أخبار

عمّان تحسم أمر حماس .. واتهامات لسورية وإيران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حسب ناصر جودة فالاستخبارات ستكشف كل الخفايا
عمّان تحسم أمر حماس .. واتهامات لسورية وإيران

نصر المجالي من المنامة وعلي المعني من عمان: كشف الأردن اليوم عن تفاصيل جديدة في ما قال إنه تورط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تقود حاليا الحكومة الفلسطينية بنشاطات إرهابية على الساحة الأردنية، وتزامن الإعلان الذي ورد على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جوده مع محادثات بدأها وفد أمني فلسطيني برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية طارق ابو رجب مع نظراء في دائرة الاستخبارات العامة الأردنية اليوم. وكشف المتحدث الأردني عن أن بعض الصواريخ والأسلحة تم تصنيعها في كل من إيران وسورية.

وفي التفاصيل، فإنه في الوقت الذي رفضت فيه حركة حماس الحاكمة في المناطق الفلسطينية المشاركة في وفد فلسطيني رسمي للتحادث مع الطرف الأردني حول مسألة مخابئ الأسلحة، فإن الوزير ناصر جودة المتحدث باسم الحكومة الأردنية قال خلال اللقاء بوسائل الاعلام الذي عقده في دار رئاسة الوزراء.. ان مدير الاستخبارات العامة سيقدم ايجازا مفصلا للوفد الامني الفلسطيني حول الاسلحة والمتفجرات التي هربتها عناصر من حماس وخزنتها على الاراضي الاردنية والتحركات التي قامت بها عناصر من الحركة لاستهداف منشآت ومواقع حيوية ومسؤولين مدنيين وعسكريين في المملكة في الفترة الاخيرة.

واضاف الوزير جودة أن زيارة الوفد تأتي نتيجة المباحثات التي جرت في عمان بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والاتفاق الذي تم بينهما على ضرورة ارسال وفد سياسي امني من السلطة الفلسطينية وحكومتها.

وأعرب الناطق جودة عن الاسف عن عدم قيام الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس بارسال اعضاء مع الوفد واختارت عدم المشاركة الامر الذي اثار استغرابا في الاردن خاصة بعد الاتهامات التي صدرت على لسان متحدثين باسم الحركة بالتشكيك بمصداقية الموضوع .

وبين جوده..انه بعد اعلان حماس عن عدم المشاركة في الوفد السياسي الامني تمنى الاردن عليهم اعادة النظر خاصة لخطورة واهمية الموضوع.

واضاف جودة، حسب وكالة الأنباء الأردنية، أن الاردن اكد انه يفضل عدم تبادل التصريحات والمعلومات والكشف عن ادلة او اعترافات عبر وسائل الاعلام ولكن في ضوء عدم مشاركة الحكومة الفلسطينية في الوفد الامني الذي جاء للاجتماع مع نظرائهم هنا فسيقوم الاردن بعرض بعض هذه الادلة والمعلومات وخاصة الاعترافات التي وردت من قبل بعض الموقوفين والمعتقلين عبر وسائل الاعلام المختلفة غدا الخميس بعد انتهاء الاجتماعات مع الوفد الامني الفلسطيني .

واعرب جودة عن اعتقاده في حق المواطن الاردني بالاطلاع على هذه المعلومات..مبينا ان الاردن حاول تطويق الموضوع والابتعاد عن وسائل الاعلام وحاول الاجتماع مع وفد سياسي امني يمثل السلطة الفلسطينية بكل مقوماتها وخاصة الحكومة الا انه في غياب هذا فمن حق المواطن الاردني الاطلاع على المعلومات التي كشفتها الحكومة والاجهزة الامنية بتفصيل وشفافية.

وحول زيارة الرئيس محمود عباس ولقاءاته مع الملك ورئيس وزرائه ، واستماعه للايجاز الذي قدمه مدير الاستخبارات العامة الفريق محمد الذهبي والاتفاق الذي انبثق من هذه اللقاءات وارسال الوفد السياسي الامني الى عمان قال المتحدث ناصر جوده.. ان هذا الاتفاق جاء كحرص من الجانبين خاصة من الجانب الاردني لمحاولة تطويق الموضوع ومعالجته بعيدا عن وسائل الاعلام.

واضاف ناصر جودة القول ان مدير الاستخبارات العامة في الاردن سيطلع الوفد على معلومات مفصلة حول نشاطات حماس على الساحة الاردنية منذ سنوات ولفترة تعود في التسلسل التاريخي الى بداية التسعينات.

