صباح الأحمد: قررت حل البرلمان وإلى الله أنيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حكيم الكويت وأميرها واجه ثورة البرتقال بشرعيته
صباح الأحمد: قررت حل البرلمان وإلى الله أنيب
مرسوم أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وانتخابات مبكرة نصر المجالي من المنامة: حسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أزمة سياسية وبرلمانية اندلعت خلال الأسبوعين الماضيين حول مسألة الدوائر الانتخابية بين خمس أو عشر، وبين قرارين مهمين إما أن يقيل حكومة الشيخ ناصر المحمد الجابر الصباح أو حل البرلمان، فإن الشيخ صباح وهو سياسي محنك قاد دبلوماسية الكويت منذ العام 1961 وزيرا للخارجية إلى بيعته أميرا في نهايات العام الماضي بعد رحيل شقيقه الشيخ جابر الأحمد مطلع العام الحالي فذهب إلى الخيار الأخير حيث كانت (إيلاف) تفردت به أمس السبت.
وفي تفاصيل الحدث الكويتي دستوريا وسياسيا وبرلمانيا، فإن أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قال في خطاب وجهه الليلة للأمة الكويتية خلال إعلان حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة بعد شهر من الآن "غايتنا جميعا وطن ثابت الاركان وكويت شامخ البنيان يحتوينا بالامن والاستقرار". وأوضح الأمير صباح الأحمد في خطاب واجه به ما أطلق عليه في دولة الكويت "ثورة البرتقال المعارضة" أن قرار حل مجلس الامة الكويتي "يتيح لنفوسنا جميعا ان تهدأ ولقلوبنا ان تطمئن ولعقولنا ان تفكر بما فيه مصلحتنا وخير وطننا في الحاضر والمستقبل".
وأكد الشيخ صباح الأحمد في كلمته في كلامه للشعب الكويتي انه "علينا تقبل الرأي الاخر كما علينا ان نتشاور لا ان نتخاصم وان نختلف لا ان نتعادى وان ننتقد بلا تشهير وان نحاسب بلا انتقام فكلنا من الكويت نبدأ واليها ننتهي وهي الباقية ونحن الزائلون".
وأكد كبير الكويت أن الاجواء المشحونة التي تغيب فيها الحكمة والعقلانية ويسود فيها التشكيك والتصعيد لا تسمح بالتوصل الى حلول علمية مدروسة لمسألة مهمة تشكل أحد أهم محاور العمل الوطني.
وقال الامير الخامس عشر لدولة الكويت ان هناك حدودا ينبغي التزامها للجمع بين موقع المسؤولية وأمانتها وأن الحكيم من اتعظ بتجارب غيره وبماضيه وارتقى فوق تطلعاته الذاتية الى آمال الوطن ومستقبله وصيانة أمنه واستقراره.
واكد صباح الأحمد ان الكويتيين عاشوا معاني الديمقراطية "قبل أن تنطلق المسميات والمصطلحات التنظيرية المستحدثة فالديمقراطية ممارسة متجذرة في وجدان أهل الكويت تكرست عبر الاجيال المتعاقبة".
وفي كلمته التي هي الأولى موجهة للشعب الكويتي منذ مبايعته أميرا، تطرق الشيخ الحكيم الى ما تشهده الساحة من مظاهر وممارسات ضمن اطار الجدل الدائر حول مسألة تعديل الدوائر الانتخابية مؤكدا القول "أننا أول من بادر إلى طرق هذا الموضوع انطلاقا مما تلمسناه من ضرورة اعادة النظر في النظام الانتخابي الحالي". وأعرب سموه عن الامل في ان يبقى الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تحت قبة البرلمان وفي ظل ما يحكمها من مبادئ ونصوص الدستور والقانون وفي اطار الثوابت الوطنية مع مراعاة ما يحيط بالبلاد من تحديات ومخاطر توجب على الجميع العمل على صيانة امنه واستقراره.
كلمة الأمير صباح
وفي الآتي نص كلمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كما تلقتها (إيلاف) من الديوان الأميري الكويتي اليوم:
بسم الله الرحمن الرحيم "ان أريد إلا الاصلاح ما استطعت . وما توفيقي الا بالله . عليه توكلت . واليه أنيب" الحمد لله الذي تفرد بكل كمال . وتفضل على عباده بجزيل النوال بيده الخير كله . فله الحمد على كل حال . وفي كل حال.
اخواني وأبناء وطني الكرام.
لقد أفاء المولى القدير على بلدنا الكريم بفيض من نعمه وفضله . وعاش أهله الطيبون منذ نشأته أخوة متحابين تحكمهم ثوابت راسخة تعارفوا عليها وارتضوها . وحرصوا جميعا على ترسيخها وصيانتها . فكانت الكويت واصبحت كما نعرفها رمزا ونموذجا للوحدة الوطنية والتلاحم والتكاتف . عصية على كل من أراد بها سوءا وشرا.
وقد عاش الكويتيون معاني الديمقراطية وجوهرها في اطار الاسرة والاهل والفريج والديوانية . قبل أن تنطلق المسميات والمصطلحات التنظيرية المستحدثة . فالديمقراطية ممارسة متجذرة في وجدان أهل الكويت تكرست عبر الاجيال المتعاقبة.
