منع مسؤول في الأمم المتحدة من دخول دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رومبك (السودان): قال الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايجلند ان الحكومة السودانية منعته أمس من زيارة دارفور لتحول بينه وبين مشاهدة الاوضاع السيئة هناك. جاء هذا التطور وسط ضغوط دولية على الحكومة السودانية بشأن العنف الذي لا يلين في دارفور والذي جعل من المستحيل توصيل المعونات الى اجزاء كبيرة من منطقة درافور الشاسعة في غرب السودان. وقال ايجلند لرويترز خلال زيارة لجنوب السودان "مُنعت من التوجه الى جنوب دارفور وغرب دارفور وقيل لي ايضا ان وجودي في الخرطوم ليس محل ترحيب. "اظن ان ذلك يرجع الى انها (حكومة الخرطوم) لا تريد أن أشاهد مدى سوء الاوضاع في دارفور."
وكان عشرات الالاف قتلوا واكثر من مليونين معظمهم من غير العرب طردوا من ديارهم خلال اكثر من ثلاثة اعوام من حوادث العنف في دارفور. وقالت بعثة الامم المتحدة في السودان انها "تأسف" لقرار الحكومة السودانية ألا تسمح لايجلاند بدخول دارفور والخرطوم في اطار زيارة مدتها خمسة ايام لتقييم عملية الاغاثة الانسانية في جنوب السودان ودارفور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايرلي في واشنطن "نرى ان هذه التطوارت تبعث على القلق .. القلق الشديد وننظر اليها باهتمام بالغ." واضاف المتحدث قوله "الحقيقة هي ان أناسا ابرياء مازالوا يموتون في دارفور بسبب العنف وبسبب المرض وسوء التغذية الذي هو نتيجة للعنف." ومضى يقول "ومن ثم فانه توجد حاجة انسانية ملحة يتعين معالجتها في دارفور. ولذلك فان من الصعب جدا فهم سبب رفض حكومة السماح لمسؤول رفيع للامم المتحدة بالدخول الى منطقة لمساعدة مواطنيها." ولم يمكن على الفور محادثة مسؤولين من الحكومة السودانية لسؤالهم التعقيب.
وقال ايجلاند ان الوضع في دارفور يعيد الى الاذهان ما حدث في عام 2004 حين مُنع مسؤولو الاغاثة من الوصول عندما كانت الاوضاع في الاقليم في أسوأ مستوى. وكان ايجلند يتحدث في جنوب السودان حيث قال في وقت سابق ان هجمات المتمردين الاوغنديين وتأجيل سداد تكاليف الاغاثة يهددان بعرقلة توصيل المعونات لملايين لايزالون يعانون من الامراض والمجاعة بعد انتهاء الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال. وفي تصريحات له في بلدة تريكيكي بجنوب السودان قال ايجلاند ان متمردين اوغنديين من جيش الرب للمقاومة يهاجمون المدنيين وموظفي الاغاثة. وقال ايجلاند "امن العاملين في المساعدات الانسانية مهدد". وحث حكومات اوغندا والسودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية على منع هذه الهجمات. وتملك جماعة جيش الرب للمقاومة وهي جماعة دينية تقوم بتمرد في شمال اوغندا منذ 20 عاما من قواعد في السودان والكونجو.
ووقع متمردون سابقون في جنوب السودان من الجيش الشعبي لتحرير السودان وحكومة الخرطوم اتفاق سلام انهى اطول حرب اهلية في القارة السوداء. وصرح ايجلاند بـأن مئات الالاف من السودانيين الذين فروا من الحرب التي اوقعت مليوني قتيل بدأوا في العودة الى ديارهم لكنهم مازالوا يواجهون خطر هجمات جيش الرب للمقاومة. وحث ايجلاند المجتمع الدولي على ان يفي بتعهداته بتقديم 4.5 مليار دولار لاعادة بناء السودان بعد الحرب الاهلية. وقال "حتى الان وصلنا فقط الى خمس ما نحتاج اليه هذا العام والامطار قادمة." ويبدأ موسم الامطار في مايو ايار وتكثر فيه الرمال المتحركة في الطرق مما يجعل عملية تسليم المساعدات برا مستحيلة فعلا.