وقال الوزير ناصر جودة "ان الاجتماعات بين دائرة الاستخبارات العامة والوفد الفلسطيني ستستمر اليوم ويوم غد على الاغلب وسيطلع الوفد على وثائق سرية ومعلومات وادلة تثبت بشكل قاطع تورط الحركة بتهريب اسلحة وذخائر ومتفجرات الى الاردن وتخزينها في مناطق مختلفة في المملكة بهدف استهداف مواقع ومسؤولين عسكريين ومدنيين وسيطلعون على وثائق وادلة تشير وتدل الى محاولة تجنيد عناصر ليعملوا لصالح الحركة على الساحة الاردنية واستقطاب عناصر تابعة للحركة من الاراضي الفلسطينية وارسالها الى سورية وايران لتلقي تدريبات امنية واستخباراتية وعسكرية".

واضاف المتحدث ناصر جودة القول "ان مدير وضباط دائرة الاستخبارات العامة سيطلعون الوفد الفلسطيني على الاسلحة والذخائر والمتفجرات ومنها اسلحة ومواد خطرة جدا ادخلت بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية..مشيرا الى انه لن يدخل في تفاصيل هذا الموضوع الا انه بين ان من بين تلك الاسلحة / صواريخ كاتيوشا 107 صنع ايران .. صواريخ لا تستخدم ضد المنشآت والاليات وصواريخ جراد متوسطة المدى ورشاشات ومسدسات والغام ومتفجرات من انواع ومصادر مختلفة".

وأكد ناصر جودة ان الاستخبارات العامة اعتقلت في هذه القضية ما يزيد عن 20 شخصا..مبينا ان الحكومة كانت اعلنت انه من خلال التحقيق مع بعض هؤلاء تم العثور على مخابئ اسلحة جديدة ومتفجرات وان هذا الاكتشاف جاء بعد الاكتشاف الاول للاسلحة الذي سبق موضوع زيارة وزير الخارجية الفلسطيني وتأجيلها..مبينا ان هذا الاكتشاف الجديد شمل اضافة الى المخابئ الجديدة للاسلحة الكشف عن مخططات ومعلومات جديدة .

كما أكد الوزير جودة أن دائرة الاستخبارات العامة لا زالت تعتقد بشكل جازم ان هناك المزيد من الاسلحة والصواريخ لا زالت مخزنة في الاردن ولم يتم العثور عليها بعد وسيطلب من الحكومة الفلسطينية ارسال خبراء عسكريين وامنيين للكشف عليها لما تشكله من تهديد كبير للامن الوطني الاردني وسيحمل الاردن أيا كان المسؤولية في ما لو وقع أي حادث او أي عمل على الساحة الاردنية.

واعرب جودة عن استغرابه استهداف الاردن من قبل حركة حماس رغم مبادرات حسن النية من جانب الاردن بهدف اعادة ترتيب العلاقة مع الحركة،
واكد جوده..ان افادات الموقوفين في القضية قادت الى الكثير من المعلومات الخطرة والكشف عن العديد من التحركات والمخططات ومخابئ الاسلحة خاصة عشية زيارة وزير الخارجية الفلسطيني والتي ارجئت لهذا السبب المباشر وتحديدا اعتقال اشخاص عشية تلك الزيارة.

وقال جودة..انه انذاك أي عشية اكتشاف مخابئ المتفجرات والمخططات قال الاردن انه ينتظر زيارة الوفد السياسي الامني الفلسطيني بحسب الاتفاق الذي تم مع الرئيس عباس..مشيرا الى ان وفدا سياسيا يعني ان يكون من الحكومة تحديدا اضافة الى الوفد الامني ..مشيرا جودة الى ان اختيارهم عدم المشاركة بالوفد السياسي كان حسب قولهم انهم يفضلون ان يتعامل الاردن مع قيادات الحركة خارج اطار الحكومة.

وفي معرض رده على اسئلة الصحافيين اكد جودة ان حرص الاردن كان ولازال وسيستمر لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني ودعم الموقف السياسي للسلطة الفلسطينية وانه في هذا الاطار كانت هناك اتصالات مستمرة مع رئيس الوزراء الفلسطيني.

وقال ناصر جودة ان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وخلال اتصال وعندما تزامن اكتشاف المتفجرات اول مرة ارسل وفدا الى مكتب التمثيل الاردني في غزة. وقال..ان هذا الموضوع يقلقهم جدا ووعد باجراء التحريات والتحقيقات اللازمة في هذا الاطار.

