تظاهرة في دارفور ترغم موفد الامم المتحدة على المغادرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم، فيينا: اضطر مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند اليوم الاثنين لمغادرة مخيم للاجئين في دارفور على عجل بعد ان اتخذت تظاهرة قام بها نازحون يطالبون بالحماية طابع العنف.
وجاء هذا الحادث في وقت تتزايد فيه الدعوات الى انتشار سريع لقوات حفظ سلام من الامم المتحدة في هذا الاقليم السوداني الغربي الذي يشهد حربا اهلية منذ ثلاث سنوات.
وقال موظفو الاغاثة في كالما كامب، واحد من اكبر مخيمات النازحين حيث يقطن قرابة 100 الف شخص، ان المتظاهرين الغاضببن هاجموا ايغلاند. واوضحوا ان النازحين الغاضبين القوا الحجارة على سيارة تابعة للامم المتحدة بعد أن انتشرت شائعة بينهم بان موظفي الاغاثة المحليين على صلة بميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة.
ويشكو النازحون من ان القوات الحكومية والميليشيا التابعة لها تواصل الهجوم عليهم حتى داخل المخيمات. واضافت المصادر نفسها ان ايغلاند وموظفي الاغاثة غادروا المخيم الى مدينة نيالا المجاورة (عاصمة جنوب دارفور).
يذكر ان ايغلاند الذي كان في مقدمة المسؤولين الدوليين الداعين الى عمل دولي لوقف النزاع الدامي في دارفور منع الشهر الماضي بقرار من سلطات الخرطوم من زيارة دارفور.
ومنذ أن بدا النزاع بين المتمردين ذوي الاصول الافريقية ضد نظام الخرطوم الذي يمثل الغالبية العربية في 2003 سقط ما يصل الى 300 الف قتيل. وادت اعمال العنف التي وصفتها الادارة الاميركية بانها "ابادة جماعية" الى نزوح قرابة 2.4 مليون شخص من بينهم 200 الف لجأوا الى دولة تشاد المجاورة.
ومن المقرر ان يعود ايغلاند الى الخرطوم في وقت لاحق اليوم الاثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين ينتظر ان تتركز حول رغبة المجتمع الدولي في احلال قوة تابعة للامم المتحدة محل قوات الاتحاد الافريقي في دارفور. وكانت الخرطوم تعارض حتى الان نشر قوات للامم المتحدة ولكنها ابدت استعدادا لذلك بعد ان وقعت اتفاق سلام الجمعة الماضي في ابوجا مع الفصيل الرئيسي للمتمردين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية جمال ابراهيم امس الاحد ان "الحكومة ستبحث ما اذا كانت ستحتاج ام لا الى مساعدة قوات اجنبية وربما تطلب انتشار قوات تابعة للامم المتحدة". ويعتبر انتشار القوات الدولية اساسيا لكي يؤدي اتفاق ابوجا الجزئي الذي امتنع فصيلان من المتمردين عن توقيعه الى جلب السلام لسكان دارفور فعلا.
واصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش امس الاحد بيانا دعت فيه الاطراف المتنازعة الى وقف الهجمات على موظفي منظمات الاغاثة الانسانية العاملة في دارفور. وقال مدير ادارة افريقيا في المنظمة بيتر تاكيرامبود انه بعد ثلاث سنوات من اندلاع النزاع "يعتمد اكثر من ثلاثة ملايين شخص في دارفور على المساعدة الدولية للعيش". واضاف "ان الاطراف المتحاربة يجب ان تتيح لموظفي الاغاثة الوصول الى المحتاجين".
وتجري اكبر عملية اغاثة انسانية في العالم في دارفور حيث يوجد 14 الف من موظفي المنظمات الدولية وغير الحكومية. ورحب المجتمع الدولي باتفاق السلام الذي تم توقيعه بعد ان ارسلت الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولين على مستوى رفيع من اجل الالقاء بثقلهما في المفاوضات وحل المشكلات العالقة. واعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 56 دولة الاسلامية "ترحيبها الكبير ودعمها الكامل" للاتفاق الذي وصفته بانه "تطور هام".
مساعدات انسانية جديدة من الدنمارك الى دارفور
في سياق متصل اعلنت وزيرة التعاون الدولي اولا تيرنيس اليوم في كوبنهاغن ان الدنمارك ستخصص مساعدة انسانية جديدة بقيمة 2.68 مليون يورو لضحايا النزاع في دارفور (غرب السودان).
وترفع هذه المساعدة الجديدة القيمة الاجمالية للمساعدات التي قدمتها الدنمارك لدارفور منذ 2003 الى اكثر من 44،21 مليون يورو.
