إسرائيل ما بعد الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله: أنهت إسرائيل أعقد تجربة انتخابية مرت بها. وذلك بسبب المولود الجديد (حزب كديما) الذي تمكن من الفوز بهذه الانتخابات إلا أن فوزه المتواضع وعدم قدرته على تشكيل حكومة بمفرده ترك الحزب أمام العديد من السيناريوهات التي سيلجأ لها لتشكيل الحكومة. وجميع الاحتمالات تحتم عليه التحالف إما مع اليسار أو اليمين المتطرف لكنه على الأغلب لن ينجح في تشكيل حكومة وحدة تضم اليمين واليسار معا وذلك بسبب العداء الكبير بين هذين التيارين.
فرئيس حزب العمل اليساري عمير بيرتس يرفض أن يكون في حكومة تضم أفغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا المتطرف وهذا ما يجعل الخيارات أمام أيهود أولمرت محدودة. وكشف مصادر إسرائيل عن كافة الاحتمالات الموجودة امام أولمرت ومنها تشكيل ائتلاف واسع يضم كديما والعمل وحزب شاس ويهود هتوراة وميرتس ليصبح مجموع مقاعد هذه الأحزاب نحو 80 مقعدا تمكن أولمرت من إيجاد ائتلاف حكومي واسع لا يمكن لأي حزب آخر في الكنيست إسقاطه إلا مثل هذا الائتلاف صعب التشكيل والإدارة بسبب وجود الميمين مثل شاس ويهود هتوراة واليسار مثل العمل وميرتس. اما الاحتمال الثاني فقد كشفت عنه صحيفة معاريف ويتمثل في ائتلاف يساري يجمع العمل وكديما والمتقاعدين وميرتس وتعتبر مثل هذه الحكومة منسجمة نسبيا وتمنح إسنادا كاملا لكل خطوة سياسية واسعة النطاق في الضفة الغربية إلا أن المشكلة هي أنه ائتلاف بدون متدينين، وذو ميل يساري ومتعلق بكل واحد من عناصره ويبقى احتمال تطبيقه متوسطا.
والاحتمال الآخر الذي ذكرته الصحيفة هو حكومة تضم كديما والعمل والمتطرفين وهم اسرائيل بيتنا و شاس و يهدوت هتوراه. وتتميز مثل هذه الحكومة بأنها ائتلاف كبير، ولكنه لا يتشكل من عدد كبير من الاحزاب، وكديما لا يحتاج الى تلبية مطالب المتقاعدين في مجال التقاعد، العلائم الدينية واليمينية - الوسطية الهامة لاولمرت قبل خطة التجميع كما أن إسرائيل بيتنا وشاس يمكنهما أن يخلقا جبهة ضد خطة أولمرت.
وبالتالي فأن الاحتمال الآخر هو تشكيل حكومة تضم كديما واسرائيل بيتنا وشاس و المتقاعدين و يهدوت هتوراه وبذلك فأن كديما لا يحتاج الى الخضوع لمطالب العمل الاجتماعية الواسعة، ويمكنه ان يبقي في حوزته كل الحقائب الكبرى. لكنه يبقى ائتلافا إشكاليا جدا في السياق السياسي. وبذلك يكون الاحتمال الذي يليه هو حكومة تضم كديما واسرائيل بيتنا والليكود وشاس ويهدوت هتوراه.
وفي هذه الحكومة كديما لا يحتاج الى تلبية مطالب العمل والمتقاعدين الاقتصادية. لكن الحكومة لن تكون قادرة على تطبيق خطة الانطواء، مثل هذا الائتلاف لا يمكنه أن يقوم إلا إذا أطاح الليكود بنتنياهو.