أخبار

العراق للقمة : ادعمونا ضد الإرهاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسامة مهدي من لندن: دعا العراق القادة العرب في الجلسة الاخيرة للقمة العربية التي اختتمت في الخرطوم اليوم الى دعمه ضد الارهاب ومساندته في اعادة الاعمار والغاء ديونهم عليه وارسال سفرائهم اليه وزيارة بغداد ودعم مسيرته السياسية .

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى القاء كلمة بلاده امام القمة اليوم ان العراق ناشد جميع اشقائه العرب الجيران الاقربين قبل غيرهم بأن استهدافه بعد انهيار الدكتاتورية والتساهل ازاء تسيب حدوده دون مبادرة أخوية ولو من جانب واحد لحمايتها في ظل غياب قواته المسلحة الذاتية انما هو جزء من مخطط يرمي الى الانفراد به بالتتابع او الترابط احياناً واضاف ان أكبر دعم للارهابيين المُصدَرين والمُتسللين والمنسلتين من رحم النظام السابق لا ينحصر في تقديم الدعم المادي واللوجستي لهم فحسب، بل في خلق البيئة السياسية والاعلامية الحاضنة لهم.. المروجة والداعمة لادعاءاتهم الباطلة من قبيل "المقاومة" أو التصدي للاحتلال وغير ذلك من التخرصات التي تعزف على اوتارها وسائل اعلام بعض الدول الشقيقة ومراكز القرار فيها .

واضاف ان العراق وهو يتقدم في العملية السياسية وفي بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية ومؤسسات الدولة ويرسي أسس دولة العدالة والقانون وحقوق الانسان ويستعيد العافية الاقتصادية انما يكرس بالاعتماد علـى ذلك كلـه الارادة الحـرة للعـراقيين والتمكن من استكمال السيادة عبر خطوات مدروسة تنسجم وتترافق مع تأهيل قواته المسلحة ورفع مستوى استعدادها وبأسها مما يمكنه من تقليص أمد بقاء القوات المتعددة الجنسية على اراضيه بدءاً بجدولة وجودها وتحديد عددها وعدتها ومساحة حركتها وعملياتها.

وشدد على انه من حق العراق على اشقائه وهو يخاطبهم من منطلق الابتلاء بالنتائج المدمرة لعقود من التسلط والدكتاتورية ان ينتظر منهم دعم مسيرته السياسية وتقديم كل عون قادر على قطع دابر الارهابيين وتجفيف مصادر نشاطهم .. ومن حقه عليهم ايضاً المبادرة لتخفيف الاعباء الثقيلة على شعبه باطفاء الديون التي راكمها النظام السابق عليه بنهجه الدموي وحروبه الداخلية والخارجية . وناشد القادة العرب الى اتخاذ خطوة ايجابية على الطريق الصحيح ازاء العراق الجديد الديمقراطي المسالم وذلك بالارتقاء بتمثيلهم الدبلوماسي الى مستوى السفراء وان لا يبخلوا على العراقيين بزيارة بغداد . وقال " لسنا معاتبين .. لكننا نتمنى ان يرى العراقيون اشقاءهم بين ظهرانيهم اذ ليس من الحكمة ان يبدو هـذا الغياب كما لـو انه جفوة او ما يشبـه التشـفي واكتفاء البعض بالتشكي من نفوذ أجنبي يتعزز بالاستثمارات والتملك .. وفي ما يلي نص كلمة العراق في مؤتمر القمة :

بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والفخامة و السمو والمعالي المحترمين
السلام عليكم..
لم نتردد في قبول الدعوة الكريمة للمشاركة فـي هذه القمـة العربية، التي تنعقد عليها آمال شعوبنا للمساهمة في تفكيك الأزمات التي يراد لها ان تعصف ببلداننا وتحول دون نهوضها، ومجابهتها للتحديات الخطيرة التي تستهدفها في الصميم.
