أخبار

رايس مع استخدام القوة لحل الأزمة الايرانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فالح الحمراني من موسكو، واشنطن:دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم مجلس الامن الدولي الى اعتماد قرار بشان ايران بموجب "الفصل السابع" لميثاق الامم المتحدة الذي يتضمن خصوصا بندا يجيز استخدام القوة.وقالت رايس في اعقاب لقاء مع نظيرها الكندي بيتر ماكاي "عندما سيجتمع مجلس الامن لا بد من ان تكون هناك تداعيات لهذا العمل وهذا التحدي، في اشارة الى تخصيب اليورانيوم، سندرس كل الخيارات التي يملكها مجلس الامن".

وتابعت رايس ان ما يملكه مجلس الامن ولا تملكه الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو امكان اجبار الدول الاعضاء في الامم المتحدة على الانصياع لارادة النظام الدولي بموجب الفصل السابع.

وكان مجلس الأمن الدولى قد أصدر قرارا غير ملزم دعا فيه إيران إلى وقف عمليات تخصيب اليورانيوم وإخضاع جميع أنشطتها النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأمهلها شهرا اعتبارا من 29 مارس الماضى للاستجابة لتلك المطالب. الا أنه على الرغم من ذلك القرار اعلن الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد أمس نجاح بلاده فى تخصيب اليورانيوم اللازم لتصنيع الوقود النووى وذلك بعد يوم واحد من اعلان الرئيس الايرانى الاسابق هاشمى أكبر رفسنجانى ان ايران قد تمكنت من تشغيل وحدة تضم 164 جهاز طرد لتخصيب اليورانيوم في أحد مفاعلاتها.

وردا على الاعلان الإيرانى قال البيت الأبيض أن واشنطن ستتوجه الى مجلس الأمن الدولى لحثه على اتخاذ المزيد من الاجراءات ضد ايران ردا على استمرارها فى برنامجها النووى بما فى ذلك فرض عقوبات على طهران وذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد تمسك بلاده بالخيار الدبلوماسى فى التعامل مع إيران.

وتأتى تلك التطورات فى وقت يبدأ فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى زيارة اليوم الى ايران في اطار سعي الوكالة لاعداد تقرير حول البرنامج النووى الايراني لتقديمه الى مجلس الأمن بنهاية هذا الشهر. وتشكك الولايات المتحدة فى النوايا الايرانية وتقول أن طهران تسعى لامتلاك سلاح نووى فيما تؤكد إيران أن برنامجها مخصص للاستخدامات السلمية.

روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي

في المقابل تدلل قراءة الموقف الروسي من اعلان ايران الانضمام "للنادي النووي" ان خطاب موسكو وعلى خلاف الغرب اتسم رسميا بالدبلوماسية والهدوء رغم التحذيرات والقلق الذي تضمنه. ومن الواضح ان روسيا لم تفكر في القطيعة مع ايران رغم وجود مؤشرات على ان طهران خذلت موسكو. وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف "ليس من المستحسن الإسراع في استخلاص بعض الاستنتاجات".وأن "مهمتنا تنحصر في منع انتهاك إيران لنظام عدم انتشار الأسلحة النووية.لاسيما أن الوكالة الدولية لم تسجل حتى الآن مثل هذا الخطر من قبل إيران بالرغم من استمرار العمل على استيضاح القضايا المتبقية".وتعلن روسيا رسميا وقوفها وكالسابق ضد الخيار العسكري للمشكلة الايرانية.وتدرك ان الرهانات على التعاون مع ايران باهضة جدا لها.ويرى بعض المعلقين ان حاجة ايران للسلاح النووي ليس لمهاجمة اسرائيل، وانما لتعزيز مكانتها في العالم، ان يخذ لها الحساب في الشؤو الدولية والاقليمية. ويقولون ان اقتناء السلاح النووي غدت فكرة " قومية" لايران.

وعلى الرغم من ابداء موسكو قلها من الانعطاف المفاجئ في الملف النووي الايراني، والضجة التي اثارها الغرب فانها تعمل على تخفيف حدة رود الفعل, وصدرت اصوات في العاصمة الروسية تشكك بمصداقية البلاغات الايرانية وجديتها بالانضمام عمليا للنادي النووي( لم تنضج بعد)، وترى فيها مجرد بلاغات دعائية لاقناع الغرب بمنحها الحق بممارسة النشاط النووي للاغراض السلمية.وتقول موسكو ان مقترحها لانتاج اليورانيوم لايران في روسيا مازال قائما.

واعتبر دبلوماسيون وخبراء كثيرون أن إعلان الرئيس الإيراني انصب في إطار التحضير والتمهيد لمعاودة الحوار مع الغرب بمعنى ان انضمام طهران إلى "النادي النووي" يتيح لها ان تقدم تنازلات دون ان تخشى القيادة الإيرانية أن "يفقدها ذلك ماء الوجه" في نظر الشعب الإيراني المتشدد.وثمة قناعات لدى غالبية المراقبين بان امريكا وبغض النظر عما اذا سيكون بمقدور انتاج اليورانيوم القادر على انتاح اسلخة نووية او الخفيف للاغراض السلمية فان الحرب لن تُشن على ايران لكون ان امريكا متورطة في المستنقع العراقي وان فرض عقوبات وخصار ومقاطعة اقتصاديةايران قضية لاتصب في نصلحة النحتمع الدولي.

ونقلت صحيفة فريميا نوفستي عن الباحثة نينا ماميدوفا من معهد الاستشراق الروسي ان "الإيرانيين قد يتوقفون عند هذا الحد" بعد ان وصلوا إلى ما أرادوه بتأكيد حقهم في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأشارت الباحثة إلى ان إيران لم تتجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لافتة إلى ان درجة تخصيب اليورانيوم التي توصلت إليها إيران لا تدعو إلى التشكيك في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.

من جهته قال رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف المقرب من الدوائر الدبلوماسية الروسية، في تصريحات صحفية، ان انطباعا تشكل خلال مباحثات روسيا مع ايران عن اقامة مؤسسة مختلطة لتخصيب اليورانيوم ان طهران مستعدة للتخلي عن التخصيب مع الاحتفاظ بحقها بمواصلة البحوث العلمية.واعتبر اعلان ايران بمثابة "الانسحاب عن مواصلة المباحثات ."

ويرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف في حديث لوسائل اعلام روسية، أن طهران تعتزم مواصلة أبحاثها النووية في المستقبل. وذكر أن تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أكد فيه على نجاح بلاده في تخصيب اليورانيوم يمثل خير دليل على ذلك.

وأعاد مارغيلوف إلى الأذهان أنه حتى وزارة الخارجية الأمريكية أشارت إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي أعلنت عنه طهران غير كاف لتصنيع أسلحة نووية. وقال بهذا الشأن: "ولكن طابع تصريحات طهران حول دخول إيران إلى نادي الدول النووية، واستعدادها لتوسيع العمل في مجال تخصيب اليورانيوم يبعثان على القلق". وأضاف أن موسكو مازالت مستعدة لدعم حوار طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتزويد إيران في حالة الضرورة باليورانيوم المخصب المنتج على الأراضي الروسية، ومساعدة إيران في بناء قطاع الطاقة الذرية السلمية.

وثمة مؤشرات على ان موسكو مازلت بصدد مواصلة بذل الجهود لمنع وقوع الانفجار في الخليج بتهدئة الغرب، واقناع ايران بالاستجابة الى موقف الوكالة الدولية للطاقة النووية، وترى ان هناك متسعا للوقت لتحريك التسوية السلمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف