أخبار

رايس وسترو: الحكومة سريعا وحل المليشيات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حذرا من فراغ سياسي في عراق يواجه عنفا خطيرا
رايس وسترو : الحكومة سريعا وحل المليشيات


طالباني والى يمينه رايس وسترو وخليلزاد

أسامة مهدي من لندن: دعا وزيرا الخارجية الاميركي كوندوليزا رايس والبريطاني جاك سترو العراقيين إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت وحل المليشيات المسلحة لتجنب حرب طائفية، واشادا بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في ترسيخ العملية السياسية وشددا على عدم التدخل في تحديد رئيس الحكومة الجديدةوحذرا من فراغ سياسي. وفي مؤتمر صحافي مشترك اليوم مع سترو في ختام زيارتهما لبغداد التي وصلاها امس، أكدت رايس ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وضرورة حسم الائتلاف العراقي الشيعي الفائز في الانتخاباتامره بالنسبة للاتفاق على مرشحه لرئاسة الحكومة، مؤكدة ان هذا الامر شأن عراقي لان العراق دولة مستقلة ذات سيادة لا أحد يتدخل في شؤونها وقراراتها. وقالت رايس إن رئيس الحكومة المقبل يجب ان يكون قويا وقادرا على تحقيق الوحدة الوطنية. واشارتإلى القلق الحقيقي من تنامي دور المليشيات المسلحة ما اعتبرته مهددا للأمن والاستقرار. وأضافت الوزيرة الأميركية أن رسائل واضحة قد اوصلت الى الساسة العراقيين بضرور ة العمل على حل المليشيات لانه من غير الممكناستمرار بقاء مليشيات في ظل نظام ديموقراطي.

وقالت رايس إنه لابد من أن يكون للعراق حكومة وطنية قادرة على فرض الامن وبناء قوات مسلحة قادرة على الحفاظ عليهوحل المليشيات وارغامها على تسليم اسلحتها "لاننا شعرنا ان هناك الكثير من المشاكل الامنية في العراق سببها المليشيات". واشارت الى انه عندما تنبثق الحكومة الوطنية سيكون من اول اولوياتها الانتهاء من تدريب وبناء القوات الامنية والتخلص من المليشيات والقضاء على الطائفية ومن ثم منح وزارتي الدفاع والداخلية مسؤولية الملف الامني.

ومن جهته قال سترو ان القادة السياسيين العراقيين الذين اجتمع بهم ورايس ابدوا تفهما لضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية وان من شان هذا تقويض نشاط الارهابيين وقال انه يجب ان يعرف الجميع ان هناك في العراق تفاؤلا في سير العملية السياسية وخاصة من قبل السنة الذين اعربوا عن ادانتهم لتدمير ضريح سامراء والذي كان عملا معاديا لجميع العراقيين. واضاف ان شعوب الولايات المتحدة وبريطانيا قد حرروا العراق وفقدت الاولى اكثر من الفي جندي وبلاده اكثر من مائة وقال ان هناك 140 الف رجل من القوات متعددة الجنسيات يساعدون العراقيين على حفظ الامن وحذر من خطورة فراغ سياسي في البلاد اذا تاخر تشكيل الحكومة مشددا ان هذا امر خطير في بلد يواجه عنفا واسعا.

واشاد الوزيران بدور السيستاني في ترسيخ العملية السياسية وشددا على عدم التدخل في مسالة تحديد من يكون رئيسا لحكومة العراق باعتبار ان هذا شان الائتلاف العراقي.

وقد لاحظ سياسيون عراقيون انه برغم ان رايس اكدت امس ان الولايات المتحدة لايهمها من يشكل الحكومة العراقية الجديدة الا انها مارست الابتسامات والفتور في لقائاتها للتعبير عن موقف اميركي على مايبدو من العملية السياسية ورجالها.

