شبح ووترغيت فرنسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: يحتفل الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم بالذكرى الحادية عشرة لوصوله الى السلطة في اجواء تخيم عليها الفضائح التي تطاول المقربين منه ووسط تشرذم صفوف حزب الغالبية الحاكمة الذي اوصل شيراك الى سدة الرئاسة الاولى في عام 1995. وقبل سنة تماما من انتهاء ولايته الثانية تبدو حظوظ شيراك في خوض معركة التجديد لولاية ثالثة ضعيفة على الرغم من ترويج بعض المقربين منه لاحتمال ترشحه مرة ثالثة .
ولكن حصيلة الولايتين الاولتين لا تترك حظوظا كبيرة للرئيس السبعيني الذي لم يتوان خصوصه عن التشكيك بقدرته على تولي مسؤولياته على اثر الوعكة الصحية التي المت به في سبتمبر ايلول الماضي وفتحت علنا معركة خلافته بين اقرب المقربين منه رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان ووزير الداخلية نيقولا ساركوزي .
معارضو شيراك من الاحزاب اليسارية استبقوا الذكرى بادراج حصيلة سلبية للسنوات الاحدى عشرة الاخيرة مذكرين بالهزيمة التي مني بها الرئيس الفرنسي في الاستفتاء على الدستور الاوروبي العام الماضي وبخسارة حزبه الكبيرة في انتخابات مجالس الاقاليم مرورا باعمال الشغب في الضواحي وبعدها الفشل في تمرير قانون " اول وظيفة" وصولا الى فضيحة" كليرستريم" حول حسابات مصرفية سرية قيل ان رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان يقف وراءها من اجل توجيه ضربة لخصمه وزير الداخلية نيقولا ساركوزي .
ولم ينفع نفي دوفيلبان والدعم الذي تلقاه من الرئيس شيراك في محو الاثار السلبية لهذه الهزيمة التي تلاها ترويج لاحتمال اجراء تغيير حكومي استدعى تدخل رئيس الجمهورية الليل الفائت ليؤكد استمرار الفريق الحكومي باعضائه الحاليين .
واذا كانت المعارضة تطالب برحيل الحكومة التي اصبحت بنظرها مشلولة فان دوفيلبان تجاهل هذه الدعوات محاولا تخطي تداعيات الازمات المتلاحقة فحول مؤتمره الصحافي الشهري قبل يومين مناسبة للتاكيد على اضطلاعه بمسؤولياته كاملة معلنا عن برنامج تحرك حكومته للمرحلة المقبلة وشعاره بسيط وواضح : " استمرار العمل الحكومي بمنأى عن الجدل حول الفضائح" مؤكدا ان الامر الوحيد الذي يهتم له الشعب الفرنسي الان هو العمل الحكومي لتحسين الظروف المعيشية واعدا مستقبل زاهر مؤكدا ان تخليه عن تحمل مسؤولياته وعن تكثيف العمل الحكومي يشكلان خطوة غير مسؤولة .
ولكن دو فيلبان الذي لم يعلن عن خطوات محددة لعمله اكتفى بذكر العناوين الرئيسية وهي محاربة البطالة وزيادة القدرة الشرائية و تطوير نظام الضمان الصحي. واذ كان رئيس الحكومة حاول من خلال طرح هذه العناوين اخراج الحياة السياسية والشعبية من دائرة التجاذبات والفضائح المتكررة فانه لم يستطع بالمقابل كسب الراي العام المحلي الذي لم يعد يمنح ثقته عن الحكومة ورئيس الجمهورية وفقا لاستطلاع للراي اظهر تدني شعبية شيراك ودو فيلبان.
سنة اخيرة من عهد شيراك تبدأ باسوأ ما يمكن لرئيس ان ينهي به عهده .فرائحة الفضائح والنزاعات الداخلية وخلافات الطامعين بخلافة شيراك دفعت باحد المعلقين الى تشبيه الاجواء الراهنة في فرنسا بتلك التي رافقت فضيحة ووترغيت في الولايات المتحدة عام 1974 . فهل يكون شيراك نيكسون الفرنسيين ؟