وافاد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" نشر اليوم الاثنين ان الوضع بات صعبا في هذا الاقليم في الاسابيع الاخيرة مشيرا من جهة الى عرقلة الحكومة السودانية لعمل المنظمات الانسانية ومن جهة اخرى الى نهب المتمردين لقوافل المساعدات.
واضافت "علينا بالتالي ان نقوم بكل ما في وسعنا لتقديم المساعدات الضرورية للمحتاجين اليها قبل حلول موسم الامطار".
الاتحادان الاوروبي والافريقي يدعوان متمردي دارفور الى توقيع اتفاق السلام
وفي هذا السياق دعا الاتحادان الاوروبي والافريقي والسودان اليوم من فيينا كل فصائل المتمردين في دارفور الى التوقيع على اتفاق سلام ابوجا. ورحب وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي و"الترويكا الافريقية" المجتمعين اليوم الاثنين في فيينا ب"التوقيع (الجمعة) على اتفاق السلام حول دارفور بين الحكومة السودانية وحركة جيش تحرير السودان" احدى اكبر حركات التمرد لانهاء حرب اهلية اندلعت قبل ثلاث سنوات في هذه المنطقة التي تقع غرب السودان. واعرب الاتحادان الاوروبي والافريقي في بيان عن الارتياح للتوقيع على "اتفاق يفتح المجال امام تحسين سريع للوضع الانساني والامني ميدانيا ويساهم في حماية المدنيين ووصول المساعدات الانسانية وارساء سلام ومصالحة دائمة في المنطقة".
من جهة اخرى حث المشاركون في هذا اللقاء الوزاري الاوروبي الافريقي السادس "بقية حركات التمرد على التوقيع على اتفاق السلام فورا وبدون شروط" وطالبوا "بتطبيق فوري ونزيه" لاتفاق ابوجا. وشدد وزير الخارجية السوداني لام اكول في مؤتمر صحافي على ان "الباب لا يزال مفتوحا حتى الخامس عشر من ايار(مايو) لكل حركة اخرى لم توقع بعد" على الاتفاق. وذكر انه رغم عدم توقيع متمردي حركة العدل والمساواة وفصيل الاقلية في حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد النور على الاتفاق فان 16 مندوبا من هذا الفصيل اعربوا عن رغبتهم في "الانضمام" الى الاتفاق.
وكان المتمردون المتحدرون من القبائل الافريقية التي تشكل الاغلبية في دارفور رفعوا السلاح في وجه الخرطوم احتجاجا على تهميش منطقتهم. واسفرت اعمال العنف في هذه المنطقة عن سقوط نحو 300 الف قتيل وتشريد اكثر من مليوني شخص منذ ثلاث سنوت.
ونشر الاتحاد الافريقي قوة ارساء سلام في المنطقة بلغ عديدها سبعة الاف رجل اعتبارا من 2004 لكنها لم تتوصل لحقن الدماء وظلت تعاني من مشاكل مالية. واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستطلب الثلاثاء من مجلس الامن الدولي بنيويورك اصدار قرار يهدف الى "تسريع" نشر قوات دولية في دارفور.
من جهته اكد اكول ان السودان عدل عن رفضه نشر قوات غير افريقية في دارفور لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي.وصرح جمال ابراهيم المتحدث باسم الخارجية السودانية الاحد لوكالة فرانس برس "الحكومة ستقيم ما اذا كانت ستحتاج الى مساعدة القوات الاجنبية وربما تقرر طلب نشر قوات دولية".واضاف "الا ان مثل هذا القرار هو من حق الحكومة (...) والامر الاكيد انه لن تحضر اي قوات اجنبية الى السودان من دون موافقة الحكومة". واضاف لام اكول ان "السودان كان دائما يبدي استعداده للنقاش مع الامم المتحدة لتلعب دورا في السودان ولم نقل ابدا لا" مضيفا "يجب ان تجري المناقشات في اطار ابوجا". ويرتقب تنظيم مؤتمر للدول المانحة لاحقا.
وذكر الاتحاد الاوروبي انه زاد بخمسين مليون يورو مساعدته التي تقدر بنحو 162 مليونا للقوات الافريقية وان المفوضية الاوروبية منحت في الآونة الاخيرة مئة مليون يورو من المساعدات الانسانية ولاعادة الاعمار. وشاركت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك في الاجتماع مع نظيرها الفنلندي ايركي تومييا. ومثل الاتحاد الافريقي في فيينا وزراء خارجية الكونغو رودولف ادادا ونيجيريا اولييمي ادينيجي والسودان لام اكور. وفي واشنطن اعلن بوش انه طلب من الكونغرس مساعدات غذائية جديدة بقيمة 225 مليون دولار لمنطقة دارفور.