وفور وصولها المفاجيء الى بغداد اليوم صحبة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اجرت رايس مباحثات موسعة مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة ابراهيم الجعفري وزعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم الذي كان مرفوقا بالقيادي في المجلس الاسلامي الاعلى والائتلاف نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي المرشح المنهزم امام الجعفري لتشكيل الحكومة. مصادر عراقية ابلغت "ايلاف" ان الوزيرين الاميركي والبريطاني اوصلا رسالة الى القادة العراقيين ان صبر بلديهما قد نفذ من تأخير تشكيل الحكومة مع ما يحمله هذا من مخاطر على العملية السياسية والوضع الامني المنهار بشكل غير مسبوق والذي يعرض حياة جنود البلدين في العراق الى مخاطر حقيقية مع وصول عدد القتلى الاميركيين اليوم الى 2332 قتيلا.
واشارت الى ان الوزيرين اكدا على الساسة الذين التقوهما على ضرورة وضع خلافاتهم جانبا والاسراع بانجاز المهمة المتعطلة منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقالت رايس "يجب ان يكون واضحا للجميع ان الوقت حان لكي تسفر هذه المفاوضات عن حكومة وحدة وطنية". واضافت ان "قيامنا بمحادثات مع القادة مؤشر على ان الامر ملح من حيث الحاجة الى حكومة وحدة وطنية". وترفض رايس تحديد موعد للعراقيين لينجزوا عملهم لكنها قالت ان الوقت مناسب لمهمة تأتي من الخارج لدعم الجهود التي يبذلها السفير الاميركي زلماي خليل زاد من اجل تضييق الفجوة بين الطوائف. واضافت ان من المهم وجود رسائل من واشنطن من وقت الى اخر ومن لندن حول وجوب تشكيل الحكومة.

وفي غضون ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن صحافيين مرافقين للوزيرين خلال لقائهما مسؤولين عراقيين ان لهجة رايس مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي كانت اكثر ودية من لهجتها مع ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء. ورفضت رايس الادلاء باي تصريح حول مستقبل الجعفري قائلة "لا ندلي بتصريحات". واضاف الصحافيون ان مدة اللقاء بين رايس والجعفري كانت 45 دقيقة في حين استغرق اللقاء مع الحكيم وعبد المهدي الى مائدة الغداء ساعة و45 دقيقة. ونقلوا عنها قولها اثناء مصافحتها عبد المهدي الذي كان مرشحا الى منصب رئيس الوزراء "ان رؤيتك امر يبعث على السرور".ومن جهته قال عبد المهدي ردا على سؤال عما اذا بحثا في مستقبل الجعفري "لا اعتقد ان اللقاء ركز على هذا الامر". واضاف عبد المهدي "هناك ضغوط تواجهنا جميعا لتشكيل الحكومة". واشاروا الى ان رايس ابتسمت بفتور وبدا عليها عدم الراحة أثناء مقابلتها للجعفري وتبادلهما التحيات أمام المصورين في مستهل محادثاتهما التي تناولا فيها سقوط الامطار في بغداد وهو أمر نادر الحدوث وقال الجعفري "هذه علامة طيبة...أنا متأكد أن بامكانك ملاحظة الفارق لانك تحضرين كثيرا للعراق.

ويواجه الجعفري وهو زعيم حزب الدعوة اعتراضات من الاكراد والعرب السنة وقسم من الائتلاف وقد فاز بفارق صوت واحد فقط على عبد المهدي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية خلال انتخابات الترشيح الى رئاسة الوزراء داخل الائتلاف.

وعقب مباحثات رايس مع طالباني قال بيان رئاسي عراقي ان الرئيس العراقى اطلع رايس و سترو على تفاصيل العملية السياسية العراقية المفاوضات والمشاورات الجارية بين رؤساء الكتل البرلمانية الهادفة الى تشكيل حكومة عراقية. واضاف أنه جرى خلال اللقاء "بحث تفاصيل العملية السياسية والتقدم الحاصل فيها والجهود الحثيثة التي يبذلها رؤساء وممثلو الكتل السياسية الرئيسية الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية." وقال ان طالباني اطلع الوزيرين على "تفاصيل المفاوضات والمشاورات الجارية بين رؤساء وممثلي الكتل البرلمانية وما تمخض عنها من نتائج لاسيما تلك المتعلقة بالاتفاق على تشكيل المجلس السياسي للأمن الوطني واللجنة الوزارية للأمن الوطني بالإضافة إلى البرنامج السياسي للكتل المؤتلفة لتشكيل الحكومة المقبلة." وأشار البيان إلى أن الوزيرين أشادا بالدور الذي يقوم به الطالباني في "تشكيل حكومة عراقية قوية تحظى بقبول جميع العراقيين وقادرة على حل الأزمات التي تمر بها البلاد."

وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من دعوة وجهها أعضاء من التحالف الشيعي الحاكم مطالبين الدكتور ابراهيم الجعفري الذي ينتمي الى التحالف بسحب ترشيحه وانهاء الجمود الذي يصيب العملية السياسية. كما بحث الجعفري اليوم مع الوزيرين تطورات العملية السياسية الجارية الان في العراق. وقال بيان اصدره مجلس الوزراء العراقي "ان المباحثات تمت خلال لقائهم في مكتب رئيس الوزراء وقد تم تبادل وجهات النظر في هذا الشأن". واضاف "ان عددا من المسؤولين العراقيين والسفيرين الاميركي والبريطاني لدى العراق حضروا اللقاء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف