أخبار

تلميح لتغيير الجعفري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رايس وسترو المحا لتغيير الجعفري والائتلاف يمنحه 3 أيام
تدخل السيستاني او النواب لحل الازمة

أسامة مهدي من لندن: اكد مصدر سياسي عراقي ان الائتلاف العراقي الشيعي الفائز الاكبر في الانتخابات الاخيرة يبحث خيارين لحل الخلاف الذي يهدد بأنشقاقه حول المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة بالطلب من المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني التدخل او احالة الموضوع الى مجلس النواب الجديد ليقرر من يختار لتشكيل الحكومة في وقت ترك وزيرا الخارجية الاميركي غونداليزا رايس والبريطاني جاك سترو انطباعا في بغداد بعد اختتام زيارة اليومين لها انهما يفضلان مرشحا غير الجعفري في حين منح الائتلاف الجعفري مهلة ثلاثة ايام لاقناع القوى المعترضة عليه قبل اتخاذ قرار بصدد ذلك .

وقال المصدر الذي كان يتحدث مع "ايلاف" هاتفيا من بغداد اليوم ان الائتلاف العراقي ومن خلال لجنته السباعية التي تمثل القوى المنخرطة فيه يعكف حاليا على مناقشة الاتفاق على واحد من حلين لانهاء الازمة الحكومية الناشبة عن انضمام عدد من اعضاء الائتلاف الى بقية القوى السياسية من خارجه للمطالبة بأختيار مرشح اخر غير الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة .. اولهما الطلب من السيستاني التدخل ومنح ثقته لشخصية من داخل الائتلاف الذي يحظى برعايته وتأييده لاشغال المنصب لكن المصدر استبعد اللجوء الى هذا الخيار لسببن الاول ان المرجع لايحبذ الخروج على الخيارات الديمقراطية التي اختارت الجعفري عبر تصويت داخلي وهو ما يمكن ان يؤدي الى بقاء هذا المرشح بالضد من رغبة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الضاغط من اجل تقديم مرشح او عدة مرشحين بدلا عن الجعفري .. وثانيهما ان السيستاني لايحبذ الخوض في تفاصيل العملية السياسية ويترك هذا الامر للسياسيين ليقرروا مايروه صالحا لبلدهم وان كان المصدر نوه هنا الى الاشادة التي وجهتها رايس وسترو اليوم الى المرجع ودوره في العملية االسياسية الامر الذي يعني القبول براي يمكن ان يطرحه المرجع في هذا المجال لاخراج العراق من ازمته المستعصية لحد الان او التلميح بترحيبهما تدخله .

اللجوء الى مجلس النواب
وفي حالة استمرار السيستاني برفضه التدخل توقع المصدر ان تتم احالة المشكلة الى مجلس النواب من اجل التوصل الى حل في ظل ما صدر من تباينات داخل كتلة الائتلاف حول التمسك بترشيح الجعفري للمنصب واستمرار موقف القوى خارج الائتلاف برفضه وانضمام اخرين من الائتلاف اليهم .

وابلغ المصدر "ايلاف" ان احالة ترشيح الجعفري الى مجلس النواب هو محاولة من زعامة الائتلاف الشيعي وخاصة من زعيمه عبد العزيز الحكيم لتفادي انشقاق وشيك داخل صفوف الائتلاف الذي بدات ترتفع اصوات فيه باعادة النظر في زعامته الائتلاف مقابل تحريض الحكيم لاعضاء في الائتلاف ضد الجعفري .

وفي اول رد فعل على موقف رايس وسترو من الجعفري قال خضير الخزاعي عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف والقيادي في حزب الدعوة تنظيم العراق في تصريح اليوم إن الائتلاف مازال مصرا على ترشيح واضاف ان هذا الموقف لم يتغير في ضوء التغيرات الحاصلة لبعض الكتل التي ترغب في تغييره موضحا ان الحديث الذي يصدر من بعض الأشخاص من داخل الائتلاف لا يمثل رأي الائتلاف فهناك ناطق رسمي له وهو الذي يصرح باسم الائتلاف .

وقال محمد تقي مولى النائب في الائتلاف عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ان "الهيئة السياسية للائتلاف الموحد ستعقد اجتماعا لمناقشة موضوع مرشحها لرئاسة الوزراء واضاف ان هناك احتمال لاحالة معالجة هذا الامر الى مجلس النواب . وقال حسن الشمري عضو حزب "الفضيلة الاسلامي" المنضوي في قائمة الائتلاف ان لجنة ستشكل داخل الائتلاف تتولى مهمة تقصي آراء مواقف الكتل المعترضة على ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء واوضح انه "كان من المفترض ان تقدم هذه اللجنة تقريرها السبت ليقرر الائتلاف موقفه بناء على ذلك". وطالب الشمري بالعودة الى مجلس النواب وتقديم اكثر من مرشح من قبل الائتلاف كحل نهائي .

