زيارة جنبلاط إلى الرياض بددت سوء التفاهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
السنيورة في واشنطن سعياً إلى دعم اقتصادي
زيارة جنبلاط إلى الرياض بددت "سوء التفاهم"
السنيورة إلى أميركا لإجراء محادثات مع بوش الياس يوسف من بيروت : عاد إلى بيروت رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في طائرة خاصة آتيا من المملكة العربية السعودية، بعدما استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأجرى معه محادثات تتعلق بالاوضاع في لبنان والمنطقة. ورافقه في زيارته الى المملكة وزير الاتصالات مروان حمادة، وزير الاعلام غازي العريضي ووزير المهجرين نعمة طعمة.
وقال ل "إيلاف" أحد القريبين من جنبلاط إن أهمية زيارته إلى المملكة العربية السعودية تكمن في شكلياتها ونتائجها. ففي الشكل استقبل جنبلاط بحفاوة لافتة من الملك عبدالله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين، وفي النتائج كانت الزيارة كافية لتبديد سوء تفاهم عابر في علاقة الرياض بجنبلاط نتيجة لإفشاله المبادرة العربية، السعودية تحديداً، التي عُرضت قبل شهرين واعتبرها الزعيم الدرزي في حينه مجرد أفكار وضعها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وتم تسويقها على أنها مبادرة عربية، خصوصاً أنها قضت بتشكيل لجنة أمنية بين لبنان وسورية لمعالجة المشكلات التي تطرأ وإعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها "المميزة".
وفي ذلك الوقت أصر جنبلاط في المقابل على أن تكون معالجة العلاقات بين لبنان وسورية على مستوى السفراء، بما يعني ذلك من تبادل دبلوماسي بينهما، رافضاً تسليم هذا الملف مجدداً إلى الضباط. كما أصر على ترسيم الحدود بين البلدين، بدءاً من مزارع شبعا المتنازع عليها، الأمر الذي ترفضه القيادة السورية عملياً.
ويؤكد المصدر القريب من جنبلاط ان المياه عادت الى مجاريها مع المملكة وان القادة السعوديين عبّروا عن اهتمامهم بالحوار الوطني الدائر في لبنان، وأشادوا بالاتفاقات التي توصل إليها أركان الطوائف والأحزاب المتحاورون وأبلغوا إلى جنبلاط ما مفاده : "عليكم بالمحافظة على وحدتكم الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان، ونحن بجانبكم ومستعدون لحماية الاتفاق بين اللبنانيين وللمساعدة في تنفيذه".
أما المسألة التي لم تستلزم أي بحث، باعتبارها غير خاضعة إلى المساومة في الرياض فهي ضرورة دعم التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري توصلاً إلى مثول المرتكبين أمام محكمة ذات طابع دولي ، فهذا الموضوع له خصوصيته ورمزيته في المملكة العربية، مما يجعلها تتفهم بعض مواقف جنبلاط المتشددة حيال سورية ، من دون أن توافقه الرأي في ذهابه إلى الحض على إسقاط النظام السوري.
وعلم أن جنبلاط يعتزم زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير قريباً في مقره بكركي والبحث معه في التطورات، ولا سيما منها المتعلقة بعقدة رئاسة الجمهورية التي تضاءل الأمل في التوصل إلى حل لها عبر جلسات الحوار الوطني ، وأقربها في 28 نيسان (إبريل) الجاري. ويتردد كذلك أن جنبلاط ينوي عقد اجتماع مع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النيابي الجنرال ميشال عون للتشاور معه في الموضوع نفسه والبحث في إمكان الاتفاق على المواصفات المفترض توافرها في من يترشح للرئاسة، وكذلك الدور الذي يمكن أن يؤديه العماد عون في حمل الرئيس إميل لحود على التنحي.
السنيورة في واشنطن
إلى ذلك وصل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش غدا وكذلك كبار المسؤولين في ادارته، خصوصا وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وتحرص مصادر الوفد الوزاري المرافق للسنيورة على نفي البعد السياسي للزيارة وان يكون من أهدافها البحث في سبل تطبيق القرار الدولي رقم1559 وتفرعاته ، ولا سيما ملفي رئاسة الجمهورية اللبنانية وسلاح "حزب الله".
وتقول هذه المصادر ان الهدف الرئيس للزيارة هو الحصول على دعم اميركي ل "مؤتمر بيروت - 1" وتهيئة ظروف انعقاده على أساس "الورقة الإصلاحية" التي وضعتها الحكومة اللبنانية.
أما زيارة السنيورة الى نيويورك فيتخللها لقاءان، الأول مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لعرض مراحل التنفيذ المطلوب للقرار1559 مع الأخذ في الاعتبار لتطورات الحوار الوطني الجاري في شأنه، واللقاء الثاني مع مساعد أنان للشؤون القضائية نيقولاس ميشال المكلف متابعة ملف تشكيل المحكمة الدولية في قضية الرئيس الحريري، وسيعرض الرجلان المراحل التي قطعتها عملية الاعداد للمحكمة ذات الطابع الدولي ويبحثان في اعتماد المقر المقترح لها، والأرجح في قبرص، وآليات عملها.
وتتزامن زيارة السنيورة إلى الولايات المتحدة مع صدور تقرير الموفد الدولي تيري رود- لارسنفي شأن التزام المعنيين تطبيق القرار الدولي 1559 ومرحلة المشاورات غير الرسمية التي ستعقد بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار جديد او بيان رئاسي يحدد المسؤوليات المترتبة على سورية في استكمال تنفيذ القرار المذكور.