تباين دولي حول الرد على رفض إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: لا الاعلان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن ولا بيان وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس مع نظيرهم الالماني ولا جلسة المناقشات الطويلة بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس استطاعوا اخفاء التباين في المقاربة بين اركان المجتمع الدولي في اعتماد الاجراءات العملانية للرد على رفض ايران الاستجابة للمطالب التي يجمع عليها اركان المجتمع الدولي والمتعلقة بوقف بتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم .
تباين في المقاربة لم يستطع ايضا تجاهله الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان ـ باتيست ماتيي الذي اعترف في لقائه الاسبوعي مع الصحافيين امس بوجود تفاوت في سبل التعاون مع هذه المسألة وصل الى حد تأخر اصدار البيان الرئاسي عن مجلس الامن اياما عدة قبل التوصل الى صيغة مقبولة من الجميع . ومع ذلك فان النقاش الذي دام اياما داخل مجلس الامن لازالة هذا التباين انتقل الى اجتماعات وزراء خارجية الدول الست في برلين واجتماعات شيراك ـ رايس في باريس باعتراف ماتيي ايضا الذي قال ان التصريحات التي صدرت بعد تلك الاجتماعات تضمنت وجهات نظر غير متطابقة من هذا الامر ولكن ما يتمناه الجميع الان هو عدم تأثير هذا الواقع على قدرة اركان المجتمع الدولي اظهار وحدتهم لكي يتمكنوا من ايصال رسالة واضحة الى ايران .رسالة تمنى الرئيس الاميركي جورج بوش ان تصغي اليها طهران بانتباه شديد . ولكن طهران فهمت جيدا الرسالة على طريقتها وربما فسرتها بان مجال اللعب على التناقضات لا يزال ممكنا امامها في ظل غياب اي تفاهم بين دول الغرب والصين وروسيا على اساليب الرد في حال مخالفتها لمطالبهم . وهذا ما استدعى كلاما تهديديا من كوندوليزا رايس التي لم تستبعد لجوء بوش الى كل الخيارات مع التذكير بان الخيار العسكري ضد ايران غير مطروح حاليا .
وهنا ايضا تكمن احد الفوارق الاساسية في المقاربية الاميركية ـ الفرنسية حيث تنأى باريس بنفسها عن استخدام اي تعابير مباشرة عن التلويح بالعمل العسكري وتشدد دائما على القول ان كل الاجراءات الاخيرة بما فيها نقل الملف الى مجلس الامن لا تعني اغلاق باب الحوار مع طهران. واذا كان الناطق الفرنسي تحاشى الرد على تساؤلات بشأن وجود خلافات اوروبية ـ اميركية حول طبيعة الحوار مع ايران فان باريس تركت الحسم في اخذ القرار النهائي لمجلس الامن استنادا الى ما سيتضمنه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وحتى الساعة تكتفي فرنسا بالاصرار على ايران باتخاذ اجراءات عملية تعيد الثقة بينها وبين المجتمع الدولي والناطق باسم الخارجية الفرنسية لم يكن في تصريحاته بعيدا عن هذه الروحية اذ قال بوجود عدد من الافكار المتداولة حاليا بشأن اتخاذ "اجراءات ايجابية" تشجع ايران على
السير قدما باتجاه مطالب المجتمع الدولي مع التذكير بـ "خطوات سلبية "في حال عدم التجاوب . ولكن عن اي خطوات سلبية تحدث ماتيي؟
حتى الان لا يزال الكلام في العموميات . فعلى ايران ان تختار بين التجاوب كليا وبين عزل نفسها اكثر فاكثر عن باقي اركان المجتمع الدولي مع ما يجره ذلك عليها من احتمالات صدرو قرارات جديدة ضدها عن مجلس الامن .
طبيعة هذه القرارات ايضا تبقى في اطار العموميات . والناطق الفرنسي كان حذرا في الحديث عنها اذ اكتفى بتكرار تصريحات بعض وزراء الخارجية الذين شاركوا في اجتماعات برلين فقال ان الوزير الروسي سيرغي لافروف اوضح ان هذا الامر لم يناقش وكذلك فعلت نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس التي اجابت على سؤال عن العقوبات المحتملة ضد قياديين محددين في النظام الايراني.
يبقى ان ما هو متفق عليه بين مجموعة الست يقتصر على التمسك بوحدة الصف وعلى الاعتراف بحق ايران ببرنامج نووي سلمي مع ضمانات .