كليرستريم: قضية ملفقة في حرب الخلافة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: لم يعد من المستبعد ان تصح "نبؤة" رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان حول نهاية حياته السياسية مع الرئيس جاك شيراك في حال ظهر اسمهما في فضيحة كليرستريم المتعلق بتسريب لائحة باسماء شخصيات سياسية قيل انها تمتلك حسابات سرية خارج فرنسا وضالعة في قبض عمولات مالية بشكل غير شرعي . واذا كانت فصول هذه الفضيحة وما رافقها من تسريب معلومات ونفي لها تجعل من الحكمة التعامل بحذر كبير اقرأ أيضاوثائق تثبت تورط شيراك ودو فيلبان في قضية كليرستريم مع صحة "نبؤة "دو فيلبان التي نقلتها صحيفة "لو موند " فالاكيد ان التداعيات ستطاول المستقبل المهني لاحد اشهر قضاة التحقيق في باريس المدعو رينو فان روينباك . فالمصادر القضائية المحت الى امكان ان تعمد وزارة العدل الى سحب طلب ترفيع القاضي المذكور وتعيينه في منصب رئيس في محكمة الاستئناف الباريسية . وسوف يبت المجلس الاعلى للقضاء بهذا الامر في 18 من الشهر الحالي .
وكان القاضي المذكور اعترف في وسائل اعلام بقبوله برسائل من مجهول كوثائق يستند اليها في هذه القضية . موضحا ان هذه الرسائل تضمنت لائحة باسماء شخصيات ورد اسمها في فضيحة كليرستريم وتبين في ما بعد بانها لوائح مزيفة . وما ياخذ على القاضي المذكور هو معرفته المسبقة بان مصدر هذه اللوائح هو الرجل الثاني في مجموعة صناعية فرنسيةـ المانية متخصصة في الطيران والدفاع وبان الرجل المذكور مقرب من دومينيك دو فيلبان .
والاخطر في الامر هو ان احدى محطات التلفزة الفرنسية ذكرت ان القاضي المذكور اعترف في احدى المحاضر الخاصة بهذه القضية بانه نسق مع رجل الاعمال المقرب من دو فيلبان عملية اعداد الرسائل المجهولة المصدر والتي تضمنت لوائح باسماء المتهمين زورا .
وعلى الرغم من نفي القاضي وطلبه فتح تحقيق بالامر لاظهار الحقيقة كاملة فان رئيس اتحاد نقابات القضاة وصف اسلوب القاضي فان روينباك بانها غير قانونية وتطرح مشاكل اجرائية وتاديبية والمستقبل المهني ".
وعلى خط مواز فان رئيس الحكومة لم يعد بمأمن من دفع الثمن السياسي على الرغم من الدعم المتجدد الذي قدمه له الرئيس جاك شيراك . وقد طالب الحزب الاشتراكي المعارض بعقد جلسة برلمانية لطرح الثقة بالحكومة " التي لم تعد قادرة على ادارة شؤون البلاد بسبب تشرذم صفوفها" واذا كان طلب سحب الثقة غير قابل للتحقيق بسبب سيطرة اليمين باكثرية كبيرة على البرلمان فان صورة دو فيلبان في تدهور مستمر في الاوساط الشعبية وقد تراجع التاييد له وفقا لاستطلاع جديد للراي ولم يعد يعرف على اي جبهة يحشد قواه لمواجهة الهجومات التي تشن ضده من المعارضة ومن وسائل الاعلام ومن المقربين من الوزير نيقولا ساركوزي الذي اعتبر ان ادراج اسمه على لائحة الشخصيات التي قبضت رشاوى مؤامرة ضده وقد تم دحض المؤامرة بعدما تبين انه لا يملك اي حسابات سرية . وقد دعمت موقفه هذا المعلومات التي نشرتها صحيفة لوموند والتي جاء فيها ان الجنرال فيليب روندو الذي تولى التحقيق في قضية اللوائح الاسمية كتب على قصاصات ورق ان ساركوزي كان مستهدفا.
دو فيلبان كان دعا الصحافيين الى التحقق من الانباء قبل نشرها وطلب منهم اظهار اكبر قدر من المهنية في ممارسة عملهم . دعوة دو فيلبان قد تجد ما يبررها في خضم تسابق الاعلام على اعطاء سيناريوهات عن هذه القضية وصل بعضها الى حد التوقع ان يكون ساركوزي نفسه وراء افشاء سر هذه القضية بهدف النيل من منافسه الى رئاسة الجمهورية دومينيك دو فيلبان وللقضاء على حظوظ سشيراك بالترشح مرة ثالثة بعد انتهاء ولايته في السنة المقبلة