تصرفات حماس ستقود لحرب أهلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أبو علي شاهين .. لا للميليشيا السوداء
الأحمد لـ ايلاف: تصرفات حماس ستقود لحرب أهلية
خلف خلف،سمية درويش: دخلت حركتا فتح وحماس اليوم في صدام جديد بعد بدء الوحدة العسكرية التي شكلتها الداخلية الفلسطينية بالانتشار في شوارع قطاع غزة، ونفذت حركة فتح مسيرات احتجاجية مطالبة سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني بالعدول عن قراره وحل القوة، وقال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي لـ ايلاف بأن تصرفات حماس تؤسس لفتنة داخلية وتقود أما لحرب أهلية أو انتخابات مبكرة، معتبراً الخطوة بالرعناء، موضحاً بأن الرئيس أبو مازن أحضر أمامه قائد الحرس الرئاسي وأخبره بالانصياع لأوامر وزير الداخلية، مستغرباً من مثل هذه التصرفات رغم أن الرئيس عباس هو من عمل على أجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية وأوصل حماس للسلطة، وأشار الأحمد أن حكومة حماس تمتلك العديد من الإجراءات وستعلن عنها في الوقت المناسب، منوهاً بأن جهات خارجية توجهها لمثل هذه الأعمال.
وفي غضون ذلك، قال القيادي الفلسطيني البارز عبد العزيز شاهين المعروف بأبو علي شاهين: ارفض أن يكافأ شعبنا بعد قرن من النضال و 58 عاما من النكبة ومنذ 1/1/1965 ونحن نروي تراب الوطن وكل ساحات العالم بالدماء أن نكافأ بانتهاك القانون واغتصابه بهذه الميليشيات السوداء التي خرجت من جحورها، لو كان هناك وزير داخلية فلسطيني لحكومة فلسطينية لقام بنزع هذا السلاح من أيدي هذه الميليشيات وتسليح الشرطة الفلسطينية لكي يستتب الأمن، وأما أن يأتي ليقول أني أريد أن آتي بالهيبة للأجهزة الأمنية وللشرطة الفلسطينية بميليشيا تنظيمية فهذا أمر أنا لم أناضل طيلة حياتي من اجله ومن اجل أن أكفا كمواطن فلسطيني بهذه المكافأة.
وكان أبو علي شاهين نفذ اليوم اعتصاما أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني احتجاجا على انتشار أفراد قوة الداخلية الفلسطينية في الشوارع الفلسطينية، وحمل أبو علي شاهين البالغ من العمر 65 عاما صورة كبيرة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ويافطة صغيرة كتب عليها "لا للميليشيا السوداء"، وأضاف شاهين قائلا: كما أنني جئت لكي احتج على أن ما يتم اليوم هو انتهاك للمواطنة الفلسطينية على أيدي أدعياء بأنهم المسئولين والمسئولين في الصف الأول، وزير الحكومة ووزير داخليته، لقد جئت اليوم لكي أدق الناقوس حتى يصحو هؤلاء النائمون المغفلون الذين لا يعرفون حقيقة شعبنا الذي إذا ما استتر فانه يدمر ما لا تستطيع أية قوة في الأرض أن تدمره.
وطالب القيادي الفلسطيني جماهير الشعب الفلسطيني للخروج سلميا للاحتجاج على انتشار هذه القوة الخاصة قائلا " أدعو كل الشعب الفلسطيني من جنين حتى رفح لكي يخرج بمسيرات احتجاجية سلمية دون أن يحمل أي احد سلاح لنقول لا للفلتان الأمني الذي تمارسه حكومة حماس, فالحكومة يجب أن تحمي الشعب لا أن تحتمي بميليشيا سوداء.كما فسر عبد الحكيم عوض رئيس منظمة الشبيبة الفلسطينية سبب رفض الشبيبة لانتشار أفراد القوة الخاصة لوزارة الداخلية في الشوارع قائلا: نحن نرفض كل الإجراءات التي اتخذها وزير الداخلية لان الذي يريد أن يستقوي بالفوضى لحماية القانون لا يمكن له أن ينجح إطلاقا, وان هناك خطوات من الواضح أنها مدروسة ومفعلة من اجل مضاعفة حالة التوتر الذي تسود الشارع الفلسطيني.
وحول ما إذا كانت الشبيبة ستتحرك في خطوات احتجاجية أخرى قال عوض: نحن سنتحرك سلميا من اجل رفض هذه القرارات لأننا لا نقبل أن تتحول الأراضي الفلسطيني وقطاع غزة إلى صورة تشبه الصومال، ولا يمكن أن نتفرج على مكونات الفتنة وهي تتكون لحظة بعد لحظة, لهذا فإننا بحاجة إلى خطوات احتجاج سلمية من اجل أن يحل محل الانفرادية في اتخاذ القرار والقرارات التي تقوم على قاعدة حزبية ولون سياسي واحد من اجل حوار لكي يتخلص شعبنا الفلسطيني من المعاناة و الألم الذي يأبى البعض إلا أن يتسبب به.
