مقتل 5 مدنيين بقذيفة قرب مدخل الدفاع العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الملك عبد الله: العراق لم يبلغ نقطة اللاعودة
بغداد: اعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية اليوم الاحد مقتل خمسة مدنيين واصابة ثلاثة اخرين في سقوط قذيفة هاون بالقرب من مدخل وزارة الدفاع العراقية وسط بغداد.واوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "قذيفة هاون سقطت عند الساعة الثامنة من صباح اليوم بالقرب من جسر الجمهورية ومدخل وزارة الدفاع اسفر عن مقتل خمسة من المراجعين المدنيين واصابة ثلاثة اخرين". يشار الى ان وزارة الدفاع تقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني السفارة الاميركية والبريطانية وعددا من مباني الحكومة العراقية.
هجوم اليوم يأتي في أعقاب تعيين السياسي الشيعي جواد المالكي كرئيس وزراء مكلف، ما يضعه الآن أمام مهمة صعبة متعلقة بتشكيل ائتلاف قادر على تجنب أي انزلاق في حرب أهلية.
والمالكي قيادي متشدد بحزب الدعوة دفع من قبل باتجاه اعدام مسلحين سنة قتلوا عراقيين وتطهير الحكومة من أعضاء حزب البعث السابق الذي كان يتزعمه صدام حسين. وكان ينظر الى المالكي من قبل على نطاق واسع على أنه سياسي طائفي غير أن زعماء سياسيين من السنة قالوا انهم يمكنهم التعامل معه.
وأشاد الزعماء العراقيون والرئيس الأميركي جورج بوش بتعيينالمالكي كرئيس للوزراء.
ويبدو ان صورة المالكي كرجل صارم مناسبة جدا في بلد يقول كثيرون فيه انه لا يمكن ان يقودهم سوى رجل قوي. ولكن عراقيين كثيرين ممن يعيشون خارج المجمع الحكومي المحصن في بغداد قالوا بالفعل قبل تكليفه بتشكيل الحكومة يوم السبت انهم يشكون في ان يتمكن اي من الزعماء العراقيين الحاليين أن يخلص البلاد بشكل سريع من المسلحين والعنف الطائفي.
وزادت خيبة أملهم خلال شلل سياسي استمر أربعة اشهر حتى يوم السبت وأدى الى اعاقة تشكيل حكومة جديدة. وتفاقم ذلك ايضا بسبب وعود في انتخابات ديسمبر كانون الاول بالقيام بعمل سريع لمعالجة مشكلات العراق. وقال المالكي للصحافيين انه سيسعى لتشكيل اسرة لا تستند لخلفيات طائفية او عرقية ساعيا للتخلص من صورته كسياسي شيعي متشدد وتقديم نفسه كرجل قادر على توحيد الشيعة والعرب السنة والاكراد.
ودعا المالكي الى دمج الميليشيات العراقية في القوات المسلحة. واضاف المالكي قائلا في أول كلمة له بعد تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة ان الاسلحة يجب ان تكون في أيدي الحكومة وان هناك قانونا يدعو الى دمج الميليشيات في القوات المسلحة.
ودعت الولايات المتحدة في الماضي الى نزع سلاح الميليشيات وقال السفير الأميركي زالماي خليل زاد ان رجال الميليشيات يقتلون عددا من الناس اكثر من المسلحين. وتأمل واشنطن بأن يعزز وجود حكومة وحدة وطنية الاستقرار في العراق ويتيح لها بدء اعادة جنودها الذين يزيد عددهم عن 130 ألف فرد الى الوطن. وقال بوش في سكرامنتو بكاليفورنيا ان اتفاق زعماء العراق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة يعد انجازا تاريخيا "سيجعل أميركا اكثر امنا." واضاف ان"الولايات المتحدة وشركاءنا في التحالف سيعملون مع الحكومة العراقية الجديدة لاعادة تقييم اساليبنا وتعديل طرقنا وتعزيز جهودنا المشتركة لتحقيق النصر في هذه الجبهة المحورية في الحرب على الارهاب."
شهر لتشكيل الحكومة
وأمام المالكي مهلة شهر لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان. ويواجه المالكي مهمة صعبة تتمثل في معالجة مشكلة عنف المسلحين وتخفيف حدة الصراع الطائفي ونزع سلاح الميليشيات وانقاذ الاقتصاد في بلد يقول كثيرون انه يقف على شفا حرب أهلية. وكان التحالف الشيعي أكبر كتلة في البرلمان قد رشح المالكي يوم الجمعة في تصويت جاء كحل وسط لانهاء أربعة أشهر من الجمود السياسي.
واختار الائتلاف العراقي المالكي بعدما انسحب ابراهيم الجعفري الذي كان الاختيار الاصلي للائتلاف مذعنا لاعتراضات الاطراف الاخرى في محاولة لانهاء الازمة. وفي وقت سابق انتخب البرلمان العراقي الرئيس جلال الطالباني وهو كردي لولاية ثانية ليكون أول رئيس غير عربي لدولة عربية. كما انتخب البرلمان السني محمود المشهداني رئيسا له. والمشهداني طبيب سابق في الجيش العراقي ابان حكم صدام وكان قد سجن لانضمامه لجماعة اسلامية محظورة وهو نائب رئيس مجلس الحوار الوطني ويمثل قائمة جبهة التوافق السنية.
وسوف يكون تعيين مسؤولين يشغلون وزارات قوية من بينها الداخلية والدفاع والنفط اختبارا لقدرات المالكي كسياسي قادر على عقد صفقات. ويتهم الزعماء العرب السنة وزارة الداخلية التي يقودها الشيعة بادارة فرق اعدام تستهدف السنة ولذا فقد تكون هناك معركة طويلة حول السيطرة على حقيبة الداخلية. وينفي الشيعة غض الطرف عن تشكيل فرق اعدام.
وقالت واشنطن ان الفراغ السياسي الذي دام أربعة أشهر في العراق أذكى اراقة الدماء.
ويعد دعم الزعماء السنة مهما حيث يستمد المسلحون الدعم من الاقلية السنية.وقال حسين الفلوجي عضو جبهة التوافق العراقية الكتلة الرئيسية للعرب السنة انهم لاحظوا من تصريحاته السابقة ان لديه مواقف طائفية وأن من الخطأ القول بأنه ليست لديهم مخاوف بشأنه. غير أنه أضاف أنهم يطلبون منه استيعاب الدروس من الاحداث الماضية الاخيرة. وقال ان المالكي يتمتع ببعض السمات الطيبة وأنه شدد خلال المفاوضات على مسودة الدستور العراقي على وحدة العراق وعلى الحاجة الى توزيع موارد العراق بشكل عادل.
وأعلن الجيش الأميركي ان خمسة جنود أميركيين قتلوا يوم السبت في هجومين منفصلين بقنابل زرعت على جانب طرق جنوبي بغداد. وقتل اكثر من 2380 جنديا أميركيا في العراق منذ الغزو الذي قادته أميركا في مارس اذار عام 2003 لاسقاط صدام حسين .