واشنطن تنفي الرحلات السرية للاستخبارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: نفى مسؤول اميركي رفيع اليوم في بروكسل الاتهام المنسوب الى الاستخبارات الاميركية بنقل سجناء على متن رحلات سرية، داعيا الاوروبيين الى "التهدئة" في هذه القضية التي تضر بالتعاون بين جانبي الاطلسي على صعيد الاستخبارات.
وقال المستشار القانوني لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للصحافيين ان اتهام وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بتسيير "الاف الرحلات" السرية لنقل سجناء هو امر "غير منطقي"، نافيا ان تكون الولايات المتحدة تقوم بنشاط غير قانوني.
واعتبر محامي الخارجية الاميركية جون بيلينغر ان "الاتهامات التي تحدثت عن الاف الرحلات لنقل سجناء بهدف اساءة معاملتهم او تعذيبهم هي بكل بساطة غير منطقية"، مكررا ان "واشنطن لا تصدر التعذيب ولا ترسل سجناء الى دول سعيا الى تعذيبهم". وحض "الحكومات الاوروبية او المسؤولين الاوروبيين الحكماء على القول ان (هذه القضية) خارج السيطرة".
وتابع بيلينغر "لا دليل واحدا على ان سجناء كانوا على متن تلك الرحلات، او ان رحلات متصلة بعمل الاستخبارات مارست انشطة غير قانونية"، رغم انه لم ينف تسيير رحلات مماثلة.
وجاءت تصريحات بيلينغر الذي اقر بحرج واشنطن في وقت يتواصل فيه تحقيقان متوازيان حول هذه الرحلات المشتبه فيها، الاول يقوم به مجلس اوروبا في ستراسبورغ والثاني يتولاه البرلمان الاوروبي.
وكان مقرر لجنة التحقيق الخاصة في البرلمان الاوروبي كلاوديو فافا اكد الاسبوع الفائت ان اكثر من الف رحلة سرية للاستخبارات الاميركية عبرت منذ عام 2001 مطارات واجواء اوروبية، من دون ان تطلب الدول الاوروبية اي معلومة عنها.
وتحوم شكوك قوية حول استخدام الاستخبارات الاميركية مطارات بعض دول الاتحاد الاوروبي لنقل سجناء الى دول نامية حيث يتعرضون للتعذيب.
وذكر بيلينغر بان الولايات المتحدة اقرت بانها عمدت في الماضي الى "بعض حالات" نقل السجناء، لكنه اكد ان واشنطن "تحترم التزاماتها الدولية وسيادة شركائها الاوروبيين".
واعلن وزير العدل الاميركي البرتو غونزاليس مساء الاربعاء في فيينا ان للولايات المتحدة الحق في نقل سجناء الى دول اخرى ولكن ليس الى دول يتعرضون فيها للتعذيب.
لكن مانفريد نواك، المقرر الخاص للامم المتحدة حول التعذيب وانواع اخرى من العقوبات والمعاملة غير الانسانية والمهينة، رأى ان "عمليات النقل الاستثنائية غير قانونية من دون ادنى شك". وقال امام لجنة التحقيق في البرلمان الاوروبي ببروكسل "اعتقد ان ثمة ما يكفي من الادلة للقول ان هذه الممارسة استخدمت ولا تزال تستخدم".
ونبه بيلينغر القلق من تداعيات هذا الجدل، الاوروبيين الى ان هذه القضية ستؤثر سلبا على التعاون في مجالي الاستخبارات ومكافحة الارهاب. وقال "مجرد الافتراض ان هذه الرحلات استخدمت بشكل او باخر في انشطة غير قانونية يضر فعلا بالتعاون بين الولايات المتحدة واوروبا". واشار الى ان عددا من هذه الرحلات قد تكون اقلت خبراء او مسؤولين اميركيين يعملون في اطار مكافحة الارهاب، او نقلت وثائق لها علاقة بالتحقيق. واضاف انه لهذا السبب "ندعو الاصوات الحكيمة الى محاولة تهدئة الامور".
وابدى بيلينغر استعداده مع مسؤولين اخرين في الخارجية الاميركية للقاء اعضاء لجنة التحقيق في البرلمان الاوروبي حين يزورون الولايات المتحدة بين الثامن والثاني عشر من ايار/مايو، ولكن في اطار غير رسمي.