دارفور: ضغوط اميركية ودعوات للتوقيع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك (الامم المتحدة) : وزعت الولايات المتحدة الاثنين في الامم المتحدة مشروع قرار للاسراع في نشر قوة دولية في دارفور في حين دعا الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والسودان كل المتمردين الى توقيع اتفاقية ابوجا للسلام. ورغم اتفاق السلام الموقع الجمعة في ابوجا بين الحكومة ومجموعة المتمردين الرئيسية في دارفور، حصلت مواجهات في مخيم للنازحين اسفرت عن مقتل مترجم سوداني واجلاء الممثل الاعلى للامم المتحدة يان ايغلاند.
واعلنت الخارجية السودانية الاحد في الخرطوم ان "الحكومة ستقيم ما اذا كانت ستحتاج الى مساعدة القوات الاجنبية وربما تقرر طلب نشر قوات دولية".
واضاف "الا ان مثل هذا القرار هو من حق الحكومة (...) والامر الاكيد انه لن تحضر اي قوات اجنبية الى السودان من دون موافقة الحكومة".
وبعد هذا التحول في موقف السودان الذي لم يعد يعارض نشر قوة تابعة للامم المتحدة للحلول محل قوة الاتحاد الافريقي، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين مشروع قرار في الامم المتحدة. وستطلب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الثلاثاء من مجلس الامن اعتماد القرار "لتسريع" نشر جنود دوليين في دارفور. وقال بوش انه اتصل بالرئيس السوداني عمر حسن البشير "لتهنئته على عمله من اجل اتفاق السلام وفي الوقت نفسه لمطالبة حكومته باعلان دعم واضح لقوات الامم المتحدة". وفي الرباط قال صلاح الدين غازي مستشار الرئيس السوداني الاثنين انه لا يوجد "اي مبرر سياسي او اي اساس قانوني" كي تتدخل الولايات المتحدة او الامم المتحدة في دارفور بعد التوقيع على اتفاق السلام.
ويدعو مشروع القرار الذي وزع على الصحافيين حكومة الخرطوم الى التعاون بشكل كامل والسماح لفريق تقني تابع للامم المتحدة بالتوجه الى اقليم دارفور لتقويم حاجات القوة التابعة للامم المتحدة المتوقع ان تخلف القوة الافريقية المنتشرة حاليا في هذا الاقليم. ومارست واشنطن التي تتهم الخرطوم وميليشيات الجنجويد العربية بارتكاب عمليات ابادة في حق السكان المحليين، ضغوطا كبيرة للتوصل الى اتفاق سلام مع الامل في ان يفتح ذلك الباب امام نشر قوة تابعة للامم المتحدة. ووقع اتفاق ابوجا الحكومة السودانية واكبر فصيل في حركة تحرير السودان، ابرز حركة تمرد في دارفور، من اجل وضع حد لحرب اهلية تجتاح هذه المنطقة منذ ثلاث سنوات.
وسيبدأ السودان اعتبارا من 15 ايار(مايو) بنزع اسلحة الجنجويد المتهمين بارتكاب انتهاكات في حق سكان دارفور، في تطبيق اتفاق السلام على ما افاد مسؤول سوداني. اما فصيل التمرد الاخر حركة العدل والمساواة فقد رفضت الاتفاق فضلا عن فصيل صغير بزعامة عبد الواحد محمد النور.
ودعا الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والسودان في فيينا كل المتردين الى توقيع اتفاق ابوجا معتبرين ان "الاتفاق يفتح المجال امام تحسين سريع للوضع الانساني والامني ميدانيا ويساهم في حماية المدنيين ووصول المساعدات الانسانية وارساء سلام ومصالحة دائمة في المنطقة". واضطر الامين العام المساعد للامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية يان ايغلاند الاثنين الى الفرار من مخيم نازحين في دارفور اثر وقوع مواجهات. وخلال هذه المواجهات قتل مترجم سوداني وجرح عدة اشخاص اخرين. وتسببت النزاع في دارفور المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات في مقتل نحو 300 الف شخص ونزوح 4،2 مليون آخرين.