منعطف جديد بالصراع الدائر لانتشار المليشات السوداء
"لن يحكمني الملثمون والمليشات السوداء " ... بهذه الكلمات حمل الوزير والنائب السابق عبد العزيز شاهين ، لافتته ليدور بها في طرقات غزة ، التي شهدت انتشارا مكثفا للمليشات المسلحة ، التي دشن انطلاقتها صباح اليوم وزير الداخلية سعيد صيام.ومع بدء عمل القوة الخاصة التي تضم بين اجنابها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس ، ولجان المقاومة الشعبية ، دخل قطاع غزة منعطفا جديدا في الصراع الدائر بين حركتي فتح وحماس ، حيث دخلت الأزمة في بدايتها عبر الإذاعات التي جندت مذيعها وبرامجها للتعليق على القوة الخاصة .
وقد شرعت إذاعة الأقصى المحسوبة على حماس ، بتمجيد بالقوة التي تمتلك العصا السحرية للقضاء على الفلتان الأمني ، حسب تعبيرها ، بينما راحت الإذاعات المحسوبة على فتح ، تشير إلى وجود أجهزة أمنية وتحذر من فلتان امني جديد قد تقع فيه الساحة .وفي استطلاع سريع أجرته (إيلاف) ، مع شريحة مختلفة من المواطنين ، " سائق وطبيب ومهندس ومدرس وطالب جامعي وموظفة وربة بيت " ، حول موقفهم من المليشات المسلحة المنتشرة بالشوارع والتابعة لوزارة الداخلية ، أكدوا جميعا على حاجتهم للاستقرار وإنهاء الفلتان الأمني ، إلا أنهم رفضوا بشدة وجود تلك المليشات المسلحة بالقرب من المرافق العامة والمناطق السكنية . وتأتي هذه الرسالة للحركتين المتنازعتين على الحكم ، لتقول لهم بصراحة ، " نحن لا نريد حماسا ولا فتحا ، نريد أن نعيش بسلام".
وللعودة للوزير شاهين ، الذي خرج وحيدا في شوارع غزة بعدما قضى حياته بجانب الرئيس الراحل ياسر عرفات ، حيث يرى في هذه القوة التي وصفها بغير الشرعية قامعة للحريات ومكرسة لغياب سيادة القانون. وطالب شاهين ، الحكومة ووزير الداخلية بالتراجع عن هذا القرار ، حيث قال ، " شعبنا لن تحكمه المليشيات السوداء وليس هكذا يكافأ الشعب الفلسطيني ، متهما في الوقت ذاته ، هذه القوة أنها ستطلق النار على الشعب ولن تجد من يحاكمها وان هذه القوة ستذبح القانون من الوريد للوريد".
بدورها دعت حركة حماس ، للمسارعة الفورية بتنفيذ قرار وزير الداخلية بإنزال قوة المساندة التنفيذية للشارع الفلسطيني للجم المجرمين والعابثين ، حسب وصفها . وأكدت حماس في بيان لها ، على ضرورة ملاحقة القتلة وكشفهم ومن يقف ورائهم وإلقاء القبض عليهم ومثولهم أمام العدالة ، مشددة في السياق ذاته على ضرورة قيام وزارة الداخلية بواجباتها المقدسة وتجاوز المعوقات التي تضع في طريقها للحيلولة دون القيام بمهامها. كما حذرت حماس ، هذه الفئة التي أسمتها بـ"المجرمة المشبوهة" من التمادي في غيها وإجرامها ، مؤكدة بان الشعب الفلسطيني لن يسكت عن هذا الإجرام وسيلاحق القتلة.
من ناحيتها أكدت حركة فتح ، أن القوة الخاصة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بأنها خارجة عن القانون ، مطالبة الحكومة بإدانة واستنكار كل الأعمال الإجرامية التي تحصل وعدم التعامل معها بانتقائية وان تعمل على وقف هذا المسلسل الدموي الذي يقود الجميع إلى كارثة بالإسناد إلى قوة القانون والمصلحة الوطنية. واعتبر ماهر مقداد الناطق الإعلامي باسم حركة فتح ، الإعلان عن بدء عمل القوة الخاصة بمثابة إعلان رسمي عن وفاة الأجهزة الأمنية التي تعرضت إلى اعتداءات متكررة مثل تفجير سيارات الضباط ووضع عبوات ناسفة أمام منازلهم. وأكد مقداد أن الإصرار على هذه القوة هو تحدي للرئاسة الفلسطينية وستجلب علينا المزيد من العنف ، معربا عن استغرابه من هذا الإعلان.
كما دعت حركة فتح ، وزارة الداخلية الى تحمل مسؤولياتها وفرض النظام والقانون عبر الأجهزة الأمنية والشرطية الرسمية ووقف ظواهر الانفلات الأمني المنظم التي تتم برعاية الوزارة. هذا ويخشى المواطن الفلسطيني من انتقال الحرب الإعلامية الدائرة حاليا عبر الإذاعات المحلية ووسائل الإعلام المختلفة ، للشارع من جديد بعدما دفن قبل أيام ضحايا المعارك النارية التي شهدها القطاع بين حماس وفتح.