لم نكن نتردد في المشاركة، رغم الظروف الصعبة التي يجتازها العراق، والآلام والتضحيات التي يتجرعها أبناؤه البررة، وهم ينزفون يومياً، وعلـى مدار الساعة دماءً زكية، وأرواحاً طاهرة، وخراباً للمتلكات، ودمـاراً وتبديداً للثروات، على أيدي زمر من القتلة والارهابيين، صداميين وتكفيريين، وحثالات من المجرمين ممن خلفتهم الدكتاتورية والاستبداد ولولا الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادنا وقيامنا بإستضافة إجتماعات قادة الكتل البرلمانية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. فمعذرة لغيابنا.
ونحن اذ نشارككم المسعى النبيل، ونتعاهد معكم على انجاح هذه القمة في الاستجابة لآمال شعبنا، نحمل لكم تطلعاته، بكل مكوناته السياسية وأديانه وطوائفه ومشاربه الفكرية، عرباً وكرداً وتركماناً وكلدوآشوريين، مسلمين ومسيحيين، شيعة وسنة، للعمل معنا لالحاق الهزيمة بأعدائنا المشـتركين، بغض النظر عـن لبوسهم الدينية الزائفـة، وادعاءاتهم السياسية المنافقة، التي تسعى بوسائل الارهاب وتعميم الخراب، الحيلولة دون اخراج بلداننا من دائرة التخلف والضعف والتشتت والهوان.
ان اثارة قضيتنا في هذا اللقاء القيادي العربي المسؤول لا يعبر عن هم ذاتي معزول، اذ لو كان الامر كذلك، لكان شعبنا كفيلاً بالتصدي لهذا الهم لوحده، بل لأن الهمً الذي يظللنا بأجوائه المريرة، انما هو تهديد مشترك، يكاد بما يشكله من خطر محدق نتعرض له..، ان يعم كل البلدان العربية الشقيقة.
فالارهاب آفة ووباء، لا يعترف بحدود، او يخضع لاي اعتبار، سوى ما تنطوي عليه اجندته الظلامية ونزوعه الجهنمي الى اشاعة الرعب والدمار والتخلف والتفرقة اينما تواجد، والعمل على تمزيق الوشائج الوطنية التي تشد مكونات شعوبنا ومجتمعاتنا.
لقد ناشدنا كل اشقائنا، الجيران الاقربين قبل غيرهم، بأن استهدافنا بعد انهيار الدكتاتورية، والتساهل ازاء تسيب حدودنا دون مبادرة أخوية ولو من جانب واحد لحمايتها في ظل غياب قواتنا المسلحة الذاتية، انما هو جزء من مخطط يرمي الى الانفراد بنا بالتتابع او الترابط احياناً، وان أكبر دعم للارهابيين، المُصدَرين والمُتسللين، والمنسلتين من رحم النظام السابق، لا ينحصر في تقديم الدعم المادي واللوجستي لهم فحسب، بل في خلق البيئة السياسية والاعلامية الحاضنة لهم...، المروجة والداعمة لادعاءاتهم الباطلة، من قبيل "المقاومة" أو التصدي للاحتلال، وغير ذلك من التخرصات التي تعزف على اوتارها وسائل اعلام بعض الدول الشقيقة، ومراكز القرار فيها، مع اننا نعرف حق المعرفة، كما يعرف غيرنا، ان كل ما يقال فـي هذا السيـاق انما هـي كلمات حـق يراد بهـا باطل، وهـذا الباطـل المفضـوح يعمل بكل وسـائل التخريب والتدمير واشاعـة الفـوضى الأمنـيـة، علـى تعـطيل استكمـال جهوزيتنا، السـياسيـة، والعسكرية، والامنية، لتأمين مستلزمات تجسيد ارادة شعبنا وتحريرها من كل أسر، واستعادة استقلال وطننا واستكمال سيادتنا الكاملة غير المنقوصة على كامل ترابنا الوطني.