في غضون ذلك قال مصدر في الائتلاف انه سيتم خلال اليومين المقبلين قيام المتفاوضين في الكتل البرلمانية ببحث تسمية المسؤولين للمناصب السيادية وعندها سيتم البت فيما يتعلق بتسمية الجعفري لرئاسة الوزراء . واضاف ان "هناك ثلاث كتل في الائتلاف تؤيد الجعفري هي التيار الصدري وحزبي الدعوة بجناحيه تطالب الحكيم بالرد على رسائل القوائم المعترضة على ترشيح الجعفري خلال المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة فيما ترفض الكتل الاربع الاخرى وفي مقدمتها المجلس الاعلى الرد وتفضل تاجيله الى ما بعد المفاوضات .

معروف ان للائتلاف الشيعي الذي رشح الجعفري 130 مقعدا في مجلس النواب بينما للمعترضين عليه في جبهة التوافق السنية المشكلة من مؤتمر اهل العراق والحزب الاسلامي وجبهة الحوار 44 مقعدا والتحالف الكردستاني 53 مقعدا والقائمة العراقية بزعامة اياد علاوي رئيس الوزراء السابق 25 مقعدا والجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك 11 مقعدا من مجموع 275 مقعدا .

ويجري حزب الدعوة والتيار الصدري المؤيدان للجعفري مباحثات حالية مع التوافق والتحالف الكردستاني بهدف رفع تحفظات القائمتين على ترشيحه في وقت تجري الكتل السياسية محادثات صعبة حول تشكيل الحكومة بدات قبل اكثر من اسبوعين توصلت خلالهما الى مشروع للبرنامج السياسي لعمل الحكومة التي لم تر النور بعد نظرا للاشكاليات العديدة التي تواجهها في الكثير من الملفات.

وفي وقت سابق اكد عضو في الائتلاف العراقي ان اعضاء فيه يمثلون اربعة تنظيمات داخله يستعدون لاثارة زعامة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم للائتلاف والمطالبه بتغييره متهمينه بدفع قاسم داود العضو في الائتلاف للمطالبة بتنحية الجعفري من الترشح . وابلغ العضو في اتصال هاتفي من بغداد "ايلاف" مفضلا عدم ذكر اسمه ان الدعوات التي اطلقت خلال اليومين الماضيين لتنحية الجعفري من تشكيل حكومة الاربع سنوات المقبلة تنسجم مع رغبة قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بقيادة الحكيم اثر فوز الجعفري على مرشحه عادل عبد المهدي في التصويت الداخلي الذي اجري الشهر الماضي لتقديم مرشح لتشكيل الحكومة . واضاف ان عضو الائتلاف قاسم داود الذي طلب من الجعفري التنحي قد اطلق تصريحه بدفع من قيادة المجلس لانه هو الذي بادر بالاتصال بوكالة رويتر ليزودها بتصريحه هذا الذي تضمن المطالبة مؤكدا ان اتصالات تجري حاليا بين عدد كبير من اعضاء الائتلاف لطرد داود منه لانه تصرف بمفرده ومن دون تخويل من الائتلاف وخروجا على سياقات العمل فيه .
ومعروف ان توزيع مقاعد مجلس النواب على كيانات الائتلاف الحاصل على 130 مقعدا هي كالتالي : 30 مقعدا للمجلس الاعلى و30 للتيار الصدري و26 للمستقلين و25 لحزب الدعوة بجناحيه و12 لحزب الفضيلة واصوات متفرقة لاخرين .. وفي حالة التصويت على رئيس جديد للائتلاف فان الحكيم سيخسر التصويت حيث سيصوت ضده الدعوة والفضيلة والتيار الصدري واخرون . واوضح المصدر ان الائتلاف يمر بمرحلة خطيرة جدا تؤثر على وحدته وموقفه وقوته السياسيين وكذلك خلال التصويت في مجلس النواب على المرشحين للرئاسيات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب .

واكد العضو ان أعضاء في الائتلاف اجتمعوا على مدى اليومين السابقين للتوصل إلى اختيار رئيس الحكومة لكن الاجتماع انفرط عقده بعد وصول رايس وسترو إلى بغداد . واشار الى ان مشاحنات كلامية سادت الاجتماعات بين معلرضي الجعفري. والتيار الصدري الذي بدا أكثر تمسكا به حيث طالب قاسم داود عضو الائتلاف من جماعة المستقلين بتنحي الجعفري عن بينما دافع أعضاء في التيار الصدري عن اختياره محذرين من نشوب حرب اهلية إذا ازيح الجعفري من الترشيح .
واوضح إن الصدريين يشعرون بأنهم مستهدفون من قبل الإدارة الامريكية بقضية استبعاد الجعفري لذلك فإنهم يعتبرون دفاعهم عن الجعفري "من ضمن معركتهم ضد أمريكا" على حد وصف المصدر . وقال أن أعضاء في الائتلاف من مؤيدي الجعفري لمحوا إلى رغبة المرجعيات الدينية في بقاء الجعفري في اشارة الى السيستاني .

