محمد السادس يجول في أحياء البوليساريو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الدار البيضاء أحمد نجيم: كان ردا قويا وصارما من المغرب، عندما اختار العاهل المغربي الملك محمد السادس، رفقة أخيه الأمير مولاي رشيد، زيارة حي "معطي الله" بمدينة العيون، فهذا الحي كان مسرحا لاحتجاجات ضد المغرب شهر مايو من السنة المنصرمة، قادها أتباع جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية. وصافح محمد السادس، كعادته، سكان الحي، وقد نقل التلفزيون المغربي صورا عن الاستقبال الجماهيري الذي خصه سكان هذا الحي من مدينة العيون.
وكان بعض أبناء الحي قاموا خلال شهر مايو من السنة المنصرمة بإحراق العلم المغربي وإضرام النار والهجوم على قوات الأمن، غالبية السكان ردوا هذه الرمة خلال استقبالهم للعاهل المغربي أن "الجزائر حرامية" و"الصحراء مغربية"، وأوضحت جريدة "الصباح" المغربية في عدد اليوم الخميس أن هزائم "الانفصاليين تتوالى بمدينة العيون"، عاصمة المحافظات الصحراوية، أن "التيار الوحدوي أثبت قوته في العيون" وأن "جموع المواطنين اخترقت الحواجز الأمنية"، وتحركت ب"صدق" داعية إلى استثمار التيار الوحدوي، ونقلت عن مواطنين قولهم "لم نر مثل هذا المشهد من قبل".
إلى ذلك تحدثت مصادر أمنية عن ترقية رجلي أمن من رتبة ضابط إلى رتبة عميد، اعترافا بما قدموه من عمل خلال تلك الزيارة إلى الحي المذكور.
وقد أشرف العاهل المغربي محمد السادس أمس الأربعاء، على إعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التنموية لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية, تهم قطاعي الماء الصالح للشرب والتطهير السائل . كما ترأس مراسم التوقيع على اتفاقية تتعلق بتمويل وبناء قناة لنقل المياه من سد الساقية الحمراء. واطلع على مشاريع تهم تزويد مدينة العيون ومركزي فم الواد والمرسى بالماء الصالح للشرب تبلغ كلفتها الاجمالية380 مليون درهم.
بلغت تكلفة محطة تحلية المياه بالعيون إنجازها180 مليون درهم, كل أورو يساوي 10 دراهم تقريبا، منها110 مليون درهم لتقوية محطة التحلية ومد قناة الجر, و70 مليون درهم لإنجاز قنوات التوزيع بالعيون وفم الواد والمرسى على طول70 كلم.
كما اطلع العاهل المغربي على مشروع توسيع محطة أخرى لتحلية مياه البحر بالعيون بغلاف مالي يقدر ب200 مليون درهم, والتي ستنتهي الاشغال بها في مارس من سنة2008 .
وأعطى انطلاقة مشروع توسيع شبكات التطهير السائل بمدينة العيون ومركز المرسى, الذي يشرف على إنجازه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب.
وفي علاقة بهذه الزيارة أعلن زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز من مدينة تيفاريتي، المنزوعة السلاح، والقريبة من مقر الجبهة فوق تندوف الجزائرية، أن جبهته مستعدة للعودة إلى حمل السلاح، وأفادت صحف مغربية أن المسؤول عن الجبهة كان مرفوقا بمسؤول عسكري جزائري، وأنه ينوي الرد على مشروع المغرب بمنح المحافظات الصحراوية حكما ذاتيا. واعتبر سفير البوليساريو في الجزائر زيارة العاهل المغربي إلى المحافظات الصحرواية "نقض لإطلاق وقف النار" بين الجانبين". غير أن هذا الرأي لا يحقق الإجماع وسط البوليساريو، إذ أعلن المحجوب السالك، أحد قياديي "خط الشهيد" التيار الجديد في البوليساريو، عن رغبته في التفاوض مع المغرب، وقال في تصريح ل"الشرق الأوسط" أن حل مشكلة الصحراء تكمن في "التفاوض المباشر مع القصر المغربي للوصول إلى حل متفق عليه يرضي جميع الأطراف".
ومن المتوقع أن يشكل العاهل المغربي محمد السادس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون المحافظات الصحراوية، كما سيوجه خطابا من المنتظر أن يتضمن معطيات حول "الحكم الذاتي الموسع" في المحافظات الصحراوية.