فوز سامبي في انتخابات الرئاسة في جزر القمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موروني: انتخب الداعية الاسلامي المعتدل أحمد عبد الله سامبي رئيسا لجزر القمر بفوزه باكثر من 58% من الأصوات متقدما بفارق كبير على خصميه وأحدهما مدعوم من الحزب الحاكم، وفق النتائج المؤقتة الرسمية المعلنة اليوم في موروني. وبحسب النتائج التي اعلنها وزير الدولة المكلف بالاشراف على الانتخابات علي عبدالله، فقد حصل سامبي على 27،58% من الاصوات في الانتخابات التي جرت الاحد، مقابل 8،28% لخصمه الرئيسي ابراهيم خالدي المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته ازالي اسوماني الذي لا يسمح له الدستور بالترشح للانتخابات. اما المرشح الثالث محمد جعفري فحصل على 72،13% من الاصوات.
وبلغت نسبة المشاركة 58% من الناخبين. وقال عبدالله في تصريح علني في البرلمان "اعلن المرشح احمد عبدالله سامبي منتخبا (وفق النتائج) المؤقتة". وستصدر المحكمة الدستورية النتائج الرسمية النهائية التي يتوقع ان تثبت فوز سامبي الاربعاء او الخميس.
وكان انصار خالدي نددوا الاثنين بوقوع عمليات تزوير وتجاوزات اثناء الانتخابات، غير ان مدير حملته يوسف سعيد اعلن الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان خالدي "يعترف بفوز سامبي" ويعدل عن تقديم طلب لالغاء نتائج الانتخابات. واوضح سعيد ان التجاوزات التي اشير اليها الاثنين "غير كافية" لتقديم شكوى. واعتبر الاتحاد الافريقي الذي نشر اكثر من 800 عسكري في جزر القمر الثلاث لضمان الامن خلال العملية الانتخابية، ان الانتخابات كانت "مثالية".
وقبل قليل عن اعلان النتائج، صرح الموفد الخاص للاتحاد الافريقي في القمر خوسيه فرانسيسكو ماديرا للصحافيين ان الانتخابات سمحت "باعطاء سكان القمر رئيسا يتمتع بشعبية حقيقية، بعيدا عن المؤامرات والتزوير". واعتبر المراقبون الدوليون في بيان مشترك تلاه ماديرا ان "الانتخابات الرئاسية جرت طبقا للقانون الانتخابي وكانت حرة وشفافة وذات مصداقية".
وسامبي داعية تلقى علومه في السعودية والسودان وايران وهو نائب سابق ورجل اعمال. وكان حضوره طاغيا في الحملة الانتخابية وقد لقبه انصاره وخصومه على حد سواء ب"آية الله" لاسباب عدة منها ملابسه الشبيهة بلباس رجال الدين الايرانيين. وهو يعلن انه "يؤمن في النظام الاسلامي"، لكنه يشير الى انه لا يريد فرض الحجاب على نساء القمر معتبرا انه لا يمكن اقامة جمهورية اسلامية الا من خلال استفتاء. وجزر القمر التي اسلمت في القرن الثاني عشر تعتمد الاعتدال في الدين وتتبع المذهب السني.
ودعي نحو 310 الاف ناخب من سكان القمر الاحد الى صناديق الاقتراع في جزر الاتحاد الثلاث الكبرى وانجوان وموهيلي لاختيار رئيسهم المقبل من بين ثلاثة مرشحين عينوا بموجب انتخابات اولية جرت في انجوان في 16 نيسان(ابريل). وترتدي هذه الانتخابات اهمية حاسمة للخروج من الازمة الدستورية المستمرة منذ سنوات في هذا الارخبيل الفقير وتوطيد المصالحة الوطنية فيه. ومنذ استقلالها عن فرنسا العام 1975، عرفت جزر القمر البالغ عدد سكانها نحو 630 الف نسمة حوالى عشرين انقلابا او محاولة انقلابية وسلسلة من النزاعات بين السلطات المحلية في الجزر الثلاث.
وفي محاولة لتجنب هذه المشاكل، اقر الدستور الجديد المعتمد عام 2001 نظاما رئاسيا دوريا بين الجزر. وينص القانون على ان الرئيس الذي ينتخب العام 2006 يجب ان يكون من انجوان. وبالتالي لا يحق للرئيس المنتهية ولايته ازالي اسوماني الذي انتخب عام 2002 بعد ان وصل الى السلطة بواسطة انقلاب عام 1999، الترشح لولاية جديدة لانه متحدر من القمر الكبرى.