رايس وسترو والموقف من الجعفري
ولاحظ المصدر السياسي ان رايس وسترو تركا انطباعا لدى السياسيين العراقيين وبقية العراقيين مفاده انه بلديهما يفضلان اختيار بديل عن الجعفري خاصة عندما قالت رايس ان رئيس الحكومة يجب ان يتمتع بالقوة ولديه امكانيات واساليب تمكنه من لم الاطراف العراقية وتحقيق الوحدة الوطنية في اشارة غير مباشرة الى الاعتراضات التي تثار من داخل الائتلاف وخارجه ضد تشكيل الجعفري لحكومة الاربع سنوات المقبلة .

واوضحت رايس ان قدومها الى العراق كان لنقل رسالة من المجتمع الدولي الى الكتل السياسية العراقية وحثها في المضي الى الإمام والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية. وأضافت انها تريد التأكيد ان المسأله الآن ليست ان يجلس القادة العراقيون ويناقشوا من سيشغل المناصب القيادية المهمة بل عليهم ان يعملوا بجد في هذه الفترة لانجاز هذه المهمة مؤكدة على اهمية استمرار العملية السياسية واستمرار نجاحها لانها الحل الوحيد للوقوف بوجه الارهاب .

ثم شددت رايس بالقول "ليست مسؤوليتي تحديد من سيكون رئيس الوزراء العراقي هذا شأن يحدده العراقيون فقط."واضافت ان "السؤال الوحيد الذي نحمله كيف يمكن ان نكمل هذه العملية ... رئيس الوزراء القادم يجب ان يتمتع بالقوة ولديه الامكانت والاساليب التي تمكنه من لم الاطراف العراقية كافة اضافة الى جلب الاستقرار ومواجهة التحديات التي يواجهها الشعب العراقي. وقالت ان الهدف من وجودها في العراق في هذه الفترة وهدف السياسة الاميركية في العراق هو ليس فقط تحرير الشعب العراقي من الرئيس السابق صدام حسين وترك المهمة والرحيل.. وانما الهدف هو بناء مؤسسات لها القدرة على بناء الديمقراطية في العراق...ومؤسسات قادرة على فرض الامن.

وحذر سترو من ان الفراغ السياسي الموجود في الوقت الراهن لا يساعد الوضع الامني في البلاد. وعما اذا كان يعتقد ان وجودهما الآن يعتبر تدخلا في الشأن العراقي قال سترو "الاميركيون الذين فقدوا اكثر من 2000 ونحن الذين فقدنا اكثر من 100 ولدينا ما يقارب 140 الف جندي في العراق يساعدون الان في استقرار العراق ومليارات الدولارات الامريكية ومئات الملايين من الجنيهات البريطانية التي انفقت في العراق تعطينا الحق في القول ان لدينا الحق في التعامل في الشأن العراقي وليس القول اننا نريد شخصا بعينه."

وبرغم ان رايس كررت القول ان الولايات المتحدة لايهمها من يشكل الحكومة العراقية الجديدة الا انها مارست الابتسامات والفتور في لقائاتها للتعبيرعن موقف اميركي على مايبدو من العملية السياسية ورجالها . فقد اكد صحافيون مرافقون للوزيرين خلال لقائهما مسؤولين عراقيين امس ان لهجة رايس مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي كانت اكثر ودية من لهجتها مع ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء. ورفضت رايس الادلاء باي تصريح حول مستقبل الجعفري قائلة "لا ندلي بتصريحات". واضاف الصحافيون ان مدة اللقاء بين رايس والجعفري كانت 45 دقيقة في حين استغرق اللقاء مع الحكيم وعبد المهدي الى مائدة الغداء ساعة و45 دقيقة. ونقلوا عنها قولها اثناء مصافحتها عبد المهدي الذي كان مرشحا الى منصب رئيس الوزراء "ان رؤيتك امر يبعث على السرور".ومن جهته قال عبد المهدي ردا على سؤال عما اذا بحثا في مستقبل الجعفري "لا اعتقد ان اللقاء ركز على هذا الامر". واضاف عبد المهدي "هناك ضغوط تواجهنا جميعا لتشكيل الحكومة". واشاروا الى ان رايس ابتسمت بفتور وبدا عليها عدم الراحة أثناء مقابلتها للجعفري وتبادلهما التحيات أمام المصورين في مستهل محادثاتهما التي تناولا فيها سقوط الامطار في بغداد وهو أمر نادر الحدوث وقال الجعفري "هذه علامة طيبة...أنا متأكد أن بامكانك ملاحظة الفارق لانك تحضرين كثيرا للعراق .

ويواجه الجعفري وهو زعيم حزب الدعوة اعتراضات من الاكراد والعرب السنة وقسم من الائتلاف وقد فاز بفارق صوت واحد فقط على عبد المهدي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية خلال انتخابات الترشيح الى رئاسة الوزراء داخل الائتلاف. وقال عضو الائتلاف قاسم داود اليوم الأثنين ان أمام الجعفري ثلاثة أيام لاقناع القوائم الاخرى بتوليه منصب رئاسة الحكومة وبخلاف ذلك فإن الأمر متروك للائتلاف ليقرر امر المرشح للحكومة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف