دخول المرأة سوق العمل يقضي على البطالة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تكريم أبرز 50 سيدة أعمال في العالم العربي
دخول المرأة سوق العمل يقضي على البطالة
بلقيس دارغوث من ابو ظبي: تأكيدا على دور المرأة النافذ والفعال في شتى ميادين الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، شاركت نخبة من سيدات الأعمال الخليجيات في جلسة حوار عقدت في دبي برعاية مجلة "فوربس العربية" في اعقاب نشرها قائمة بـ "أبرز 50 سيدة أعمال في العالم العربي".وعن القائمة قال رئيس تحرير مجلة فوربز العربية سليمان الهتلان في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" إن الهدف هو تسليط الضوء على 50 تجربة في العالم العربي في ظل التحديات والظروف الاجتماعية التي قد تشكل عائقا لتطور المرأة في عالم الاقتصاد والمال وتاليا إبطاء عجلة النمو والتنمية البشرية والاقتصادية في الدول العربية. ولفت إلى أن أكثر نسبة من اللواتي تم اختيارهن ضمن القائمة التي أعدت بناء على مجهود وحصيلة العام الماضي هن من السعودية والإمارات ومصر، وأشار إلى أن آلية الاختيار اعتمدت على عدة عوامل منها النشاط الإقتصادي الحضور والإبداع والإنتاج.
وعن الفرق بين سيدة الأعمال العربية والأجنبية قال الهتلان "إن سيدة الأعمال العربية تمتلك إحساسا اكبر بالتحدي وحاجة لإثبات نفسها أمام نفسها والمجتمع وتاليا الحكومات لتجد موقعا ضمن المنظومة الإقتصادية وتساهم بشكل فاعل بالعجلة الإقتصادية والتنموية، أما المرأة الأجنبية فواجهت تحديات أقل ولم تقيدها تقاليد اجتماعية او دينية او حتى قانونية كالذي تتعرض له سيدة الأعمال العربية، وبالتالي فإن نجاحها أكثر وقعا وإنجازا".
بدورهن اجمعت السيدات المشاركات على ضرورة التعامل مع المرأة في القطاعين الحكومي والخاص على أساس مؤهلاتها وخبراتها وليس من وجهة نظر الرجل الشرقي إلى المرأة، وركزن على أهمية إفساح المجال أمام المرأة العربية للمشاركة في عملية تطوير اقتصاد المنطقة عبر منح النساء فرصاً متكافئة في سوق العمل، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام النساء للمشاركة في الأنشطة الاقتصادية بما يدفع عجلة التطور الاقتصادي في العالم العربي بشكل عام.
وكانت "فوربس العربية" قد نظمت هذه الأمسية الحوارية في أعقاب نشرها قائمة بأسماء "أبرز 50 سيدة أعمال في العالم العربي" في عددها الصادر يوم السبت 25 مارس 2006. وقد شهد الحفل مجموعة كلمات ألقتها أربع سيدات أعمال ورد ذكرهن في القائمة، إضافة إلى الكلمة التي ألقتها سهير العلي، وزير التخطيط والتعاون الدولي في الأردن، كما تخللت الأمسية نقاشات وحوارات مفتوحة بين المتحدثين وجمهور الحضور.
وقالت الوزيرة العلي: "على الرغم من أن المرأة تشكل 50% من عدد سكان العالم العربي، إلا أن مشاركتها في مختلف القطاعات الاقتصادية لا تزال دون المستوى المطلوب".
وأشارت الوزيرة إلى أن القوانين التي تضعها الحكومات في هذا الإطار غير كافية، خاصة وأن نظرة المجتمع إلى المرأة العاملة لا تزال تقليدية وغير منصفة، كما أكدت على ضرورة إمساك القطاع الخاص بزمام المبادرة والتغلب على العوائق التي تقف في طريق المرأة لدخول مجالات عمل غالباً ما يحتكرها الرجال. وأكدت ان انخراط المرأة في سوق العمل سيسهم في الحد من تنامي ظاهرة البطالة في دول الخليج التي تشهد ارتفاعاً ملحوظة في نسبة الشباب بين سكانها".
