خطة جديدة للبيت الأبيض.. ترك بوش على طبيعته

كروفورد : بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش في الاونة الاخيرة يخصص وقتا لشرح افكاره ويفتح صدره للجمهور بأساليب جديدة ويخطب ود الكونغرس لمحاولة إعادة الروح الى رئاسته التي تراجع التأييد لها وتقلص نفوذها.ومع تراجع نسبة التأييد لأسلوب آداء بوش لعمله الى اقل من 40 في المئة ما زال امام الرئيس الذي توجه الى مزرعته في كروفورد لقضاء عطلة نهاية الاسبوع في هدوء طريق طويل. ويقر معاونوه بأن إعادة بناء صورته سيستغرق وقتا وان الكثير يتوقف على ما ستسفر عنه الحرب في العراق.

واصبح العاملون في البيت الابيض الذين ظلوا طويلا يقصرون ظهور الرئيس على القاء الكلمات او التقاط الصور التذكارية ويحدون كثيرا من اتصاله بالمواطنين العاديين يميلون الى ترك بوش على طبيعته.واصبحت احاديث بوش تستمر وقتا اطول. فقد استغرق مؤتمره الصحفي في 21 مارس اذار قرابة الساعة واستمر حديثه في منظمة فريدم هاوس المدافعة عن الحريات والذي اجاب خلاله على اسئلة الحاضرين في واشنطن يوم الاربعاء ساعة ونصف الساعة.

بل وأجاب بوش في الاونة الاخيرة على اسئلة عدد من المتقاعدين في دار للمسنين. وكانت بينها اسئلة صعبة. وهناك خطط لعقد مزيد من تلك اللقاءات.وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "الرئيس يستمتع بجلسات السؤال والاجابة المفتوحة. كلما وضعناه في مواقف يمكن ان يتاح للناس فيها فهم افضل لتفكيره و آرائه كلما كان ذلك افضل."ويقر بوش بارتكاب اخطاء في العراق لكنه لا يبدي اي تحول عن استراتيجيته هناك مما يثير الامتعاض بين منتقديه.

ولم يؤثر اسلوب بوش الجديد في الديمقراطيين. وقال السناتور هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ "يستطيع الرئيس ان يلقي ما يشاء من الخطب لكن شيئا لن يغير حقيقة ان سياسته في العراق خاطئة."ويصر بوش الذي يدرك ان الزعماء العراقيين والعسكريين الاميركيين يرصدون اي تغير في موقفه على ان سياسته في العراق هي الطريق الصحيح لمحاولة تحقيق ديمقراطية مستمرة في البلاد.

وقال في كلمته في فريدم هاوس "اعتقد انه بعد 30 عاما من الان سينظر الناس الى الوراء الى هذه الفترة ويقولون شكرا للرب ان جيلا من الاميركيين هب وقال انه يؤمن بالديمقراطية."ويبحث الرئيس القادم لهيئة العاملين في البيت الابيض جوش بولتن تغيير بعض الوجوه لاعادة الحيوية الى البيت الابيض خلال فترة العامين وتسعة اشهر الباقية في ولاية بوش الذي يؤكد انه سيواصل فيها السعي لتحقيق اهدافه بنفس روح النضال.وكثيرا ما القى اعضاء جمهوريون في الكونغرس باللوم على العاملين في البيت الابيض لعدم الاستماع لنصائحهم. كما يتزايد استعدادهم للتمرد على بوش بعد ان اصبح مستقبلهم السياسي في مهب الريح مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني.

ولهذا يتزايد التركيز في البيت الابيض على خطب ود الكونغرس خاصة في اعقاب كارثة انهيار صفقة موانيء دبي الشهر الماضي عندما تمرد زملاء الرئيس الجمهوريون عليه.ودعي اعضاء في الكونغرس في الاسابيع القليلة الماضية الى البيت الابيض لحضور مناقشات تتعلق بإصلاح قوانين الهجرة والرعاية الصحية والاجراء الخاص بحق الرئيس في الاعتراض على اجزاء من مشروعات القوانين وقضايا اخرى.

كما كان ممن دعوا الى البيت الابيض في الاونة الاخيرة منافس بوش في انتخابات الرئاسة الماضية جون كيري العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس وزعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي.وقال معاونون ان بولتن اتصل في اليوم التالي لإعلان تعيينه في منصب رئيس هيئة العاملين بثلاثين من اعضاء الكونغرس البارزين ليتأكد من علمهم بان البيت الابيض يستمع لآرائهم.

وقال جمهوريون ان من التغييرات التي تجري مناقشتها في هيئة العاملين بالبيت الابيض تعيين احد الجمهوريين البارزين مثل بيل باكسون العضو السابق في الكونغرس عن ولاية نيويورك او دان كوتس العضو السابق في مجلس الشيوخ عن ولاية انديانا ليصبح حلقة اتصال مع اعضاء الكونغرس.وكانت السيدة الاميركية الاولى لورا بوش قد ذكرت في برنامج لاري كينج الذي تبثه شبكة سي.ان.ان التلفزيونية في الاونة الاخيرة ان زوجها يواجه الضغوط جيدا بعد معايشته لفترة ولاية والده الرئيس الاسبق جورج بوش.

وقالت "كنا نعلم ما سنقدم عليه. بالتأكيد لم نكن نعلم بالصعوبة البالغة والتحديات التي سيواجهها بلدنا في تلك السنوات نتيجة (هجمات) 11 سبتمبر. لكننا كنا ندرك ان علينا ان نتوقع مواجهة اشياء غير متوقعة وان هذا هو ما يحدث."