أخبار

القمة العربية: مشادة كلامية بين السنيورة ولحود

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: شهدت الجلسة المغلقة للقمة، التي قاطعها العقيد الليبي معمر القذافي، مشادة بين الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة اللذين اختلفا حول فقرة في مشروع القرار العربي حول لبنان تنص على دعم غير محدود لنشاط حزب الله المسلح في جنوب لبنان. وافادت مصادر شاركت في الجلسة المغلقة للقمة ان السنيورة اراد ان تحذف العبارة المتعلقة بالدعم غير المحدود لحزب الله من بند القرار بعنوان "تضامن مع لبنان". ووقف لحود ضد طلب السنيورة وعلا صوته. ثم تبادل الرجلان كلمات حادة، بحسب ما قال احد المصادر الذي رفض الكشف عن هويته.

ورفض السنيورة ايراد كلمة "مقاومة" في مشروع القرار، ولم يعرف بعد ما اذا كانت القمة اقرت البند الخاص بلبنان ام لم تقره. ويرأس لحود الموالي لسورية الوفد اللبناني الى القمة، الا ان السنيورة لم ينضم الى الوفد في الجلسة الافتتاحية للقمة.

ووجهت الاكثرية النيابية المعارضة لسورية التي ينتمي السنيورة الى ابرز تيار فيها (المستقبل)، رسالة الى القمة العربية تؤكد فيها ان لحود "مطعون في شرعيته". وكانت القمة افتتحت صباح الثلاثاء بحضور 14 من القادة العرب وفي غياب ثمانية اخرين من بينهم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيسان المصري حسني مبارك والعراقي جلال طالباني.تستأنف صباح غد الاربعاء أعمال القمة العربية التي قررت اليوم من حيث المبدأ تقديم مساعدة مالية للمساهمة في تمويل قوات الاتحاد الافريقي في دارفور. واكد وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة اليوم بعد الاجتماع المغلق للقادة العرب الذي استغرق اكثر من ثلاث ساعات انه "تم الاتفاق على تمويل القوة الافريقية لمدة ستة اشهر" اي حتى انتهاء مهمتها في ايلول(سبتمبر) المقبل. واكد القدوة ان مشروع القرار حول دارفور يدعو كذلك الدول العربية الافريقية الى "تعزيز مشاركتها في قوات الاتحاد الافريقي في اقليم دارفور".

وقال دبلوماسي عربي شارك في الاجتماعات ان القادة العرب كانوا يناقشون اقتراحا بدعم قوات الاتحاد الافريقي بمبلغ 150 مليون دولار الا انه لم يتم الاتفاق على آليات لهذا التمويل. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للصحافيين بعد الاجتماع المغلق للقمة انه "لم يتم الاتفاق على قيمة المساعدات المالية التي ستخصص لتمويل القوات الافريقية". وتعد موافقة الدول العربية من حيث المبدأ على تمويل قوات الاتحاد الافريقي دعما واضحا للسودان. وكان الرئيس السوداني عمر البشير اكد ضمنا في الجلسة الافتتاحية للقمة رفضه إرسال قوات دولية الى دارفور. وقال ان "قوات الاتحاد الافريقي قادرة على القيام بواجبها في دارفور دون تدخل دولي".

ودعا البشير "المجتمع الدولي والاخوة العرب والافارقة لتوفير التمويل اللازم لهذه القوات وزيادة مشاركة جيوش الدول العربية والافريقية فيها بالقدر المطلوب حتى تتمكن من مواصلة مهامها" في اقليم دارفور الذي يشهد منذ ثلاث سنوات نزاعا مسلحا اوقع ما يصل الى 300 الف قتيل وادى الى نزوح قرابة 4،2 ملايين اخرين من ديارهم. ووافق الاتحاد الافريقي من حيث المبدأ في العاشر من اذار(مارس) الجاري على نقل مهمة مراقبة وقف اطلاق النار في دارفور الى قوات تابعة للامم المتحدة.

ونشر الاتحاد الافريقي منذ 2004 قوة مراقبة اطلاق نار في دارفور وصل عددها الان الى قرابة 7 الاف رجل. واوضح دبلوماسيون عرب ان الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة شهدت خلافات حول الموقف الذي يتعين اتخاذه من قرار مجلس الامن الاخير بشأن دارفور الذي يدعو الى تسريع ترتيبات نقل مهام قوة الاتحاد الافريقي الى قوة تابعة للامم المتحدة.

ففي حين تبنت مصر، يؤيدها في ذلك عمرو موسى، موقفا يدعو الى قبول قرار مجلس الامن والتفاوض حول اليات تنفيذه مع العمل على التوصل سريعا الى اتفاق سلام في محادثات ابوجا، اصر السودان مدعوما من الجزائر على المطالبة بتمويل عربي للقوات الافريقية ودعمها بقوات عربية باعتبار ان توفير الموارد المالية لهذه القوات وزيادة عديدها يمكن ان يكون بديلا مقبولا للقوات الدولية.

ودعا موسى في خطابه امام القمة الحكومة السودانية ومتمردي دارفور الى إبداء المرونة في المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق سياسي قبل انتهاء مهمة قوات الاتحاد الافريقي في دارفور في ايلول(سبتمبر) المقبل لتجنب ارسال قوات دولية وتفادي مواجهة مع المجتمع الدولي في الوقت ذاته. وقال "الامل في نجاح المفاوضات (الجارية في ابوجا) خلال الاسابيع القادمة احتمال قائم اذا ما حسنت نوايا الاطراف جميعا" مشيرا الى ان التوصل الى اتفاق سلام "يمكن ان يغير الصورة كاملة".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف