د. منى حلمي: لم أغير اسمي و القضية فكرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: ضجت الأوساط الإعلامية منذ أيام بقضية الشاعرة د. منى حلمي ابنة الكاتبة والناشطة النسائية د. نوال السعداوي، وذلك عندما نشرت مقالها الاسبوعي في مجلة روز اليوسف بعنوان "سأحمل اسم أمي"، فقد قررت أن تنسب نفسها الى اسم والدتها مع الاحتفاظ باسم والدها "منى نوال حلمي"، وقد أثارت القضية ردود فعل متنوعة من قبل العديد من المثقفين وعلماء الدين.
وفي اتصال هاتفي مع د. منى حلمي للاستفسار عن ماهية الاجراءات القانونية التي تمت لتغيير اسمها، صرحت بأنها لم تقم بتغيير اسمها في السجل المدني ولم تستخرج أوراقاً جديدة، ولا زالت تحتفظ باسمها القديم كما هو في البطاقة الشخصية وشهادة الميلاد، فالقضية بالنسبة إليها قضية فكرية وليس قانونية، والهدف منها هو تحويل اسم المرأة من عورة الى شرف، قائلة "أكره اسمي لانه غير عادل"، أما العدل هو أن أحمل اسم والدتي واسم والدي، وجوهر هذه القضية هو العدالة والحرية، وترجمة مكانة الأم الى فعل وليس قول فقط.
كما أبدت استغرابها من الاستنكار الذي واجهته قائلة "أنا لم أحذف اسم والدي إنما أضفت اسم والدتي، وهي قضية تخصني، كما لم أقدم دعوى أطالب فيها أحدا بالاقتداء بي.
وعن رأيها في ما "أكده عدد من علماء الدين باستحالة ما نادت به لان الشرع أقر بنسب الابناء لابائهم وليس لامهاتهم"، أجابت "أننا نعيش زمن الهوس الديني المتطرف، وما يهمني هنا هو رأي المفكر الاسلامي جمال البنا الذي أعلنه على الهواء مباشرة من خلال محطة الاوربت في حلقة خاصة بهذه القضية، قائلاً "أحيي د.منى على هذه الخطوة نحو العدالة بين الأم والأب، فالأم أولى بالنسب لأنها تعاني وتتحمل عبء الحمل والولادة والتربية، وانا موافق على هذه الخطوة".
وأنهت د. منى تصريحها و قالت إن الجميع يتذرع بالشرع بينما القضية بالنسبة إليهم التحكم والسيطرة ليس الا، فهي ترى أن النسب للاب هو العمود الفقري للهيمنة الذكورية، وأكدت أنها ماضية بقرارها بالتوقيع باسمها الجديد والى جانبه بين قوسين "منى حلمي سابقاً" في كتبها ومؤلفاتها الجديدة، الاول كتاب بعنوان "ملكات الجمال وملكات الابداع" وهو عبارة عن مجموعة من المقالات، والكتاب الثاني بعنوان "أنا وأنت وحريتي" وهو مجموعة من القصائد.
والجدير بالذكر أن د. نوال السعداوي صرحت ل إيلاف بأن هناك مفاجأة للأوساط النسائية ستعلن قريباً من خلال مجلة الكترونية لاتحاد كتاب نساء مصر "تحت التأسيس"، أما في ما يخص قضية النسب للأم أجابت بأنها تفاجأت بقرار ابنتها ولكنها موافقة، وأشارت الى مقالها الذي سينشر في صحيفة العربي يوم الاحد المقبل بعنوان "شرف لنا أن نحمل أسماء أمهاتنا" والذي عبرت ووضحت من خلاله عن رأيها بالقضية.
وكانت قد دعت د. نوال وزوجها د. شريف حتاتة الى "ضرورة نسب الأبناء الى امهم وأبيهم معاً، لأن نسبهم الى أبيهم فقط فيه ظلم للمرأة التي قامت بدور يفوق الرجل في الولادة"، وقد لاقت هذه الدعوة رفضا قاطعا آنذاك (2004) من علماء الدين منهم المفكر الاسلامي يوسف القرضاوي، والشيخ محمود عاشور "وكيل الازهر سابقا"، ود. عبد العزيز عزام "عميد كلية الشريعة والقانون سابقا"، لما فيها من هدم للزواج ومخالفة للشرع، وهي دعوة مرفوضة شرعاً في الاسلام وفي كل الاديان السماوية.