حماس في مواجهة الاقتتال الداخلي والعزلة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غزة: ما ان تسلمت حكومة اسماعيل هنية مهامها الخميس حتى وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع ملفين ساخنين هما الفوضى الأمنية في المناطق الفلسطينية التي ظهرت واضحة في الاشتباكات الداخلية التي أودت بحياة ثلاثة أشخاص الجمعة، والعزلة الدولية التي تمثلت باعلان العديد من الدول الغربية قرارها بمقاطعة الحكومة. واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني محمد ياغي من رام الله أن "حماس لن تنزع سلاح المقاومة" وقد تتوصل على الارجح "الى الاستمرار في التهدئة من اجل الضغط على اسرائيل اذا صح القول" مضيفا "ان التمييز بين سلاح المقاومة وسلاح الفوضى من الامور المعقدة والصعبة، اقرأ أيضا:هنية يدعو الفصائل إلى ضبط النفس
مبارك يدعو الفلسطينيين الى ضبط النفس
وكان هنية دعا مساء امس الجمعة فور وقوع الاشتباكات الداخلية التي اوقعت ثلاثة قتلى في غزة الى "عدم القاء التهم جزافا وانهاء حالة التوتر بابعاد المسلحين المدنيين من الشوارع وباستمرار متابعة هذا الموضوع لان هذا شيء خطير ولن نسمح بتكراره".
وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت الجمعة بين عناصر من لجان المقاومة الشعبية ومسلحين فلسطينيين اثر اغتيال القائد العام للجان المقاومة الشعبية ابو يوسف القوقا (42 سنة) في تفجير سيارة. واسفرت المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى و36 جريحا معظمهم من المدنيين. ونفت اسرائيل الجمعة اي تورط لها في هذه العملية.
يشار الى ان قطاع غزة غالبا ما يشهد فلتانا امنيا وفوضى سلاح اتسمت الشهر الماضي بشكل خاص باحتجاز عدة اجانب بينهم صحافيون ومهاجمة مقرات دولية لا سيما خلال ازمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد(ص). واقر هنية بان "الثقافة السائدة في الشارع الفلسطيني خلال السنوات الماضية ثقافة تحتاج الى وقت حتى نجدد حفظ النظام والانضباط والقانون وعدم الاحتكام الى السلاح تحت اي ظرف من الظروف وان يكون القانون دائما هو سيد الموقف".
وتحركت عدة اطراف لاحتواء الازمة وعقد عدد من اعضاء الحكومة منذ مساء الجمعة اجتماعات استمرت حتى ساعة متاخرة من الليل، واتصل الرئيس محمود عباس بهنية من مدينة الكاب في جنوب افريقيا حيث يقوم بزيارة رسمية ودعاه الى "تطويق ذيول الحادث" ودان جريمة الاغتيال بحق ابو يوسف القوقا" داعيا الى "ضبط النفس وانسحاب المسلحين من الشوارع". بالنسبة الى مسالة العزلة الدولية التي بدأت تفرض على حركة حماس، اعتبر ياغي ان "فرص حماس في مواجهة الضغوط الخارجية معدومة تماما، ولن تتمكن من التجاوب مع ما يطالبها به المجتمع الدولي اي التخلي عن المقاومة المسلحة والالتزام باتفاقيات السلام".
واضاف ياغي ان حماس "لا تستطيع استيفاء كل ما يطلب منها دوليا لان برنامجها الحالي لا يسمح لها ان تخطو خطوة في هذا الاتجاه، وبالتالي ستظل دوليا محاصرة لا سيما من خلال ممارستها هذه اللغة الغامضة والتي تسميها الغموض البناء". وقال المحلل اسعد غانم من مركز الدراسات الاسرائيلية في رام الله في السياق نفسه ان "حماس التي تحاول ان تناسب بين تصورين، المقاومة ومحاولة التفاوض مع اسرائيل بشكل غير مباشر من خلال الرئاسة، تعطي رسالة داخلية وخارجية غير واضحة وهذه الحالة السياسية تجعل الوضع الفلسطيني غير مفهوم بشكل كاف داخليا وخارجيا".
وكان هنية تولى مهامه الخميس بعد ان نال ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني الثلاثاء في نفس اليوم الذي جرت فيه الانتخابات التشريعية الاسرائيلية التي فاز بها حزب كاديما بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود باراك الداعي الى فرض حدود اسرائيل بشكل احادي الجانب.
وقد باشرت عدة دول غربية على راسها الولايات المتحدة منذ الثلاثاء باعلان مقاطعة حكومة حماس طالما لم تستجب للشروط الثلاثة وهي الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات المبرمة مع السلطة الفلسطينية والتخلي عن العنف. ودعا هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مرارا المجتمع الدولي واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) الى الحوار لكن دعوتاهما قوبلتا بالرفض. وبالتزامن مع الفوضى الامنية في الداخل والعزلة الدبلوماسية من الخارج كثفت اسرائيل قصفها المدفعي البري والبحري على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وفق مصدر امني وشهود عيان.