباحث في الشؤون الصحراوية أحمد باهي في تصريح ل"الجريدة الأخرى" المغربية أن كل القيادات التصحيحية فشلت في الصحراء نظرا للحضور القوي للجزائر واستخباراتها ثم فشل الاستخبارات المغربية في استقطاب ودعم محاولات قيام تنظيم للمواجهة.

هذا التيار الجديد سينضاف إلى تيارات ثلاثة تشكل جبهة البوليساريو، حسب الصحيفة الأسبوعية المغربية, وهو "تيار الجزائر"، يقوده رئيس الجبهة محمد عبد العزيزالذي ظل على رأس الجبهة منذ المؤتمر الثالث للعام 1986, وهو تيار مقرب من الجزائر يأتمر بأوامر جنرالاتها. أما التيار الثاني فيسمى "التيار المستقل"، ويمثله البشير مصطفى السيد، شقيق مصطفى السيد، مؤسس جبهة البوليساريو. عمل على أن تظل الجبهة مستقلة عن الجزائر، وكان من أكثر المتحمسين لإجراء مباحثات مباشرة مع المغرب. وقد التقى العاهل المغربي الحسن الثاني في العام 1983 وأظهر رغبته في أن يتوصل مع المغرب إلى حل وسط، كما التقى العاهل المغربي الحالي سنة 1996، عندما كان وليا للعهد في مدينة مراكش. أما التيار الثالث، فهو "تيار المحافظين" ويمثله محمد الأمين ولد أحمد، أول رئيس لحكومة الجمهورية، تقلد مناصب منها وزارة الدفاع، لا يرى حلا إلا باستقلال الصحراء، مخلص لمبادئ الثورة، وله مطالب جذرية.

صراعات هذه التيارات ستؤثر على كل قرار تتخذه جبهة البوليساريو التي اختارت أن تحتل منطقة تيفاريتي المنزوعة السلاح خلال احتفالاتها بالذكرى 30 لإعلان تأسيس الجبهة.

نبذة تاريخية

يذكر أن المغرب أعلن عن حقه السيادي على الصحراء الغربية منذ انسحاب الاستعمار الاسباني في العام 1974، وقاد الملك الراحل الحسن الثاني مسيرة أطلق عليها اسم "المسيرة الخضراء" بمشاركة من ممثلين لدول عالمية عديدة.

وفي ذلك التاريخ حيث كان يحكم الجزائر الرئيس الراحل هواري بومدين استضافت الجزائر على أرضها الحركة الانشقاقية "بوليساريو" التي تدعو الى اقامة حكومة مستقلة في ساقية الذهب تحت اسم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الاشتراكية بزعامة محمد عبد العزيز.

وظل البلدان المغاربيان الجزائر والمغرب يتناحران، وقادت المملكة العربية السعودية مساعي في الثمانينات لحسم الامر بين الرباط والجزائر، وعقد اجتماع قمة رعاه ولي العهد السعودي آنذاك الامير عبد الله بن عبد العزيز في اواخر الثمانينات بين العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد. واذ لم يتمكن الطرفان من التوصل الى ارضية لحل المأزق فان البلدين ظلا متصارعين في شكل ساخن كان يمكن ان يؤدي الى حرب بينهما. وتبادل البلدان في السنين الأخيرة اتهامات بان كل واحد منهما يكيد للآخر من خلال جماعات ارهابية متشددة عملت على تأجيج الخلاف بين العاصمتين.

لفهم حقيقة النزاع في الصحراء المغربية، تقدم "إيلاف" كرونولوجيا حول أهم التواريخ بخصوص ملف الصحراء المغربية

1884: بداية استعمار الصحراء المغربية من قبل إسبانيا
1919: احتلال مدينة طرفاية الصحراوية
1934: إقامة أول ثكنة عسكرية إسبانية في العيون
1957-58: التحالف الإسباني الفرنسي يقوم بعملية "أكوفيون" ضد جيش التحرير المغربي في الصحراء
1965: الجمعية العامة للامم المتحدة تتبنى أول توصية لها تطالب فيها بتصفية الاستعمار الإسباني في الصحراء
20 أغسطس 1974: إسبانيا تعلن عن نيتها تنظيم استفتاء في الصحراء خلال النصف الأول من سنة 1975
13 كانون الأول 1974: الجمعية العامة للأمم المتحدة تطلب من محكمة العدل الدولية في لهاي إعطاء رأي استشاري -بطلب من المغرب- حول الجوانب القانونية لوضع الصحراء لحظة استعمارها من طرف إسبانيا
16 أكتوبر-تشرين الأول 1975: محكمة العدل الدولية تعطي رأيها الاستشاري وتقر بوجود ولاء ما بين سلطان المغرب وقبائل الصحراء لحظة الاستعمار
16 تشرين الأول 1975: الإعلان عن المسيرة الخضراء في خطاب ألقاه الراحل الحسن الثاني
6 تشرين الثاني 1975: انطلاق المسيرة الخضراء
9 تشرين الثاني 1975: زيارة وزير الصحراء الإسباني للمغرب وإيقاف المسيرة
14 تشرين الثاني 1976: التوقيع على اتفاقية ثلاثية ما بين مدريد وموريتانيا والمغرب
12 كانون الثاني: جلاء آخر عسكري إسباني من الصحراء
26شباط 1976: نهاية التواجد الإسباني في الصحراء
27 شباط 1976: خلق "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" من جانب واحد
5أغسطس 1979: موريتانيا توقع اتفاقية سلام مع البوليساريو في الجزائر العاصمة
أغسطس 1979: استرجاع إقليم وادي الذهب من قبل المغرب14
26 يونيو 1981: المغرب يعلن في قمة نيروبي لمنظمة الوحدة الافريقية عن استعداده لتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية
12 تشرين الثاني 1984: المغرب ينسحب من منظمة الوحدة الافريقية بعد قبول عضوية الانفصاليين
30 أغسطس 1988: إعلان المغرب في اجتماع اللجنة الرابعة الأممية عن رغبته في أن تتولى هيئة الأمم المتحدة الإشراف على الاستفتاء في الصحراء
27 يونيو 1990: مجلس الأمن يصادق على التوصية 658 المتعلقة بمقترح التسوية الأممي وكذا مخطط تطبيقه
29 آذار 1991: مجلس الأمن يصادق على التوصية 690 المتعلقة بتشكيل المينورسو: قوات أممية لحفظ السلام في الصحراء
أيلول 1991: دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ6
12 كانون الأول 1993: الشروع في عملية تسجيل الصحراويين الذين يحق لهم التصويت
22 كانون الأول 1995: إيقاف عملية تحديد الهوية
17 مارس 1997: تعيين جيمس بيكر مبعوثا خاصا للأمين العام الأممي مكلف بملف الصحراء.
24 يونيو 1997: الجولة الأولى للقاءات جيمس بيكر بالأطراف في لشبونة خصصت لمسألة تحديد الهوية.
20 يوليو -تموز 1997: الجولة الثانية للقاءات جيمس بيكر بالأطراف في لندن
30 أغسطس 1997: الجولة الثالثة للقاءات جيمس بيكر بالأطراف في لشبونة
14 أيلول 1997: الجولة الرابعة للقاءات جيمس بيكر بالأطراف في هيوستن
28/29أيلول: لقاء جيمس بيكر بجميع الأطراف في برلين
أبريل 2006 المغرب سيقدم مشروعه للحكم الذاتي الموسع


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف