أخبار

برزان: إحتلال الكويت خطأ استراتيجي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

احتلال الكويت خطأ استراتيجي جسيم
برزان: صدام هتلر والعراقيون لاذنب لهم بحروبه

برزان يلقي كلمته في إحدى جلسات المحاكمة أسامة مهدي من لندن : بعد ان شبه برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين ورئيس جهاز مخابراته وممثله في مكتب الامم المتحدة بجنيف بهتلر واكد في الحلقة الاولى من مذكراته بان العراقيين لاذنب لهم بحروبه يعود في الثانية ليشير الى ان قرار احتلال الكويت عام 1990 كان خطأ استراتيجيا جسيما متوقعا انه سيؤدي الى حالة من اللاعودة بين العراق وبقية الدول العربية .

واضاف برزان في مذكرات بخط يده كتبها في جنيف عام 1994 وتنشرها على حلقات جريدة الشاهد المستقل العراقية اليوم انه لم يعد متحمسا للطريقة التي تجري بها الامور بالنسبة للسياسة العراقية وخاصة مع مجلس الامن باعتبارها العقدة الرئيسية التي تؤدي الى التعامل مع الامور الاخرى داخل العراق وخارجه وقال انه يعتقد ان هناك غيره من هو بنفس الحال ولكن ظروفهم وتواجدهم في داخل العراق وضمن التشكيلة الرسمية تحتم عليهم ان يتظاهروا بالحماس لهذه السياسية رغم قناعتهم بعدم جدواها .

ويشدد برزان في مذكراته على ان ما يحدث من جراء هذه السياسة ونتائجها المباشرة والمستقبلية على حاضر العراق ومستقبله خطير جدا ويقول انه ليس مستبعد ان يؤثر ما يحدث وما سوف يحدث على عموم المنطقة المجاورة للعراق مؤكدا ان مركز القرار العراقي وقع بخطأ جسيم واستراتيجي عندما اتخذ قراره بدخول الكويت في الثاني من اب (اغسطس) عام 1990 دون حسابات دولية واقليمية ووطنية دقيقة تتناسب مع حجم مثل هذا القرار مشيرا الى ان ما حدث منذ ذلك التاريخ اثبت خطأ وفشل هذا القرار وضعف الحسابات التي استند اليها.

وفي هذه الحلقة الثانية من مذكراته التي تنشر كما كتبها برزان بخط يده وباخطائها اللغوية والاملائية يقول ان احتلال الكويت سيضع العراق في حالة اللاعودة الى الدول العربية ويقدم خدمة كبيرة واستراتيجية لاعداء العرب سواء كانت اقليمية او دولية .. وهنا نص هذه الحلقة :

وجهة نظر وحقائق

اعترف انني لم اعد متحمسا للطريقة التي تجري بها الامور بالنسبة للسياسة العراقية وخاصة مع مجلس الامن باعتبارها العقدة الرئيسية التي تأدي الى التعامل مع الامور الاخرى داخل العراق وخارجه واعتقد ان هناك غيري من هو بنفس الحال، ولكن ضروفهم وتواجدهم في داخل العراق وضمن التشكيلة الرسمية تحتم عليهم ان يبذلوا جهد او يتظاهروا بالحماس لهذه السياسية رغم قناعتهم بعدم جدواها، لانهم بين مجبرين ومتأملين، مجبرين لانهم يعرفون ماذا ينتظرهم في حالة توضيح افكارهم او الاقناع عن الحركة بالاتجاه المطلوب بينهم، متأملين باحتمال امكانية التأثير على مراكز القرار وصولا لحالة من التغير وصولا للنهم السياسي الذي يتماشى مع الضروف وينسجم مع الامكانيات المتاحة، اني اعرف مسؤولين في الدولة والحزب مؤمنين بضرورة التفسير والانفتاح والتركيز على ما يهم العراق والعراقيين.

ان ما يحدث من جراء هذه السياسة ونتائجها المباشرة والمستقبلية على حاضر العراق ومستقبله خطير جدا، وليس مستبعد ان يأثر ما يحدث وما سوف يحدث على عموم المنطقة المجاورة للعراق. لذا لابد ان نقول ان مركز القرار العراقي وقع بخطأ جسيم واستراتيجي عندما اتخذ قراره بدخول الكويت في 1990/8/2 دون حسابات دولية واقليمية ووطنية دقيقة تتناسب مع حجم مثل هذا القرار. وما حدث منذ ذلك التاريخ ولحد الان اثبت خطأ وفشل هذا القرار وضعف الحسابات التي استند اليها. وعندما نفذ ذلك القرار كانت هناك ردود فعل دول عربية كبيرة، وهذا طبيعي لان كل فعل لة ردة فعل مساوي لة في القوة ومضاد لة بالاتجاه كما هو معروف في علم الفيزياء. ولهذا كانت هناك مشكلة وليس كبقية المشاكل وهي ان الكويت ليس اي دولة اخرى انما بالحقيقة شركة غربية تملك احتياطي ظخم من النفط وهي بالتالي قاعدة غربية مهمة للعمل في المنطقة وما يحيط بها، اضافة لكونها اداة غربية لتنفيذ سياسة الغرب في منظمة ابك.
وبالتالي ان نظام هذه الشركة مستند 100% على القرب في استمرارها وتسير امورها.

ويصرخ في وجه القاصي وبالوقت نفسه ان الدولة التي دخلت الكويت هي العراق، والادهى من هذا ان الشخص الذي يقود العراق والذي اتخذ القرار نفسه هو الرئيس صدام حسين المعروف بسياسة المعادية للغرب واسرائيل والمعروف ايضا بسياسته في مجال النفط... الخ لذا كانت ولا زالت ردود الافعال تتجاوز حدودها من وجهة نظر الكثيرين، وفي رأيّ سوف تتطور اكثر وبشكل اخطر في حالة عدم ايجاد حل لهذه القضية الخطيرة، ونتيجة للقرار نفسه وكأمر طبيعي حدث انقساما حادا في الصف العربي الذي هو بالاساس هش، وضيف نتيجة اختلاف الرؤيا للامور كافة ونتيجة الشك والخوف الذي هو موجود بين الحكام العرب، وكانت الغلبة للطرف المنتصر للكويت بدافع الخوف من العراق او نتيجة لحسابات خاصة بكل طرف من الاطراف. بنفس الوقت وقع نفس الانقسام ولو بشكل اخف في صفوف القوى الوطنية العربية واختلفت الاراء بينها بسبب مفاجئة للحدث وحجمة واختلفت الاراء والاجتهادات حول كيفية تحقيق الوحدة بين قطرين عربين، رغم اتفاق هذه القوى على ثلاثة مبادئ هما:-

- العداء للاستعمار ولاسرائيل وايمانهم باهمية الوحدة التي تأهلهم لمجابهو هذا الاستعمار وهذه الدولة التي يعتبروها غازية ومغتصبة.
- التقارب بين الدول العربية وصولا لنوع من انواع الاتحاد وليس بالضرورة ان يكون وفق نظرية ضرب البعث ومفهومه للوحدة.
- سد حاجة الدول العربية الفقيرة من قبل الدول العربية الغنية، اما فكرة توزيع الثروة العربية بشكل متساوي وحسب فكرة الرئيس صدام حسين التي طرحها بعد 1990/8/2 فهذا امر لاتقبله الدول الغنية ومستعدة لان تستدعي الغرب وحتى اسرائيل لاجهاض هذه الفكرة والقضاء عليها.
بنفس الوقت لا اعتقد ان الدول العربية الفقيرة تتطلع لاكثر من مساعدات واستثمارات تساعدها على حل مشاكلها الاقتصادية التي تولد لها مشاكل اخرى في مجالات اخرى.

