القبارصة اليونانيون لانتخاب برلمانهم والائتلاف يتقدم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا: يدلي القبارصة اليونانيون اليوم بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد في أول انتخابات تشريعية تنظم بعد رفضهم في نيسان(ابريل) 2004 خطة لاعادة توحيد الجزيرة. وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (4:00 ت غ) وستغلق عند الساعة 17:00 (14:00 ت غ) في الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث التصويت الزامي. ودعا الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس الذي تزعم حزبه "ديكو" (يمين الوسط) حملة رفض خطة اعادة توحيد الجزيرة "جميع المواطنين الى التصويت وممارسة حقهم".
ومنذ رفض القبارصة اليونانيين هذه الخطة، تراوح المفاوضات مكانها بين جمهورية قبرص المعترف بها دوليا و"جمهورية شمال قبرص التركية" التي اعلنت من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة،بينما انضم الشطر الجنوبي من الجزيرة فقط الى الاتحاد الاوروبي في ايار(مايو) 2004. وردا على سؤال لصحافيين قبارصة اتراك حول احتمال اجراء "تغييرات كبيرة" في الحكومة القبرصية اليونانية من اجل تسوية وضع الجزيرة بعد الانتخابات، قال بابادوبولوس "ليس هناك اي سبب للتغيير". واكد ان "سياسة الجانب القبرصي اليوناني واضحة وسليمة، لا ارى سببا للتغيير". واعلن المسؤول عن تنظيم الانتخابات لازاروس سافيدس ان عدد المقترعين وصل منتصف اليوم الانتخابي الى 48% من الناخبين المسجلين ما يشكل تراجعا نسبته 8% مقارنة بالانتخابات التشريعية عام 2001.
وكان المفوض الاوروبي للتوسيع اولي رين دعا قبل يومين من الاقتراع، الاسرة الدولية الى استخدام "نافذة الفرص" التي ستفتح في قبرص بعد الانتخابات لتحريك عملية اعادة توحيد الجزيرة. وقال "علينا ان نبدأ العمل بنشاط اكبر - وهذا يتعلق خصوصا بالامم المتحدة - لاستئناف المفاوضات من اجل اتفاق شامل". واضاف ان "الاسابيع والاشهر المقبلة ستكون مهمة جدا، هناك نافذة فرص هذا الربيع وهذا الصيف وعلينا انتهاز هذه الفرصة".
وكان بابادوبولوس التقى في باريس في نهاية شباط(فبراير) الماضي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، لكن المسؤولين التزما الحذر واكدا ان تحريك المفاوضات لاعادة توحيد قبرص يجب ان يستند الى "اعداد دقيق". واكدا في بيان مشترك ان "تحريك عملية التفاوض في اطار المساعي الحميدة للامين العام يجب ان يأتي في الوقت المناسب ويستند الى اعداد دقيق".
وكشف استطلاع نشرت نتائجه في 14 ايار(مايو) ان حزب الرئيس بابادوبولوس "ديكو" (يمين الوسط) الذي تزعم حملة رفض خطة اعادة توحيد الجزيرة قد يزيد عدد نوابه في البرلمان من تسعة حاليا الى 12 من اصل 56 مقعدا. وفي حال تحقق هذا التقدم، فسيكون في نظر الرئيس استفتاء على سياسة حزبه المعارضة لخطة الامم المتحدة. الا ان هذا الحزب يبقى بحسب استطلاعات الرأي في المرتبة الثالثة بعد اكبر حزبين في الجزيرة هما الحزب الشيوعي (اكيل) الاقوى في التحالف الحاكم والذي يشغل حاليا عشرين مقعدا في البرلمان، والحزب اليميني المعارض "ديسي" (19 مقعدا).
وللمرة الاولى منذ عشرات الاعوام، يشارك 270 ناخبا قبرصيا تركيا يقيمون في الشطر الجنوبي من الجزيرة في الانتخابات التشريعية، الى جانب 470 الف ناخب قبرصي يوناني بفضل تعديل دستوري اجري اخيرا. كما تتقدم مرشحة قبرصية تركية للمرة الاولى منذ 1963 الى الانتخابات، وتترشح الشاعرة نيشي ياسين المقيمة في جنوب الجزيرة عن حزب الديموقراطيين الموحدين المؤيدين لاعادة توحيد الجزيرة. وقبرص مقسمة منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي شمال الجزيرة ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون تدعمهم المجموعة العسكرية التي كانت حاكمة في اثينا بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
احزاب الائتلاف الحاكم في قبرص تتقدم الانتخابات التشريعية
وافاد استطلاع اجري بين الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع وبثه التلفزيون القبرصي العام، ان احزاب الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الدولة تاسوس بابادوبولوس، حلت في الطليعة في الانتخابات التشريعية اليوم الاحد في قبرص. وجاء في استطلاع تلفزيون "سي واي بي سي" ان حزب ديكو (وسط يمين) بزعامة الرئيس بابادوبولوس والذي كان راس حربة المعارضين في الاستفتاء على خطة توحيد الجزيرة عام 2004، فاز ب5،17 في المئة من الاصوات فيما فاز الحزب الشيوعي الابرز في الائتلاف الحاكم ب7،32 في المئة. بدوره، فاز حزب ديسي اليميني المعارض ب7،32 في المئة من الاصوات وفق الاستطلاع.