واضاف جودة أن اتصالات الاردن بكل اجهزته مع الجهات الفلسطينية مستمرة بشكل يومي وكان هناك لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية..مشيرا الى ان زيارة الرئيس عباس المرتقبة تأتي في اطار التشاور المستمر ما بين جلالة الملك والرئيس عباس والحكومة الاردنية والسلطة الفلسطينية.

وفي رده على سؤال حول نية الاردن تحويل المتهمين او الموقوفين في هذه القضية الى القضاء قال..ان الاردن دولة مؤسسات..مبينا انه تم اكتشاف مخططات وتحركات ومواقع ومخابئ للاسلحة وتم اعتقال عدد من الاشخاص وكل تلك الاجراءت كانت تسير في اطار قانوني وعندما يتم توجيه تهم بعد انتهاء التحقيق ستستمر الاجراءات القضائية.

وفي حين رفض جودة توجيه اتهامات مباشرة لدول في عمليات تهريب الأسلحة وتجنيد أشخاص لديها، أشار في رده على سؤال حول إشارات أردنية لتورط سورية وإيران في عملية تهريب الأسلحة إلا انه لم يشر علنا في حديثه عن هذه العمليات إلى تورط دول وقال" لقد أشرت إلى بعض ما تم اكتشافه من خلال التحقيق والمتابعة..مستذكرا ما ورد على لسانه خلال اللقاء الماضي بقوله" إنني عندما تحدثت عن ان احد المعتقلين تلقى أوامر من قيادي في العمليات موجود على ارض سورية لم أتحدث عن سورية..بل تحدثت ان هذا الشخص موجود على أراضي سورية"مشددا على ان التحقيقات لم تنته بعد وبالنسبة إلى مصدر الأسلحة ومواقع التدريب لا زالت قيد التحقيق..ونحن نتحدث حتى الآن عما يتم اكتشافه خلال التحقيق ولم ينته التحقيق بعد.

وفي رده على سؤال في ما اذا كان سبب عدم مشاركة الحكومة الفلسطينية بفريق التحقيق يعود للخلاف بين حماس الداخل والخارج قال الوزير جودة.."بالنسبة إلى موضوع حماس داخل وحماس خارج هذا شأنهم..نحن نتعامل مع الحكومة الفلسطينية الموجودة على الأراضي الفلسطينية ونتعامل مع السلطة كمظلة تشمل جميع مقومات السلطة بما في ذلك الحكومة..لكن موقفنا في مجمل القضايا السياسية وغيرها موقف معروف لا داعي لإعادته وتكراره الآن".

وقال ناصر جوده"نحن كنا أول من هنأ هنية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية..وكان هناك أسئلة حول لقاءات أردنية مع قيادات حماس بالخارج..وكان هناك جواب دوما بان هناك بعض المشاكل القانونية المتعلقة ببعضهم يجب تجاوزها وحلها قبل اللقاء معهم..وبعدما شكلت الحكومة الفلسطينية بعد فوز حماس نحن صرحنا في عدة مناسبات بأننا نتعامل مع السلطة الفلسطينية".

واضاف المتحدث الأردني القول "وقد كان هناك زيارة مبرمجة لوزير الخارجية الفلسطيني إلى عمان وتم تحديد وقت للزيارة وتحديد بنود وأجندة المباحثات التي ستعقد خلال زيارته وعشية الزيارة تم اكتشاف أسلحة ومتفجرات ومخابئ للأسلحة ومخططات واستطلاعات فكان القرار السيادي الأردني هو أننا لا نستطيع ان نستقبل وزير الخارجية الفلسطيني من جهة بينما هناك استهداف للأردن من جهة أخرى..وقررنا تأجيل هذه الزيارة..وبعد هذا التطور هناك الآن تحقيق جار وانتقل الموضوع بعدها من زيارة لوزير الخارجية إلى انتظار وفد سياسي امني للبحث في هذه القضية".

وأخيرا، حول وقف مساعدات الدول الأوروبية للحكومة الفلسطينية، قال ناصر جودة "هناك تطورات جديدة حول المساعدات الاميركية فقد صدر تصريح أمس الأول من وزيرة الخارجية الاميركية اضافة الى نتائج اجتماعات اللجنة الرباعية"، وهو شدد في هذا الإطار على حرص الملك والاردن باستمرار ومنذ اللحظة الأولى التي تم فيها تشكيل الحكومة..على استمرار الدعم الدولي للشعب الفلسطيني.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف