كازينو أريحا بين نايف والرجوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ويبدي هؤلاء الذين تدور أعمارهم حول العشرين عاما، انتباها لكل حركة حول الكازينو المعروف باسم كازينو أريحا، والذي يعتبر من اقرب المنشات في مدينة أريحا إلى نقطة التفتيش العسكرية الإسرائيلية على مدخل المدينة الصغيرة.
ويقللون من تصريحات أطلقها في الأسبوع الماضي الشيخ نايف الرجوب، المرشح لتولي حقيبة الأوقاف في الحكومة الفلسطينية الجديدة، التي أعرب فيها عن نية حركة حماس إغلاق الكازينو، الذي اشرف على تأسيسه شقيقه جبريل عندما كان رئيسا لجهاز الأمن الوقائي.
ووجهت اتهامات لجبريل الرجوب بالاستيلاء، دون وجه حق، على أراضي خاصة لمواطنين فلسطينيين لإقامة الكازينو الذي سمحت به السلطة الفلسطينية، لخدمة المقامرين الإسرائيليين، الذين وجدوا فيه متنفسا لهم، لان القوانين الإسرائيلية لا تسمح بإنشاء نواد للقمار في إسرائيل.
وكانت قصة الاستيلاء الذي وصف بغير المشروع على أراض مواطنين لإنشاء الكازينو، من ضمن قضايا شكلت موضوعا لصحيفة نيوزويك الأميركية، في أحد أعدادها عام 2000 لتصف السلطة الفلسطينية بأنها "دولة مافيا الفساد".
وافتتح الكازينو، الذي يتجدد الجدل حوله ألان، عام 1998، وهو يضم بالإضافة إلى ناد للقمار، فندق راق.
وتولى جهاز الأمن الوقائي الذي كان يقوده جبريل الرجوب توفير الحراسة له، وقدم المشروع للرأي العام الفلسطيني، على انه انشيء بتمويل من شركة أجنبية، ولم يقدر لهذا الرأي العام أن يعرف سر حماس السلطة الفلسطينية للمشروع، إلا بعد ذلك بسنوات، عندما ضغطت الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى على السلطة، لإبداء شفافية في حساباتها المالية، فتبين حسب إعلان السلطة الرسمي أنها تملك ما نسبته 15% من الكازينو والفندق الملحق به.
وتوقف الكازينو عن العمل، بعد نحو ثلاثة أعوام من تشغيله، بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى، وتعرض للقصف، بعد عمليات إطلاق نار، من قبل مجموعات المقاومة على الحاجز العسكري الإسرائيلي في مدخل أريحا.
وانعش اتفاقا وقع بين السلطة الفلسطينية، وإسرائيل، في شهر شباط (فبراير) الماضي، لتخفف الحصار على أريحا، آمال المقامرين الإسرائيليين للعودة إلى كازينو الواحة، ولكن تعثر تطبيق الاتفاق، أبقي الكازينو مغلقا.
ويبدو مبنى الكازينو الان، هادئا جدا، وكأنه في عالم آخر مختلف عن عالم يمكن أن يرمز إليه مبنى سجن أريحا المدمر الذي يبعد عن الكازينو نحو كيلو متر واحد.
وحسب حارس فلسطيني تحدث لـ"إيلاف" فان موظفي الشركة التي تدير الكازينو موجودين داخل المبنى، ويراقبون ما يحدث خارجا عبر الكاميرات المحيطة بالمبنى.
ولا توجد آثار للقصف الإسرائيلي الذي تعرض له الكازينو خلال انتفاضة الأقصى، بعد إجراء عمليات ترميم واسعة له.
وكان الكازينو أحد المنشات الفلسطينية، مثل هيئة البترول وهيئة التبغ، التي شكلت إحدى مصادر الدخل لجهاز الأمن الوقائي، وذلك ضمن معادلة حصول هذا الجهاز على نسبة متفق عليها من الإيرادات مقابل توفير الحماية، مما يشير إلى الاستقلالية النسبية لهذا الجهاز عن السلطة المركزية لقيادة السلطة الفلسطينية، ويفسر المزايا التي توفرت لعناصر الجهاز، بعكس غيره من أجهزة الأمن الفلسطينية.
وإذا كان افتتاح الكازينو ارتبط باسم جبريل الرجوب، فان الحديث عن إغلاقه يرتبط بشقيقه الأصغر منه الشيخ نايف الذي نافس على مقعد في المجلس التشريعي عن محافظة الخليل، وتغلب على أخيه جبريل الذي كان مرشح حركة فتح عن دائرة الخليل أيضا.
واطلق الشيخ الرجوب تصريحات نشرتها له صحيفة (أخبار الخليل) المحلية ذات التوجه الإسلامي أعلن فيها بان حماس ستجتث كازينو الواحة عن وجه الأرض، واصفا إياه بأنه مركزا للفساد. واعتبر الرجوب ان حماس لديها تفويضا من الشعب الفلسطيني لإغلاق مراكز الفساد، وان هذا الشعب لن يحزن على إغلاق الكازينو، بل سيكون سعيدا.
ويعتقد أن الأسابيع المقبلة ستجعل من الممكن معرفة إذا كانت حركة حماس بقيادة الشيخ الرجوب ورفاقه قادرة على اجتثاث الكازينو، الذي دعم إنشائه ووفر له الحماية شقيق الشيخ الأكبر جبريل الرجوب.
* الصور بعدسة إيلاف