قبرصية-تركية تقدم ترشيحها الى الانتخابات
منذ نعومة اظافرها قيل دوما لنيشي ياسين ان القبارصة اليونانيين هم اعداؤها بيد ان هذه الشاعرة وهي اول مرشحة من القبارصة الاتراك تتقدم الى انتخابات البرلمان القبرصي اليوناني منذ 40 عاما، تعلمت ان ترفض المشاعر القومية التي ادت الى تقسيم الجزيرة. وتؤكد المرشحة في حديث مع وكالة فرانس برس ان "ترشيحي بمثابة تحد لتصاعد المشاعر القومية لانني ادعو القبارصة اليونانيين للتصويت لقبرصية تركية". وتضيف "ما اريده لقبرص هو التوحيد" بين شطريها القبرصي التركي والقبرصي اليوناني. وتعي هذه المراة التي تبلغ من العمر 47 عاما ان محاولتها الانخراط في العمل السياسي يمكن ان لا تؤدي الى اي نتيجة مرجوة وسط جو الانقسام القائم.
ويقول ميكيس شانيس الامين العام لحزب الديموقراطيين المتحدين الصغير المؤيد لتوحيد الجزيرة والذي ترشحت ياسين على قوائمه في انتخابات 21 ايار(مايو) "تمثل نيشي ياسين الناس المتعبين الذين يحلمون ويحاولون ويملكون نظرة لاعادة توحيد الجزيرة". ويضيف ان انتخابها، اذا حصل، سيشكل "انقلابا في الوضع القائم". وطبعت طفولة الشاعرة بجو العنف المحيط بها. فقد اختطف جنود قبارصة يونانيون والدتها الحامل، كما روت، خلال جولات العنف التي دارت في نيقوسيا عام 1963. ثم اجبرت على وضع وليدها تحت تهديد السلاح فاطلقت على ابنها اسم "سافاش" اي "حرب" بالتركية.
وتتابع ياسين سرد ذكرياتها فتقول "في ما بعد كنا تعساء لان والدتي لم تتمكن من تجاوز هذه الصدمة. تملكني شعور باننا الضحايا وهم المسؤولون" عن هذه الجرائم. بيد ان نظرتها بدات بالتحول تدريجيا بعد اجتياح شمال البلاد من قبل الجيش التركي عام 1974 ردا على انقلاب هدف الى الحاق الجزيرة باليونان نفذه قبارصة يونانيون قوميون مدعومون من الجنرالات الذين كانوا استولوا قبل ذلك على الحكم في اثينا. واضطر مئات الالاف من الاشخاص من شطري الجزيرة الى الهرب بعد الاجتياح. واعيد اسكان عائلة ياسين في منزل تعود ملكيته لقبارصة يونانيين. وتقول ياسسين " كنت افكر بهؤلاء الاشخاص".
وتقول "تملكني شعور باننا لصوص استولوا على ممتلكاتهم واعتبارا من هذا الوقت بدات اشك بالرواية الرسمية لتاريخ قبرص. ساعدني ذلك على ان اتغير". واستقرت نيشي ياسين عام 1997 في الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث تقوم الجمهورية القبرصية المعترف بها عالميا بعد ان تعرضت لمضايقات من قبل الشرطة القبرصية التركية اضافة الى تعرضها للاعتقال لفترة وجيزة في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. وتتابع ياسين "ارادوا تخويفي لاتخلى عن افكاري بيد انه كان لذلك اثر معاكس".
ويعطي الدستور القبرصي القبارصة الاتراك الحق بالتصويت فقط للمرشحين القبارصة الاتراك الذين كانوا يحوزون على 30% من مقاعد البرلمان. وبقيت مقاعدهم اضافة الى منصب نائب الرئيس شاغرة منذ العام 1963. واقر البرلمان القبرصي (56 مقعدا) هذا العام قانونا يسمح للقبارصة الاتراك الذين يقيمون في الشطر الجنوبي من الجزيرة المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا. واصبح الشطر اليوناني من قبرص عضوا في الاتحاد الاوروبي منذ العام 2004. وتستطيع الشاعرة ان تعتمد على اصوات 270 ناخبا قبرصيا تركيا مسجلا على قوائم الناخبين في جنوب الجزيرة بيد ان دعم الناخبين القبارصة اليونانيين لها ليس اكيدا. وكشف استطلاع للراي اجري في اذار(مارس) ان غالبية القبارصة اليونانيين لا سيما الشباب منهم يفضلون ان يبقوا منفصلين عن القبارصة الاتراك.
ويقول عالم الاجتماع نيكوس بيريستيانيس "هؤلاء الشباب لا يعرفون شيئا عن الشطر الاخر" من الجزيرة. ويضيف "هم يسمعون اهاليهم يتحدثون عنه. كيف تريدون ان يملكوا اي عواطف تجاه جزء لا يعرفونه؟". وتعي ياسين ان ترشيحها "مبادرة رمزية" في جزيرة صوتت غالبية سكانها من القبارصة اليونانيين ضد مشروع اعادة توحيد الجزيرة الذي وضعته الامم المتحدة.
بيد انها تقول "اذا انتخبني الناس فسيشكل الامر شيئا جديدا".