كما عرضت الوزيرة خطة عمل في هذا الإطار تتألف من 6 محاور رئيسة، هي تأمين مصادر التمويل وفرص التدريب، ونقل المعارف والخبرات والسلطة من سيدة إلى أخرى، وإعطاء حصص معينة للمرأة في المناصب الإدارية، وإيجاد آلية توظيف تضمن فرص عمل متساوية اعتماداً على المؤهلات والخبرات، وأخيراً نشر الوعي والتعريف بأهمية الثقافة والتعليم في المجتمع.
من جهتها، أشارت الدكتورة نهاد الطاهر، الرئيسة التنفيذية لبنك الخليج الأول للاستثمار في البحرين والمصنفة خامسة على قائمة فوربس العربية، إلى أن إقصاء المرأة عن أسواق العمل أدى إلى نتائج سلبية في المجتمعات الخليجية، منها الاعتماد الكبير على قوى العمل الوافدة والخلل في توزع الثروات ورؤوس الأموال.
وقالت الطاهر: "من الممكن للمرأة أن تسهم في تسريع عملية النمو الاقتصادي في دول الخليج إلى حد كبير. وعلى سبيل المثال، فإن استبدال 25% من القوى العاملة الوافدة غير المتعلمة بنساء خليجيات متعلمات سيسهم في تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 50% سنوياً في الدول الخليجية، فضلاً عن خفض التحويلات المالية الخارجية للوافدين".
وأضافت الطاهر: "نحن في الدول الخليجية نفتقر إلى وجود الطبقة الوسطى في مجتمعاتنا، إذ تنقسم هذه المجتمعات إلى طبقتين فقط، الأولى فاحشة الثراء والثانية طبقة فقيرة معدمة. ولذلك، يجب علينا التركيز على أهمية الإنتاج وليس التفرقة والتمييز لأن دخول المرأة إلى سوق العمل لا يعني إقصاء الرجال عن الوظائف، وخصوصاً إذا كان الرجل ناجحاً في مجال عمله".
من جهتها، أشارت ابتهاج الأحمداني؛ رئيسة مجموعة الأحمداني والمصنفة في المرتبة 11 ضمن قائمة فوربس العربية؛ إلى أن الكوادر البشرية في المنطقة بدأت تحتل مكانةً تفوق النفط والغاز كأهم ثروة في المنطقة. وقالت في هذا الصدد: "تعتبر الجهود التي تبذلها حكومات المنطقة على صعيد تطوير البنى التحتية عديمة الجدوى ما لم يتم تفعيل دور المرأة أيضاً".
ولفتت سلوى الشيباني، مؤسسة مجلس سيدات أعمال أبوظبي والمصنفة في المرتبة 47 ضمن القائمة، إلى أن المرأة العربية لعبت دوراً أساسياً عبر التاريخ في دعم الأسرة والمجتمع على حد سواء. وقالت: "لقد أثبتت المرأة العربية جدارتها منذ أيام الملكة بلقيس وصولاً إلى حقبة صيد اللؤلؤ، حين كانت جداتنا وأمهاتنا يسهمن بتدبير الموارد المالية للأسرة أثناء غياب أزواجهن. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام، نجد أن النسوة يمثلن ما نسبته 70% من أعداد الخريجين الجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يشير بوضوح إلى القدرات التي تمثلها المرأة في مجتمعنا. وكل ما تحتاجه المرأة اليوم هو فسح المجال أمامها لتقوم بدورها الطبيعي على صعيد الأسرة والمجتمع والوطن".
وتناولت إلهام حسن، المصنفة في المرتبة 14 ضمن القائمة والأولى في البحرين، خلال كلمتها الكلفة الباهظة التي يتكبدها المجتمع والاقتصاد نتيجة إقصاء المرأة عن المشاركة في الأنشطة الاقتصادية والسياسية. وقالت: "لطالما احترم الدين الإسلامي المرأة وكرّمها. وفي الوقت الذي أخذ فيه الرجال مكانتهم الملائمة خلال القرن الماضي، بينما بقيت المرأة العربية تلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد غير الرسمي، فقد آن الأوان لتأخذ المرأة الدور الذي تستحق في دفع عجلة الاقتصاد".