السفير الأميركي يدعو لشن حملة على الميليشيات العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جماعة عراقية مسلحة تترصد الصحفيين
بغداد:دعا السفير الاميركي اليوم الزعماء العراقيين المنقسمين على أنفسهم إلى شن حملة على الميليشيات فيما تكافح الكتل السياسية مجددا لكسر الجمود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن تستطيع تجنب نشوب حرب أهلية. ووجه زلماي خليل زاد الذي يضغط بشدة من أجل تشكيل حكومة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات تحذيرا شديد اللهجة للميليشيات التي يرتبط كثير منها بزعماء شيعة ذوي نفوذ ولها وجود في الشرطة وقوات الامن العراقية.
وعقد زعماء الشيعة والسنة والاكراد في العراق جولة أخرى من المحادثات تستهدف حل الخلافات التي تحول دون تشكيل أول حكومة ذات ولاية كاملة في العراق بعد الحرب. وقال سياسيون في مؤتمر صحافي انهم متفائلون بشأن تشكيل حكومة. وقال الزعيم السني طارق الهاشمي ان المحادثات تركزت على سبل بناء قاعدة سياسية صلبة للحكومة الجديدة.
وأثار تدمير مزار شيعي قبل شهر موجة من الهجمات الانتقامية التي زادت احتمالات أن تدفع ميليشيات شيعية موالية للحكومة العراق الى حرب أهلية شاملة بعد نحو ثلاث سنوات من الحملة التي تقوم بها أقلية العرب السنة ضد السلطات التي تدعمها الولايات المتحدة. وزادت الازمة الضغط من أجل تشكيل حكومة يمكن أن تحول دون حرب طائفية واسعة ولكن الزعماء العراقيين فشلوا حتى الان في الخروج من الطريق المسدود.
وعثرت الشرطة على عشر جثث أخرى من ضحايا أعمال العنف الطائفي في ما يبدو بأنحاء متفرقة في بغداد يوم السبت. وحمل كثير منها اثار تعذيب من بينها جثث أعدم اصحابها خنقا. وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا رجل شرطة مرور في وسط بغداد ثم وضعوا قنبلة داخل كابينته ما اسفر عن مقتل اربعة مدنيين كانوا في حافلة صغيرة وجرح اربعة.
وفي المحمودية جنوب بغداد سقطت قذائف مورتر على منازل ما أسفر عن مقتل أربعة اشخاص واصابة 13 اخرين.
وقال خليل زاد ان الحكومة ستواجه مهمة صعبة في احتواء تمرد العرب السنة بينما تتعامل مع الميليشيات التي انتشرت منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وانخرطت الميليشيات الشيعية في وحدات الشرطة وقوات الامن العراقية ولا تريد التخلي عن أسلحتها في ظل تصاعد حدة العنف الطائفي.
وأضاف خليل زاد وهو يشير الى عدم وجود أي دلائل تؤكد تراجع حدة التمرد السني أنه يتعين التعامل مع كلتا القضيتين وسيكون هذا تحديا أمام الحكومة الجديدة. وجدد خليل زاد اتهاماته التي وجهها يوم الجمعة بأن ايران تدرب وتمول عنف الشيعة في العراق. ويقول بعض المحللين ان طهران تستخدم العراق للتخفيف من الضغط الاميركي على ايران في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية يوم الجمعة ان الولايات المتحدة -وسيمثلها خليل زاد على الارجح- سوف تجري محادثات مع ايران بشأن اتهامات واشنطن بوجود دور للايرانيين في تقويض استقرار العراق في اول قبول علني لعرض ايراني للقاء.
وفي طهران قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه يؤيد اجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق ولكنه أبدى شكوكا بشأن الدوافع الاميركية.
وتأمل واشنطن في أن يتوصل السياسيون السنة والشيعة والاكراد إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية يمكن أن تحقق الاستقرار في البلاد ما يسمح للقوات الاميركية بالانسحاب. ولكن الانسحاب يتوقف على اداء القوات العراقية التي تشهد مقتل الاف من زملائهم على أيدي المسلحين السنة. وقال وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي يزور العراق يوم السبت ان صبر الولايات المتحدة ينفد بشأن العراق حيث يقول البعض ان استمرار الوجود العسكري لن يؤدي الا الى اذكاء التمرد. وقال السناتور جون ماكين رئيس الوفد انه يشعر بتفاؤل حذر بأن حكومة جديدة ستتشكل "خلال أسابيع". ولكنه استدرك الى القول ان النزاع سيستمر.
وبدأ بعض العرب السنة تشكيل قوات منظمة في مواجهة ميليشيات شيعية مثل منظمة بدر وجيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وميليشيات قوية لها علاقات مع زعماء سياسيين شيعة. وأعرب هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي يوم الجمعة عن اعتقاده بأن الاحزاب ترغب الان في التوصل الى حلول وسط وحث على الاسراع في ذلك.
واجريت الانتخابات البرلمانية في كانون الاول (ديسمبر) ولكن الخلاف بشأن منصب رئيس الوزراء والعنف الطائفي تسببا في تأجيل تشكيل أول حكومة عراقية ذات ولاية كاملة منذ الاطاحة بصدام حسين.
وقال رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري انه لن يتنحى رغم الضغوط المستمرة للتخلي عن منصبه وأضاف انه واثق من دعم كتلة الائتلاف الشيعي رغم معارضة من جانب أحزاب أخرى.