وأود ان أشير في هذا السياق الى ان مشاركتنا في هذه القمة المباركة ، يأتي تأكيداً على حرص العراق الجديد، العضو المؤسس للجامعة العربية، والفاعل فيها، على الالتزام بالعمل الايجابي الجاد، وفي مختلف الصعد والميادين، خلافاً لنهج النظام الدكتاتوري "المتخالف" السابق، للارتقاء بنشاطنا المشترك الى مستوى التحديات السياسية والاقتصادية والحضارية، التي تواجه شعوبنا واوطاننا، وتحقيق نقلة انعطافية نحو انجازات ملموسة في هذا المسار، يستجيب لاماني وتطلعات شعوبنا في تأمين أجواء ديمقراطية تيسر لها حرية الرأي والتعبير والمشاركة في صنع القرار الوطني، وهو ما يضعها في الصدارة من مواقع التفاعل والفعل الايجابي لصالح التطور والتقدم....، لردع قوى الظلام والارهاب والتخلف.
ومن منطلق الاخوة والمشاركة، يهمنا ان نضعكم في صورة مجريات اوضاعنا وما استطعنا تحقيقه رغم كل الصعاب والتحديات، سواء في الميدان السياسي، او في بناء مؤسسات الدولة وأجهزتها الامنية والعسكرية واعادة اعمار البلاد.
ان أهم انجاز سياسي حققناه تمثل في عمليتين انتخابيتين واستفتاء عام، جرت بنجاح تام، في سنة واحدة، شاركت فيها جموع شعبنا، بحماسة منقطعة النظير، غير هيابة من خطر الموت، متحدية مفخخات الارهابيين وانتحارييهم الملاعين. اذ تـم انجاز انتخابات الجمعيـة الوطنيـة في 30 كانون الثاني 2005، والاستفتـاء علـى الدستور الدائم فـي 15 اكتوبر، وانتخابات مجلس النواب الدائم في 15 كانون الاول من نفس العام. ونحن نوشك على تشكيل حكومـة الوحدة الوطنية فـي هذه الايـام، بعون الله تعالى.
اننا اذ نتقدم في العملية السياسية، وفي بناء القوات المسلحة العراقية، والاجهزة الامنية، ومؤسسات الدولة...، ونرسي أسس دولة العدالة والقانون وحقوق الانسان، ونستعيد العافية الاقتصادية فـي البـلاد، انما نكرس بالاعتماد علـى ذلك كلـه، الارادة الحـرة للعـراقيين، ونمكًن البلاد من استكمال السيادة، عبر خطوات مدروسة تنسجم وتترافق مع تأهيل قواتنا المسلحة ورفع مستوى استعدادها وبأسها، وتأمين عُددها، مما يمكننا من تقليص أمد بقاء القوات المتعددة الجنسية على اراضينا بدءاً بجدولة وجودها، وتحديد عددها وعدتها ومساحة حركتها وعملياتها.
ان التضحيات التي نبذلها في مواجهة الارهاب، انما هي مساهمة منا في تخليص الانسانية من شرورها، وعواقب جرائمها على الشعوب والامم الاخرى، وبشكل خاص البلدان والشعوب العربية ودول الجوار التي عانت بعضها رذاذاً عابراً من كبائره وما اقترفه من جرائم. ربما لانها لم تعي في وقت مبكر ان ما نتعرض له قد لا يبقى بعيداً عنهم، محصوراً داخل حدودنا.
ان احدى المآثر الوطنية المجيدة لشعبنا في الاونة الاخيرة، تمثلت في تصديه، اعتماداً على وعي ابنائه الغيارى وتماسكهم ووحدتهم الوطنية، لجريمة تفجير حرم الامامين العسكريين عليهما السلام، وافشال الفتنة الطائفية التي كان يراد منها، جر البلاد الى اتون حرب اهلية تمتد نيرانها الى ما وراء الحدود، وفي شتى الاتجاهات. وقد تحققت هذه المأثرة بمشاركة الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية عبر اجتماعات تشاورية تعبوية، ترافقت مع دعوات خطباء الجمعة من زعماء الشيعة والسنة، ومع النشاط المسؤول لوسائل الاعلام، وتكللت بالجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة والاجهزة العسكرية والامنية في تطويق بوادر الازمة واطفاء نيران الفتنة،... بفضح دوافع المخربين وعزلهم واجهاض مسعاهم التدميري الخبيث.
