ايران على تصلبها والخمسة الكبار يتناقشون في باريس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: لا تزال ايران على تصلبها في ما يتعلق برفض وقف نشاطاتها النووية المثيرة للجدل في وقت تلتقي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع المانيا اليوم الثلاثاء في باريس لمناقشة طرق الزامها ابداء المرونة في القضية.
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مقابلة مع صحيفة "كايهان" اليوم الثلاثاء "لن نعود الى التعليق" في اشارة الى طلب الدول الغربية من ايران وقف تخصيب اليورانيوم.
وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت ايران عرضت تعليق انشطتها موقتا خلال المحادثات التي جرت في الاونة الاخيرة مع روسيا، قال الوزير الايراني "لا، لن نعود اطلاقا الى التعليق". واكد متكي على الانقسامات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) حول الخطوة التالية لدفع ايران الى الاذعان للمطالب الدولية فيما يلتقي دبلوماسيو هذه الدول بالاضافة الى المانيا في باريس اليوم الثلاثاء لبحث هذا الملف. وقال ان "هاتين الدولتين اعلنتا رسميا وقامتا بابلاغنا في محادثات دبلوماسية بانهما تعارضان العقوبات والهجمات العسكرية". واضاف الوزير الايراني "من الخطأ الاعتقاد ان الغرب يمكنه القيام بما يحلو له مستخدما الية مجلس الامن".
من ناحيته اعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية اليوم الثلاثاء ان ايران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 4.8%، اي اعلى من تلك التي اعلنتها مطلع نيسان/ابريل، كما نقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية.
وقال غلام رضا آغا زاده بحسب الوكالة ان "اخر مستوى للتخصيب بلغ في ايران نسبة 4.8%". واضاف ان "مستوى تخصيب يفوق نسبة 5% ليس على جدول الاعمال في ايران وهذا المستوى يكفي لانتاج الوقود النووي".
وكانت ايران اعلنت في 11 نيسان/ابريل انها قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.6%. ولم تتقيد الجمهورية الاسلامية بمهلة 28 نيسان/ابريل التي حددها مجلس الامن كموعد لتعليق تخصيب اليورانيوم. واطلقت ايران نشاطات تخصيب اليورانيوم في كانون الثاني/ يناير في اطار تطبيق سياسة الامر الواقع التي اتبعتها منذ الصيف الماضي مع انطلاق الحديث عن موضوع اليورانيوم.
وقال امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني اليوم الثلاثاء في حديث مع قناة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" ان "اللعبة تغيرت تماما وصار من الضروري ايجاد حل جديد". اضاف "لا نستطيع ان نبقي على حلول الماضي".
ويلتقي اليوم في باريس مدراء وزارات الخارجية لدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) والمانيا للتشاور في طرق الزام ايران التخلي عن موقفها.
إلى ذلك شدد المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز اليوم في باريس على ضرورة ان يكون المجتمع الدولي "موحدا في توجيه رسالة شديدة الحزم" لايران بشان برنامجها النووي.
وقال بيرنز امام الصحافيين قبل اجتماع في العاصمة الفرنسية لممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ان "ايران تدفع حاليا المجموعة الدولية الى الرد بطريقة اقوى". واضاف المسؤول الاميركي "ليس لدى مجلس الامن الدولي من خيار سوى المضي في طريق الفصل السابع" من ميثاق الامم المتحدة الذي يتم تفعيله في حالات تهديد السلام والذي يمكن ان يمهد الطريق امام عقوبات او حتى عمل عسكري كخيار اخير.
واوضح "لم نتخل عن الخيار الدبلوماسي" موضحا ان اجتماع باريس سيبحث في شكل مشروع قرار ضمن الفصل السابع. وتابع "سنبحث اليوم في شكل مشروع القرار هذا الذي اعتقد انه سيطلب على الارجح من ايران تعليق انشطتها النووية" الحساسة استجابة لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان الاوروبيين سيقترحون اليوم خلال اجتماع في باريس بشان الملف النووي الايراني جعل مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملزمة من خلال قرار لمجلس الامن الدولي.
وترغب الدول الاوروبية في ان يوجه مجلس الامن "رسالة حازمة وموحدة" لايران و"سيقدمون لهذه الغاية بعض الافكار لشركائهم" كما اوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي. وقال ان "الهدف هو تعزيز سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يفترض ان تبقى في صلب العملية عبر اعطاء قوة الزامية لمطالبها وخصوصا تلك المتعلقة بتعليق انشطة تخصيب ومعالجة اليورانيوم".
وتلتقي واشنطن وباريس ولندن على امكانية اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يمكن ان يشرع اللجوء الى عقوبات وصولا الى العمليات العسكرية في حال نشوء حالة تهدد السلام والامن الدوليين. بالمقابل تعارض روسيا والصين هذا الحل الذي يمكن ان يدفع طهران الى قطع علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومتابعة تطوير برنامج نووي سري.
واشار متكي مباشرة الى الانقسام الحاصل في مجلس الامن حول هذا الموضوع في مقابلاته مع الصحيفة الايرانية. وقال " اعلن هذان البلدان (الصين وروسيا) رسميا معارضتهما للعقوبات والهجمات العسكرية كما قالا ذلك لنا في اطار محادثاتنا الدبلوماسية". اضاف " من الخطا تماما الاعتبار انه بامكان الغرب ان يقوم بما يحلو مستخدما الية مجلس الامن".
وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل الاثنين بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وانهما اتفقا على "ضرورة منع ايران من حيازة الاسلحة النووية من خلال مجلس الامن تحديدا".
ويريد الرئيس الاميركي ان يقنع المترددين بصوابية وجهة نظره في ما يتعلق باللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة اذ يشير ان "مصداقية" مجلس الامن على المحك. ومن المفترض ان يمهد الاجتماع في باريس الى اجتماع اخر في نيويورك يجمع وزراء خارجية الدول الست المعنية. ويمكن للغربيين ان يقدموا اعتبارا من الاسبوع الماضي مشروع قرار يرغم طهران قانونا على احترام الموجبات التي يفرضها عليها.
وفي وقت لا تستبعد الولايات المتحدة فيه احتمال اللجوء الى القوة تشدد مصادر في باريس على ان الفصل السابع "لا يتضمن بالضرورة اللجوء الى القوة العسكرية". وتؤكد ايران ان اهداف برنامجها سلمية حصرا وتهدف الى انتاج الكهرباء بيد ان الغربيين يخشون ان يؤدي تحوير استعمال هذا البرنامج الى تطوير قنبلة نووية. واعتبر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان هالوتز ان حيازة ايران المحتملة لسلاح النووي يشكل "خطرا وجوديا على اسرائيل".