ولكن بعد هذه الدول او بعض من يدعي انه يمثل شعب اذا تحققت الفكرة دون ان تحترق اصابعه بنارها لماذا لايقبلها ويطبل لها ويهرب عندما تبدء مؤشرات استحالة تطبيقها نظريا، وعندما تبدء مؤشرات رجحان الكفة لغير صالح الجهة التي طرقها لذا اعود واقول ان استمرار هذا الوضع وعدم ايجاد حل سريع لة سوف يعمق التناقضات التي بدءت غير عدائية بالشكل الذي هو عليه الان لكي تأخذ حجم وعمق خطيرين يقف امام اي تقارب عمري مع العراق لوقت طويل بسبب الوضع في العراق وما يعززه على نفسية المواطن العراقي من جهة وما يسببه من خوف وربية من الاطراف الاخرى بسبب معرفتها بما حدث في العراق بسبب استمرار تغذية الوضع الدولي والعربي المعادي للعراق والذي ضحيته الشعب العراقي، لان كما هو معروف ان العربي لم يتخلص من فكرة الاخذ بالثأر وخاصة عند عرب الخليج بسبب خلفيتهم العشائرية البدوية بنفس الوقت هم يعرفون الرئيس صدام حسين ويعرفون تفكيره وما يخبي لهم، وهذا الوضع سوف يأدي لحالة الا عودة بين العراق والدول العربية في حالة استمرارة مما يقدم خدمة كبيرة واستراتيجية لاعداء العرب، سواء كانت اقليمية او دولية.
الشيء الاخر الذي يجب ان يفهمه مركز القرار في بغداد هو حقيقة انفراد الولايات المتحدة الامريكية بالعالم بالشكل الذي جعل الاطراف الدولية الاخرى في مجلس الامن وخارجه غير قادرة على اتخاذ اي قرار معاكس لرغبة الولايات المتحدة وسياستها في منطقة الشرق الاوسط والمناطق الاخرى المهمة في العالم.
وما حدث في مجلس الامن يوم 5/17 الجاري عندما صوت مجلس الامن ضد مصادرة اسرائيل لاراضي فلسطينية واستعمال الولايات المتحدة الامريكية (الفيتو) دليل واضح على سياستها وبنفس الوقت دليل واضح على حدود قدرة الدول الاخرى في الاعتراض على سياسة الولايات المتحدة الامريكية.
فعندما تكون سياسة امريكا بهذا الشكل في قضية واضحة مثل مصادرة اسرائيل لاراضي فلسطينية فكيف سوف تكون في حالة تصويت مجلس الامن على موضوع رفع الحصار عن العراق؟!

وكان برزان التكريتي هاجم صدام حسين في الحلقة الاولى من مذكراته التي نشرت الاسبوع الماضي وشبهه بهتلر وتساءل قائلا :كيف تشعر وانت في العراق بأنك تعيش بكرامة وحرية عندما لاتحني رأسك لأحد الا للقانون .. عندما تحصل على حقك بدون رجاء او استرحام تتقدم به وانت تتمزق لكي تستعطف الحاكم من اجل ان يعطيك حقك.. واضاف ان هذا الجيل من العراقيين لاذنب له بالاموال التي هدرت على تنمية سريعة غير مدروسة وغير مخطط لها كما انه لاذنب له بخراب الاقتصاد والسياسة مع العالم .وقال ان هذا الجيل لاذنب له ايضا بالحرب مع ايران ولا بالحرب الثانية مع اميركا والآخرين ومع ذلك مفروض عليه ان يتحمل اخطاء الذين زجوا بنا في حرب ارتجلوها بغير خطة ولادراسة بل بغير معطيات اقليمية ودولية ولا استعداد عسكري ولا اقتصادي ..وفي اشارة الى صدام يقول برزان في "أذا كان هتلر خسر الحرب لأنه فتح جبهتين في وقت واحد نجد حكومتنا فتحت عشرين جبهة في وقت واحد" .
ومعروف ان برزان يحاكم حاليا مع صدام حسين وستة اخرين من المسؤولين السابقين امام المحكمة الجنائية العراقيا العليا في بغداد في قضية اعدام 148 شخصا من ابناء مدينة الدجيل شمال العاصمة اثر تعرض الرئيس السابق لمحاولة اعتيال فيها عام 1982 ومن المنتظر ان تستأنف المحاكمة في الخامس عشر من الشهر الحالي بعد توقف استمر ثلاثة اسابيع .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف