فيشير : السعودية لا تستبعد قيام حماس بتغيير سياستها

فيينا: قال الرئيس النمساوي هاينز فيشير اليوم ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل لا يستبعد ان تقوم حركة (حماس) بتغيير خطها السياسي في المستقبل. وذكر فيشر لوسائل الاعلام النمساوية التي ترافقه في جولته الخليجية انه " ليس جديدا ان تقوم اي حركة مقاومة بتغيير قواعد اللعبة التي تتبعها بعد ان تتسلم دفة الحكم في البلاد ".

يذكر ان جولة فيشر الخليجية تشمل كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ليبحث معهما التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات بين النمسا وهاتين الدولتين العربيتين. ونقلت وكالة الصحافة النمساوية اليوم عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قوله "ان السعودية تساند حكومة حماس التي شكلت وتدعو المجتمع الدولي الى الاعتراف بفوزها في الانتخابات التي جرت بشكل حر وديمقراطي ". واضاف الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي خص به الصحفيين النمساويين ان حماس تعتبر حركة مقاومة الا انه اعتبر ان تسلمها لمهمات حكومية من شانه ان يطور من نهجها السياسي كما تطورت حركة فتح.

واعرب عن استغرابه لرفض ما اسفرت عنه نتائج الانتخابات الفلسطينية الاخيرة التي جرت في شهر يناير الماضي مؤكدا ان حماس انتخبت بشكل شرعي وديمقراطي ويتعين منح مسؤولي حماس فرصة كافية بدلا من وصفهم بالارهابيين. وحذر من ان معاقبة حماس ستعتبر بمثابة معاقبة للشعب الفلسطيني بأكمله على اختياره الديمقراطي.

الشأن الإيراني
وحول الملف النووي الايراني قال الامير سعود الفيصل انه "اذا كان القادة الايرانيون ينفون وجود خطط لصنع القنبلة الذرية فيجب أخذهم على محمل الجد" داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي الى مطالبة اسرائيل التي تمتلك فعلا القنبلة الذرية بأن تكشف عن برنامجها النووي.

العراق
وردا على سؤال يتعلق بالوضع في العراق أعرب الوزير عن شكوكه في الدستور العراقي لانه يعتمد على أسس عرقية وطائفية معتبرا في الوقت ذاته ان العراق يشهد فعلا حربا أهلية وليس فقط مجرد خطر حرب أهلية.

من جانبه قال فيشر الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي أن الجانبين السعودي والنمساوي اتفقا على ضرورة الاسراع بالتوقيع على معاهدة التعاون بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي التي هي قيد التفاوض بين الطرفين منذ أكثر من عشر سنوات. واوضحت وسائل الاعلام النمساوية أنه تم التوقيع خلال الزيارة على العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.

وفي هذا الصدد أعرب رئيس الغرفة الاقتصادية النمساوية كريستوف لايتل عن سروره بالصفقات التي تمت بين الجانبين مؤكدا أنها ستمكن العديد من الشركات النمساوية من تحقيق الكثير من المشروعات في المملكة لاسيما على نطاق البنى التحتية والقطاع الصحي و الاستفادة من خبرة الأطباء النمساويين.

واشاد لايتل بالتطور الذي شهدته المبادلات التجارية بين البلدين موءكدا ان حجم الصادرات النمساوية اغلى المملكة تضاعف منذ فترة وجيزة. اما وزير الدفاع النمساوي غونتير بلاتير الذي يرافق الرئيس فيشر في جولته الخليجية فقال أنه قدم لوزارة الدفاع السعودية عروضا من شركتي (شتاير) و (هرتنبيرغر) المتخصصتان في صنع المعدات العسكرية والاسلحة المتطورة.