- اخواني المواطنين: لا شك بأنكم تتابعون ما تشهده الساحة من مظاهر وممارسات ضمن اطار الجدل الدائر حول مسألة تعديل الدوائر الانتخابية . ولعلكم تعرفون بأننا أول من بادر بطرق هذا الموضوع . انطلاقا مما تلمسناه من ضرورة اعادة النظر في النظام الانتخابي الحالي . وعليه فقد كلفت لجنة وزارية مطعمة بعدد من الشخصيات التي تتمتع بالخبرة والنزاهة والحرص على المصلحة الوطنية . لتتولي دراسة هذه المسألة.
وقد كان الامل بعد ان تشبع الامر بحثا ونقاشا بأن يبقى الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تحت قبة البرلمان وفي ظل ما يحكمهما من مبادئ ونصوص الدستور والقانون . وفي اطار ما تم التوافق عليه من ثوابتنا الوطنية الاصيلة . بمراعاة ما يحيط ببلدنا من تحديات ومخاطر توجب علينا جميعا ان نعمل على صيانة أمنه واستقراره.
وقد تابعنا جميعا حالة الشحن والتأجيج التي شغلتنا عن باقي أولويتنا. وما دأب عليه البعض من ممارسات انحرفت عن المسار البرلماني السليم . والتي باتت تشكل تهديدا لامن الوطن واستقراره. بما انطوت عليه من مظاهر الفتنة والشقاق وهز الثقة بين أبناء المجتمع الكويتي واضعاف وحدتنا الوطنية . وهي السياج الحامي والحصن المتين لكويتنا الغالية.
ولاشك بأن هذه الاجواء المشحونة التي تغيب فيها الحكمة والعقلانية ويسود فيها التشكيك والتصعيد لاتسمح بالتوصل الى حلول عملية مدروسة لمسألة مهمة تشكل احد أهم محاور العمل الوطني.
- اخواني وأبناء وطني الكرام: لقد انتظرت طويلا أملا في انجلاء هذه الغيمة عن سماء وطننا العزيز . من خلال حوار ايجابي بناء تحت قبة البرلمان . ولكن بعد ان حجب غبار الصراعات والمساجلات نور الحقيقة وامتزجت المصالح الخاصة بالمصالح العامة . وطغى التشكيك والتجريح وتسجيل المواقف على تحكيم العقل والمنطق مما أضحى يشوه صورة الديمقراطية الكويتية ويهدد الموروث من ثوابتنا الوطنية المعهودة.
ان هناك حدودا ينبغي التزامها للجمع بين موقع المسؤولية وأمانة المسؤولية . وان الحكيم من اتعظ بتجارب غيره وبماضيه . وارتقى فوق تطلعاته الذاتية الى آمال الوطن ومستقبله وصيانة أمنه واستقراره.
وعلينا ان نقبل الرأي الاخر كما علينا ان نتشاور لا ان نتخاصم وان نختلف لا ان نتعادى وان ننتقد بلا تشهير . وان نحاسب بلا انتقام فكلنا من الكويت نبدأ واليها ننتهي . وهي الباقية ونحن الزائلون.
ان وطننا أمانة في أعناقنا ولن يصنع مستقبله غيرنا ويكون ذلك بسلاح الوحدة الوطنية وبعدة المودة والتآلف والتعاون . ومد جسور الثقة والتآخي . ونبذ التعصب والتحزب والمزايدات.
اخواني: ان الامواج العاتية لاتعرف صديقا. وان العواصف لاترحم عزيزا . وفي بعض المواقف يجد المسؤول نفسه أمام قرار يجبر على اتخاذه . وفاء بالامانة التي يحملها في عنقه لمسؤوليته أمام الله . وأمام الشعب الذي أولاه ثقته. ان غايتنا جميعا وطن ثابت الاركان . وكويت شامخ البنيان يحتوينا بالامن والاستقرار.
ومن اجل ذلك كان لزاما علي ان اتخذ قرارا صعبا ما كان بودي ان اتخذه ولكنني رأيت من واجبي حفاظا على امن وطننا وسلامة ابنائه ان اتخذ قرارا بحل مجلس الامة حلا دستوريا يتيح لنفوسنا جميعا ان تهدأ ولقلوبنا ان تطمئن ولعقولنا ان تفكر بما فيه مصلحتنا وخير وطننا في الحاضر والمستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
يشار ختاما، إلى أن الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كان اصدر مرسوما يقضي بدعوة الناخبين لانتخابات أعضاء مجلس الامة في 29 حزيران (يونيو) عام 2006 .
وفي ما يلي نص المرسوم مرسوم رقم 147 لسنة 2006 بدعوة الناخبين إلى انتخاب أعضاء مجلس الامة بعد الاطلاع على الدستور. وعلى القانون رقم 35 لسنة 1962 في شأن انتخابات أعضاء مجلس الامة والقوانين المعدلة له.
وعلى القانون رقم 99 لسنة 1980 بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية لعضوية مجلس الامة المعدل بالقانون رقم 5 لسنة 1996.
وعلى المرسوم رقم (146) لسنة 2006 بحل مجلس الامة. وبناء على عرض النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. وبعد موافقة مجلس الوزراء.
رسمنا بالاتي مادة اولية يدعى الناخبون لانتخاب أعضاء مجلس الامة يوم الخميس 4 جمادي الثاني 1427 الموافق 29 يونيو سنة 2006م.
وختم المرسوم مادته الثانية بالقول إن على رئيس مجلس الوزراء والوزراء - كل في ما يخصه - تنفيذ هذا المرسوم ويعمل به من تاريخ صدوره. وينشر في الجريدة الرسمية.