مبارك وعبد الله الثاني للتعاون مع أولمرت

نبيل شرف الدين من القاهرة: اكد وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب اليوم ان الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله "ابديا الرغبة في التعامل" مع رئيس الوزراء الاسرئيلي ايهود اولمرت. وقال الخطيب في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري احمد ابو الغيط ان الرئيس المصري وعاهل الاردن "استعرضا آفاق اجراء اتصالات اجراء اتصالات ولقاءات مع الحكومة الاسرائيلية بعد تشكيلها وابديا الرغبة في التعامل مع اولمرت". وكان مبارك بدأ اليوم زيارة تستغرق بضع ساعات لمدينة العقبة الأردنية يجتمع خلالها مع العاهل الأردني، فيما اختتم عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية العامة زيارة إلى صنعاء، حيث التقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بصفته موفداً من الرئيس مبارك .

وتضاربت القراءات حول هذا التحرك المصري العاجل على أكثر من محور، فهناك مراقبون أشاروا إلى أنه ربما كانت هناك معلومات تفيد بوجود دور لأشخاص يمنيين في التفجيرات التي شهدتها شبه جزيرة سيناء مؤخراً، خصوصا بعد هروب عدد من عناصر القاعدة اليمنيين من سجن الأمن السياسي، إلا أن هناك من المراقبين من تحدث عن منظومة أمنية إقليمية جديدة لمواجهة هذه الموجة الجديدة من الإرهاب الذي تعاني منه كل من مصر الأردن والسعودية واليمن، ففي الأردن وقعت تفجيرات في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وفي مصر وقعت سلسلة تفجيرات دامية في سيناء كان آخرها تلك التي شهدها منتجع دهب الاسبوع الماضي .

الأمن والسياسة

وتدور عناصر الخطة الأمنية الإقليمية المفترضة حول عدة محاور، من أبرزها تبادل المعلومات والمطلوبين بين دول المنطقة وفق إجراءات أكثر تبسيطاً، فضلاً عن رسم صورة دقيقة لهذه الخلايا الجديدة للمنظمات الإرهابية، التي تعمل وفق قواعد وأساليب مختلفة تماماً عن تلك التنظيمات التقليدية القديمة، كما أنها تمتد إقليمياً عبر وسائل اتصالات حديثة توفرها شبكة الإنترنت ونظم اتصالات متطورة أخرى، ويجري خلالها تبادل الخبرات والدعم اللوجيستي بين هذه المجموعات

وأوضح مصدر رئاسي أن القمة الأردنية المصرية، التي تعقد في مدينة العقبة على البحر الأحمر، تركز على جوانب أمنية ومنها السبل الكفيلة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأخرى سياسية إذ يبحث الزعيمان الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، بالاضافة الى الأوضاع في العراق .

وأضاف المصدر أن القمة تتطرق أيضا إلى التصعيد في ملف إيران النووي، واحتمال نشوب مواجهة عسكرية ومدى انعكاسات ذلك على الأوضاع في الدول العربية وخاصة دول الخليج .ووفقاً للمصدر ذاته تتناول المباحثات المصرية ـ الأردنية أيضا ترتيبات المنتدى الاقتصادي المقرر عقده في منتجع شرم الشيخ خلال الفترة من 20 إلى 22 أيار (مايو) المقبل، الذي تم توجيه الدعوة للعاهل الأردني لحضوره، بالإضافة الى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية .

ووصل مبارك وعقيلته إلى العقبة ظهر اليوم وكان الملك عبدالله الثاني و الملكة رانيا العبدالله في مقدمة المستقبلين في مطار الملك الحسين الدولي. كما كان في الاستقبال مدير مكتب الملك الدكتور باسم عوض الله والمستشار الخاص للملك فاروق القصراوي ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة محمد الذهبي ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نادر الذهبي ومحافظ العقبة خالد عوض الله والسفير الأردني في القاهرة عمر الرفاعي وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.

ويضم الوفد المرافق للرئيس مبارك وزير الخارجية أحمد أبو الغيظ، ووزير الإعلام أنس الفقهي، ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان، ورئيس الديوان الجمهوري المصري الدكتور زكريا عزمي، والسفير المصري في عمان أحمد رزق.

تجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة للرئيس مبارك الى الاردن تمت فى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2004 في حين تم آخر لقاء بين الرئيس مبارك والملك عبدالله الثاني في القاهرة في 10 نوفمبر الماضي خلال قمة ثلاثية شهدها الملك حمد بن عيسى ملك البحرين الذي كان يزور مصر في تلك الأثناء .