بلازي يحذر اسرائيل من عواقب الحل الأحادي الجانب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله، القدس: حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم اسرائيل من عواقب المضي قدما في اقرار حل آحادي الجانب مع الفلسطينيين، وذلك خلال اللقاءات التي عقدها مع كبار المسؤولين الاسرائيليين في الدولة العبرية. وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني "لا يوجد حل عادل ودائم للنزاع (مع الفلسطينيين) الا عبر المفاوضات التي تؤدي الى اتفاق بين الاطراف". وفي اشارة الى عزم رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت على تنفيذ خطة "تجميع" للمستوطنين في الضفة الغربية وبالتالي تحديد الحدود بين اسرائيل والفلسطينيين، قال دوست بلازي "ان الحل الاحادي الجانب لن يسمح لاي طرف بتحقيق اهدافه المشروعة". وتابع وزير الخارجية الفرنسي "من غير الممكن ان تحظى حدود تم رسمها من جانب واحد باعتراف دولي".
وسارعت ليفني الى الرد قائلة ان اسرائيل "تفضل ايضا اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين"، مضيفة "الا انه في حال لم ينجح الامر لا بد من ادخال المجتمع الدولي" في عملية البحث عن حلول. وتابعت ليفني "ان الفكرة الاسرائيلية هي العمل على آلية تؤدي الى قيام دولتين".
والتقى الوزير الفرنسي بعد ذلك اولمرت على انفراد ولم يصدر اي بيان بشأن ما دار بين الاثنين. وقبل المؤتمر الصحافي، التقى دوست بلازي مثقفين فلسطينيين في مقر القنصلية العامة لفرنسا في القدس، وشدد امامهم على ضرورة حصول لقاء بين اولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. ومما قاله الوزير الفرنسي "نأمل ان يلتقي ايهود اولمرت ومحمود عباس"، معتبرا انه "من غير الممكن ان نعطي للشعب الفلسطيني الانطباع باننا سنتركه يلاقي مصيره، والا فان التشدد سيكون هو البديل".
وتابع دوست بلازي "بالطبع على قادة حماس ان يتطوروا" وان يعترفوا باسرائيل وباتفاقات السلام الاسرائيلية الفلسطينية والتوقف عن الدعوة الى الكفاح المسلح، مضيفا انه "لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لتجنب حصول ازمة انسانية في الاراضي الفلسطينية". وتابع "ان الذين يعتقدون انه سيكون بالامكان زعزعة حكومة حماس عبر خفض الاموال يخطئون... من المهم جدا ايصال المساعدات الانسانية في اسرع وقت ممكن"، مذكرا بعزم المجتمع الدولي على عدم ارسال المساعدات الى الحكومة الفلسطينية بل الى الشعب مباشرة. وكان دوست بلازي وصل الثلاثاء الى اسرائيل وغادرها عصر اليوم الاربعاء عائدا الى فرنسا. كما تطرق دوست بلازي خلال زيارته الى الملف النووي الايراني معتبرا ان "الكرة باتت في الملعب الايراني". واضاف "اما ان تعلق ايران نشاطاتها النووية الحساسة (...) وعندها بالامكان تقديم اقتراحات ايجابية" خصوصا في مجال التعاون النووي المدني "او ان تبقى ايران مغلقة وترفض التحدث وتمضي قدما في برنامجها النووي وعندها على مجلس الامن ان يتحمل مسؤولياته".
وكان دوست بلازي اعطى مساء الثلاثاء اشارة الانطلاق في اسرائيل ل"موسم ثقافي" فرنسي. وتطرق الوزير الفرنسي خلال هذه المناسبة الى تحسن العلاقات بين فرنسا واسرائيل منذ زيارة ارييل شارون الى باريس في تموز(يوليو) الماضي.
اولمرت يتعهد باعطاء الافضلية للحل السياسي
بدوره اكد رئيس الوزراء ايهود اولمرت اليوم ان اسرائيل ستفعل "كل ما تستطيع" للتوصل الى حل سياسي مع الفلسطينيين من خلال المفاوضات خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان صدر عن مكتبه "سنفعل ما نستطيع للعودة الى المفاوضات". واشار اولمرت الى انه "بالنسبة لاسرائيل من المهم ان تفهم فرنسا ان الشرط لذلك (اعادة اطلاق المفاوضات) هو ان يقبل الفلسطينيون بالمبادئ التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط ونحن لن نتراجع عن هذه النقطة".
وطالبت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) التي تتبنى تطبيق خارطة الطريق وهي اخر خطة دولية للسلام في المنطقة حركة حماس بان تتخلى عن العنف وان تعترف باسرائيل وبالاتفاقات المبرمة معها. ولا تزال حماس حتى الساعة ترفض الخضوع لهذه الشروط. واضاف البيان ان دوست بلازي اوضح ان "فرنسا من جهتها لن تلتقي اي قيادي في حماس".
أولمرت مستعد للقاء أبو مازن دون المساومة بقضايا الارهاب
وقال إنه لا يوجد مجال لمساومة الفلسطينيين حول قضايا الارهاب. موضحا أنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتابع أولمرت قائلا:" لكن ليعلم أبو مازن أن عليه محاربة الإرهاب في السلطة الفلسطينية. وكان اولمرت قد التقى اليوم وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. وفي مؤتمر صحفي عقده الاثنان قال أولمرت أن على فرنسا الضغط على السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن من أجل تنفيذ فوري للالتزامات التي أخذها الفلسطينيون على عاتقهم في إطار خارطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس محمود عباس أعلن أمس الأول استعداده لبدأ تنفيذ مشترك لخاطرة الطريق دون أي شروط مسبقة من إسرائيل.
وقال أولمرت "كل تطور آخر هو أقل نوعية لأنه لا يتم من خلال اتفاق وسنفعل كل ما يمكن لتكون هناك مفاوضات وثمة أهمية بالنسبة لإسرائيل بأن تدرك فرنسا أن الشرط للتقدم باتجاه المفاوضات هو بقبول الفلسطينيين شروط الرباعية الدولية ولن نساوم على ذلك". موضحا أن حركة حماس وحكومتها ستكون عقبة أمام عملية السلام وقال:" وتطرق أولمرت على الحكومة الفلسطينية المنتخبة بقيادة حركة حماس وقال إنه "طالما السلطة الفلسطينية تحكمها حماس بشكل فعلي فإننا سنواجه صعوبة في إجراء مفاوضات سياسية". وأضاف:"أنا شخصيا ملتزم بالمفاوضات مع الفلسطينيين وأعترف بمكانة أبو مازن وأحترمه لكن يجب أن نذكر أنه يمثل السلطة الفلسطينية وليس فردا عاديا".
وحول المساعدات الإنسانية للسلطة الفلسطينية قال أولمرت "سنعمل كل شيء من أجل التخفيف عن المواطنين الفلسطينيين. من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي إن مسؤولين فرنسيين لن يلتقوا مع مسؤولين من حماس واضاف "ولن نمنحهم تأشيرات دخول لفرنسا كذلك فإننا نمارس ضغوطا على دولا أخرى بهذا الخصوص وعلى حماس أن تتغير وموقف العالم لن يتغير ولا حاجة لأن يتغير لكن إذا لم يتلقى السكان الفلسطينيون المساعدة فإنهم سيصبحون أكثر تطرفا ويحظر أن يتدهور الوضع ومن الأهمية بمكان أن تسود الثقة بينك وبين أبو مازن".