سباق إعلامي فرنسي لكشف ملابسات فضيحة كليرستريم

اندريه مهاوج من باريس : يعقد وزراء داخلية عشر دول مطلة على غرب الحوض الابيض المتوسط في مدينة نيس, جنوب شرق فرنسا, اليوم اجتماعا مخصصا لقضايا الارهاب والجريمة المنظمة ومكافحة الهجرة غير القانونية.ويشارك في الاجتماع وزراء داخلية اسبانيا وايطاليا ومالطا والبرتغال في الشمال والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس في الجنوب.وبعد العشاء الرسمي الذي اقيم مساء امس للوزراء والوفود المرافقة سينكب المجتمعون اليوم على دراسة مسودة ورقة الارجاءات التي اعدها الخبراء بشان تطبيق القرارات كما قالت وزارة الداخلية الفرنسية.

وتريد فرنسا ان يطغى الطابع الرسمي على الدورة الثانية عشرة التي يعقدها "مؤتمر وزراء داخلية دول غرب المتوسط" الذي تاسس سنة 1995.ويراس دورته الحالية الوزير الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ورد اسمه في قضية كليرستريم المتعلقة بحسابات مصرفية سرية لشخصيات اتهمت بقبض عمولات في صفقة بيع فرقاطات الى تايوان . وعلى الرغم من التثبت من ان الاتهامات لساركوزي باطلة وفي خضم الجدل حول لائحة اسماء الشخصيات المتهمة والتي تبين انها تحمل اتهامات باطلة واحتمال تورط كل من رئيسي الجمهورية جاك شيراك والحكومة دومينيك دو فيلبان في تسريبها وفقا لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية استنادا الى ملاحظات دوّنها الجنرال بيار روندو المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الفرنسية، افادت مصادر دبلوماسية غربية ان رئيس الوزراء الفرنسي قد يبادر الى الاستقالة تحت ضغط الشائعات التي تستهدفه على رغم الدعم الذي يقدمه له شيراك واليوم نشرت صحيفة لو باريسيان النص الكامل للرسالة التي بعث بها القاضي دومينيك دو طالنسيه المكلف بقضية بيع فرقاطات الى تايوان مع القاضي رينوه فان ورينباك الى القاضيين هنيري بونس وجان ـ ماري هوي المكلفين بمتابعة قضية كلير ستريم .

وجاء في الرسالة ان القاضي طالنسيه ابلغ القاضي فان روينباك الذي تسلم لائحة اسماء المتهمين بضرورة الاستماع الى شهادات كل من عماد لحود والجنرال فيليب روندو الذي اجرى تحقيقات حول الحسابات المصرفية والسيد جان لوي غيرغوران رجل الاعمال المقرب من دو فيلبان وان القاضي فان روينباك رد عليه بالقول ان الاستماع الى الشهود ليس في اوانه وان لديه سرا يريد اطلاعه عليه ومفاده ان احد المحامين اتصل به وابلغه ان موكله يعرف اسماء الذين قبضوا عمولات في صفقة الفرقاطات ولكنه خائف على حياته اذا ما افشى بهذه الاسماء وانه ملاحق ومهدد. وتضيف الرسالة ان المحامي دبر لقاءا بين القاضي فان روينباك ورجل الاعمال غيرغوران الذي قال له ان صناعة الاسلحة الفرنسية خاضعة للمافيا الروسية وان عمليات اغتيال حصلت مرتبطة بهذا الامر وانه هو شخصيا مهدد .