52 قتيلا على الأقل في معارك مقديشو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: قتل 52 شخصا على الاقل في مقديشو في المعارك التي تجددت اليوم لليوم الرابع على التوالي بين فصيلين متنافسين من اجل السيطرة على ارض استراتيجية كما علم لدى سكان محليين ومصدر طبي. وقال احمد محمد جوميل احد سكان حي غلاغالاتو في منطقة كاران شمال مقديشو حيث تجري المعارك، "يدور قتال عنيف لليوم الرابع على التوالي بين المليشيات المتناحرة في العاصمة ولا مؤشر على ان حدة القتال ستخف".
وقال المصدر نفسه ان المواجهات وهي الاعنف التي تجري في مقديشو منذ حوالى عامين، توقفت الجمعة قبل ان تتجدد اليوم حوالى الظهر بالتوقيت المحلي (9:30 ت.غ). ومنذ الاربعاء فر مئات من سكان كاران من منازلهم. وقالت ممرضة في مستشفى كايساني الجراحي القريب من منطقة القتال ان المستشفى استقبل 139 اصابة منذ بدء القتال الاربعاء، وقد تم علاج بعض المصابين وغادروا المستشفى.
وذكرت الممرضة ان "خمسة توفوا في المستشفى متاثرين بجروحهم، اما الباقون فقد عولجوا وغادروا المستشفى بينما بقي البعض لتلقي مزيد من العلاج". ومستشفى كايساني الذي انشاته اللجنة الدولية للصليب الاحمر ويديره الهلال الاحمر الصومالي، هو اكبر مستشفى في البلاد لمعالجة اصابات الحرب.
وقتل 52 شخصا في المعارك منذ الاربعاء بحسب حصيلة من قادة محليين يحاولون التوصل الى اعلان وقف اطلاق نار لكن بدون جدوى حتى الان. وتدور المعارك بين المتحالفين مع بشير راغي شيرال عضو التحالف لاحلال السلام ومكافحة الارهاب وبين عناصر ميليشيات موالية للمسؤول الكبير في المحاكم الاسلامية ابو بكر عمر آدن.
ويتنازع الرجلان السيطرة على موقع استراتيجي لانه يقع من جهة قرب المطار الوحيد الذي لا يزال قيد العمل في شمال العاصمة، ايسالي، على بعد حوالى 30 كلم من المدينة، ومن جهة اخرى لانه يقع قرب طريق مؤدية الى مرفأ المعن الواقع على بعد كيلومترات الى الشمال. ومطار ايسالي يسيطر عليه بشير راغي شيرال. وفي الاونة الاخيرة اعلن ابو بكر آن انه اشترى هذه الارض لكن بشير شيرال يعترض على صحة هذه الصفقة ويرى فيها تهديدا مباشرا لمصالحه. وبالواقع يمكن لميليشيات المحاكم الاسلامية اذا استقرت في هذه الارض ان تمنع في اي وقت حركة المطار بواسطة اسلحة رشاشة فقط.
من جهة اخرى يمكن لهذه الميليشيات ايضا ان تمنع على المدى الطويل ميليشيات بشير راغي شيرال من الوصول الى مرفأ المعن الذي يعتبر اساسيا للتزود بالاسلحة. واعلن ناطق باسم ابو بكر عمر آدن اليوم رافضا الكشف عن اسمه "نسيطر بالكامل على المطار. يمكن لسكان الحي ان يعودوا الى منازلهم". وسرعان ما نفى بشير شيرال هذه المعلومات معتبرا ان "لا اساس لها من الصحة" وان قواته لا تزال تسيطر على المطار.
وفي شباط(فبراير) تواجه هذان الفصيلان ما ادى الى مقتل 33 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين. ويقول التحالف لاحلال السلام ومكافحة الارهاب الذي يضم زعماء حرب ووزراء في الحكومة الانتقالية التي اعلنت الشهر الماضي، انه يعارض الارهاب والتطرف الاسلامي. وتقول مصادر دبلوماسية انه يحظى بدعم الولايات المتحدة. وهناك في مقديشو حوالى ست محاكم اسلامية تريد تطبيق الشريعة الاسلامية وتستعين بميليشيات لفرض القانون فيما هناك نظام قضائي اخر في العاصمة.
والصومال الواقعة في القرن الافريقي تشهد حالة من الفوضى العارمة منذ اندلاع حرب اهلية فيها في 1991 اوقعت ما بين 300 و500 الف قتيل. ومنذ سنة، انشئت مؤسسات انتقالية بهدف احلال ادارة وطنية في البلاد، لكن عناصرها منقسمون وغير قادرين على وقف اعمال العنف.