عمّان وحماس ... ليس رمانة ولكن قلوباً مليانة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليست هي المرة الأولى في المماحكة السياسية
عمّان وحماس ... "ليس رمانة ولكن قلوباً مليانة"
نصر المجالي من المنامة وكارولين ميتشيل من واشنطن: تراقب مصادر في عواصم الخليج العربية وعواصم غربية مثل لندن وواشنطن بوادر المعركة الكلامية الدائرة بين الأردن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي باتت تقود الحكومة الفلسطينية وسط غضب غربي إلى حد مقاطعة السلطة الفلسطينية وحظر المساعدات عنها،، والمعركة تأتي في الوقت التي يجول فيها قادة حماس في عواصم الخليج طالبين مساعدات مالية فورية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انهيار السلطة بالكامل. وكان الناطق الرسمي الأردني ناصر جودة أعلن البارحة أن زيارة مقررة اليوم لمحمود الزهار اليوم إلى عمان قد تأجلت إلى إشعار آخر.
وربط الناطق الرسمي تأجيل الزيارة بما كشفت عنه الأجهزة الأمنية حول مخازن أسلحة تابعة للحركة على الأراضي الأردنية، وقال "كانت كمية ضخمة والقصد منها تنفيذ عمليات تخريبية في الأردن". لكن حركة حماس سارعت اليوم إلى نفي اتهامات عمان.
وتتهم الحركة الإسلامية، عمان بأنها خضعت لضغوط إسرائيلية وأميركية في "تعاملها مع حماس منذ فوزها في الانتخابات التي كسرت ظهرت حركة فتح المعتدلة"،، ويدعم الأردن على الدوام حركة فتح في مواجهة التشدد الديني في فلسطين والأردن.
يذكر أن الحكومة الأردنية كانت لمحت في وقت سابق بعد عودة حماس في الانتخابات التشريعية بأنها "لم توجه أية دعوة لزعماء من حماس"، ولكنها قالت "مرحبٌ بهم في أي وقت آخر".
وفي رده، على تصريحات النطاق الأردني، قال يوسف رزقة وزير الاعلام في الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس "ليس لدينا أي معلومة أو نية او استهداف معين لتهريب اسلحة من خلال الاردن الشقيق". واضاف في مقابلة مع بي بي سي "نحن نحرص على استقرار الاردن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية".
كما قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان هذه الاتهامات "زائفة" مضيفا ان حماس ليس لديها أي مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى. وانتقدت الحركة قرار السلطات الاردنية الغاء زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الى الاردن في اعقاب هذا الاعلان.
وكان الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة قال لوكالة بترا للانباء ان السلطات الاردنية "عثرت على قاذفات صواريخ ومتفجرات واسلحة اوتوماتيكية تابعة لحماس على الاراضي الاردنية".
واعتبر جودة ان "اكتشاف مخابئ الاسلحة هو بغاية الخطورة وبخاصة بعد تعهد الحكومة الفلسطينية الجديدة التي الفتها حماس بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الاردنية".
وأضاف ان "ناشطي حماس اعدوا لنشاطات تخريبية على الاراضي الاردنية، كما قاموا بمراقبة عدة اهداف في عمان ومدن اخرى"، مستندا الى تقارير استخباراتية تقدمت بها الاجهزة الاردنية بعد مراقبة دقيقة لناشطي حماس.
يذكر ان حماس تتمتع بدعم شعبي في المخيمات الفلسطينية في الاردن، ولكنها اتهمت مرارا باستعمال الاراضي الاردنية للقيام بنشاطات معادية لاسرائيل ترفضها عمان. حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية،، حيث كات تلميحات صدرت من عمان في هذا الخصوص.
وإليه يشار إلى أنه لو تمت زيارة الوزير الزهار فأنها ستطون الاولى من نوعها لمسؤول من حركة حماس الى الاردن بعدما ابعدت عمان كل قياديي الحركة في عام 1999. ومن بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وابراهيم غوشة ومحمد نزال وموسى أبو مرزوق.
وكانت الحكومة القطرية تدخلت في النزاع الذي نشب بين الاردن في عهد حكومة عبدالرؤوف الروابدة، فرتبت لانتقالهم الى الدوحة على متن طائرة خاصة بمرافقة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية.
لكن الدوحة أبعدت ضيوفها عشية الغزو الأميركي للعراق الى سورية بناء على طلب أميركي رغم ان العلاقات ظلت طيبة بينهما،، وحين تمكن ابراهيم غوشة للعودة خلسة الى عمان على متن طائرة قطرية العام 2001 ، تفجر صراع بين الدوحة وعمّان خاصة وأن السلطات الأردنية احتجزت الطائرة المقلة لغوشة احتجاجا على التصرف القطري بالسماح للقائد الفلسطينية بالعودة الى عمان من دون إبلاغ هذه الأخيرة.
ختاما، فإن تقارير من عمان تقول أن للأردن شروطا في التعامل مع رجالات حماس ممن يحملون الجنسية الأردنية وخاصة الذين في الخارج منهم، ومن بينها "أن تبادر حماس إلى شطب مبدأ التمثيل الشرعي والوحيد من منظمة التحرير الفلسطينية، إذا كانت حركة حماس لا تعترف بشرعية قرار الأردن العام 1988 بفك الارتباط مع الضفة الغربية التي كانت جزءا من أراضيه حتى احتلالها العام 1967 من جانب إسرائيل".