ان كل المعنيين بالشأن العام في البلاد يعملون جاهدين، لرفع درجة الحيطة والحذر من اي تحرك فتنوي، وبذل كل مسعى لتعزيز عرى الاخوة والتشارك الوطني بين الملل والطوائف والمكونات التي تشكل معاً النسيج المتين لمجتمعنا العراقي.

أيها الاخوة الاشقاء....
الملوك والرؤساء والقادة البارزون للبلدان العربية.
لقد وقفنا دائماً الى جانب الكفاح العادل للشعوب العربية في مجابهة الاخطار والتحديات التي تعرضت لها، وفي معارك البناء والتطور وتحرير الاراضي والارادات. وكنا السبًاقين في الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني لاقامـة دولتـه الوطنيـة المستقلـة، والاعتراف بوحدانيـة تمثيل منظمـة التحرير الفلسطينيـة له، ولانزال نقف في ذات الموقع من هذه القضايا القومية العادلة.
ان تحصين الدول العربية، وتعزيز مواقعها في مواجهة التحديات التي تتعرض لها، يتحقق عبر اوسع مشاركة ديمقراطية شعبية في كل ما يتعلق بمصائر الجماهير الشعبية بكل الوان الطيف الوطني في كل بلد عربي، وتجسيد ارادتها وتمكينها من الاسهام الفعال في وضع بلادها على طريق التقدم والتطور وتكريس اسس دولة القانون والعدالة وحقوق الانسان.
وليس ثمـة شك فـي ان اي مسعى لدرء مخاطر التدخل الخـارجي، يتطلب المبادرة باطلاق عملية اصلاح سياسي ديمقراطي جذري لانجاز وارساء النظام الديمقراطي ودولة القانون والحريات،.. والانصات لنبض الشعب والاستجابة له.
ان من حقنا على اشقائنا،... ونحن نخاطبهم باسم شعبنا المبتلى بالنتائج المدمرة لعقود من التسلط والدكتاتورية، ان ننتظر منهم دعم مسيرتنا السياسية، وتقديم كل عون قادر على قطع دابر الارهابيين وتجفيف مصادر نشاطهم. ومن حقنا عليهم ايضاً المبادرة لتخفيف الاعباء الثقيلة على شعبنا، باطفاء الديون التي راكمها النظام المقبور على بلادنا بنهجه الدموي وحروبه الداخلية والخارجية، كما ان من حقنا عليكم يا اصحاب الجلالة والفخامة ان نتطلع الى خطوة ايجابية منكم على الطريق الصحيح ازاء العراق الجديد الديمقراطي، المسالم،...الذي سينهض معافىً شامخاً من جديد، وذلك بالارتقاء بتمثيلكم الدبلوماسي الى مستوى السفراء،.. ويتمنى عليكم ان لا تبخلوا علينا بزيارة بغداد،...عاصمتكم العريقة بالحضارة العربية والاسلامية.
لسنا معاتبين، مع ان العتاب "صابون القلوب" كما نقـول في العراق، لكننا نتمنى ان يرى العراقيون اشقاءهم بين ظهرانيهم، اذ ليس من الحكمة ان يبدو هـذا الغياب كما لـو انه جفوة او ما يشبـه التشـفي، واكتفاء البعض بالتشكي من نفوذ أجنبي يتعزز بالاستثمارات والتملك!
ان العراق الجديد الذي ينهض من تحت رماد الاستبداد، يساهم متحدياً كل الصعاب في صياغة حالة من التآخي والتعددية السياسية والتطور الديمقراطي، مما يشكل نموذجاً لعراق يضع حداً للسياسات العدوانية، وحروب الغدر، والشعارات المفرغة من اي معنى، غير الصلف والغرور والاستعلاء... وكلمـا حققنا خطوة علـى هـذا الطريق الصحيح، ازددنا قرباً منكم ايها الاشقاء،...وأصبحنا أكثر قدرة على ان نكون سنداً وعوناً اميناً لكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف